أظهرت دراسة علمية حديثة أن البكتيريا التي تسكن أجسادنا، والتي تُعرف علميًّا باسم “الميكروبيوم”، تختلف من شخص لآخر وتشكل لكل فرد بصمة فريدة من نوعها تمامًا مثل بصمة إصبعه.
وجاءت هذه النتيجة التي نشرها موقع Earth، خلاصة تحليل شامل استمر 6 سنوات لميكروبيوم الأمعاء والفم والأنف والجلد لـ 86 شخصًا، ما يؤكد أن هناك نظامًا بيئيًّا داخليًّا فريدًا من نوعه لجراثيم كل شخص، يشكّل هويّته.
وقال الدكتور مايكل سنيدر عالم الوراثة بجامعة “ستانفورد” على تفرد الميكروبيوم، “نتائجنا تخلص إلى أنَّ لكلٍّ منّا “ميكروبيوم” فرديًّا خاصًّا به في جسمه”.
وأوضح أن “النظام البيئي الميكروبي يتشكل من خلال مزيج من العوامل الوراثية والنظام الغذائي والجهاز المناعي؛ ما يسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين أجسادنا والميكروبات داخلها”.
وقدمت الدراسة التي يقودها الدكتور سنيدر، والتي أُجريت كجزء من مشروع ميكروبيوم الإنسان المتكامل، رؤى جديدة حول استقرار وتنوع الميكروبيوم، خاصة فيما يتعلق بالظروف الصحية، مثل: مرض السكري من النوع 2، حيث أظهرت أن “الأشخاص المصابين بالسكري 2 يمتلكون في أجسامهم ميكروبيوم أقل استقرارًا وتنوعًا، مما يوحي بوجود صلة بين تنوع الميكروبيوم والصحة العامة”.
وأكد الدكتور سنيدر “هذا الميكروبيوم البشري، الذي يتكون من نحو 39 تريليون ميكروب، يشكل وظيفة مهمة في صحتنا وأمراضنا. ومع ذلك، فإن حجمه الهائل وطبيعته الديناميكية قد فرَضا تحديات كبيرة على الباحثين الذين يحاولون فهم تعقيداته”.
وتجد الدراسة الجديدة أن فهم الميكروبيوم يمكن أن يؤدي إلى تطوير البروبيوتيك المصممة خصوصًا لشخص ما، أو قد يفتح الباب واسعًا لعلاج الأمراض المختلفة من خلال التلاعب بالميكروبيوم لتحسين الصحة. ويمكن أن يشمل ذلك تغييرات في النظام الغذائي والسيطرة على الإجهاد أو تجنب المضادات الحيوية غير الضرورية.
اترك تعليقاً