“قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا” سورة الحجرات…
لم يشرط المؤمن قبل جهاده أن ينال النصر، عليه أن يُقدم نفسه ما لها وما عليها ويخر ساجداً لله ويدعو أن يقبل منه وأن يكتب له النصر، فالنصر من عند الله والجهاد هو رخصة للنفس إذا أردت الفوز والكسب، ولنا في غزوة أُحُد الدروس والعبر.
ليس من حق أحد أن ينهي أو يطلب من أي مؤمن مدافع عن حقه في الوجود الوقوف عن ذلك والكف عن قول الحق أو حتى الصراخ، الأمر والنهي واضح في تحدي الصعاب وقول كلمة حق في وجه سلطان جائر وإعداد الفرسان لمواجهة الظلم عبر التاريخ، الذي أوعز عبر صفحاته أن الإسلام واجه أعتى الأمم الظالمة وهو ينقصه العتاد والعدة، وقد انتصر.
المؤسف ليس قصف إسرائيل للمنازل والمستشفيات والقرى والمدن وأيضا قتل الأطفال والشيوخ وسجن الشباب وإذلال النساء وسكب القاذورات وسرقة المياه من الفلسطينيين، المؤسف والمحزن هي تلك المبررات التي يسوقها البعض من الناطقين بالعربية حول ما ترتكبه إسرائيل من فضائع، أصبحت أصواتهم أقوى من مدافع الصهاينة.
الغضب من العرب المدافعة عن الكبرياء هي السمة الأبرز، وكأن الفلسطيني هو المحتل الوسخ الذي جاء بكل القاذورات مِن شرذمة العالم، به كل العقد والأمراض النفسية المختلفة، جاء حتى ينصهر في مكان واحد مدعي أنه دولة متجانسة لا يقبلها ولا ينادي بها إلا المطبعين وأعداء السلام والحق.
هؤلاء موجودين بالعالم العربي تجرعوا من كأس الذل والخيانة والركوع لأحذية الأجنبي ولا يقبلون بالطعن باسم أوطانهم الممزقة لأي عربي آخر، يتفاخر على أخيه ببيع دينه المقدس، لم يندرج ذلك الفعل الشنيع على الإخوة في ليبيا التي صنعت على مدى تاريخها الأمجاد، لم يسجل التاريخ أن أهل ليبيا قد تغاضوا أو باعوا دينهم ذات مرة لأجل إعلاء دين آخر.
قد يختلفوا في طريقة الحكم أو اسم للوطن أو حتى العلم!، ولكن لا يمكن أن تجد إلا شيء واحد وهو الخط الكبير في قلوبهم… مكة… القدس.
إذا فتحت العبور فلن تجد في ليبيا إلا شخص واحد أو قلة تريد أن تحكم الخلاء وهو صاعد على أنبوبة نفط يقطر منه السواد.
والجموع الباقية تُسابق الريح وتتعارك حول من ينال الشهادة أولاً؛ مما قد تجعل الملائكة تحتار… هكذا قول الصحف الأولى… وهكذا يهمس الوجدان فقد يأتي المدد من الجميع، من العالم وخارجه.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً