لقد حاولت ان اقول فى الجزء الاول من تحت هذا العنوان . بان تفكيك هذا التأزم فى الشأن الليبيى . والمُصاحب له – فى تقديرى – مند عقود طويلة مضت . يمكن الوصول اليه من خلال , جغرافية ليبيا باعتمادها الوعاء الوطنى الوحيد , الذى يجب ان تسّكب بداخله كل الطاقات المعنوية . والتى تتخذ مُسميات وطنية عدّة . حس . شعور . دافع . باعث وطني . الخ . كي تتحول هذه المعنوية, داخل هذا الاطار وتتبلور الى فعل منتج فى عمل وسلوك . يوظف ويكرّس فى معالجة ايجابية منتجة , لكل ما يضمه هذا الوعاء الوطنى . من موارد بشرية كانت او طبيعية او غيرها , فى خدمة هذا الوطن. الذى تعارفنا على تسّميته بليبيا وللنهوض به.
وقلنا ايضا, عن كل هذا فى ما سبق . بانه بمثابة . بل هو نفخ للحياة وبعثها فى كيان ليبيى مستقل . ولكى ينهض هذا المستقل , ويتخذ له موقع فوق الارض وتحت الشمس . يحتاج ولو الى حين . لإسناده بدعائم دستورية قانونية . يستمدها من نصوص مًضمنة داخل متن دستوره . ولكى يصير هذا التنصيص الدستوري مقنع ومقبولا . يجب تحّفيز هذا الكيان . على تحسس ذاته جغرافيا ديمغرافيا ثقافيا . ليتعرّف من خلال هذه الجغرافيات الثلاث . بانه مفردة جغرافية من مفردات غرب المتوسط , واما الديمفرافى الثقافى من هذه . يشدّه وبقوة الى الحضن المغاربى المتوسطى عن غيره , من الفضاءات الاخر . وخلصنا فى نهاية القول الى . ان جغرافية غرب المتوسط وحوّضه , هما المجال الحيوي , لهذا الكيان الليبيى المستقل . لما لهما من تأثير وجودي على حياته , نمو ونهوض او ضمور وانتكاس.
وستترافق وبالضرورة وعلى نحو تلقائى , مع هذه الخطوات . التى تسعى نحو بعث هذا الكيان الى الوجود . تشكّل وصياغة مفاهيم ومصطلحات ومفردات . لقاموس سياسى جديد , يكون بمتابه انجيل وطني , يرّشد ويسّترشد به . هذا الكيان الليبيى الجديد . عندما يُغمْ عليه.
فمثلا . عندما ذهبنا الى الجغرافية الليبية . ورأينا موّضوعيا . بان تكون الوعاء الوطنى الوحيد .لليبيا الوطن . وبحكم الواقع الجغرافى . الذى جعل منها تحتل مسافة كبير من شاطئ الضفة الجنوبية للمتوسط . ومن واقع تموّضعها الجيد هذا . جعلها مفردة اساسية فى جغرافية هذا الحوض الحيوي الهام . وللتعامل المنتج مع هذا الحوض , بما يخدم مصالح الجغرافيا الليبية . يتطلّب منها الواقع الموضوعى . نسج علاقة منتجة وبناءة وجيدة , متينة ومسّتقرة , مع جغرافيات الضفة الشمالية للمتوسط . الذى تحّتله بحكم الواقع الجغرافى الملموس , وفى مجّمله . جغرافيات الغرب الاوربى.
وادن فهذا الغرب الاوربى . الذى نتقاسم معه جغرافية المتوسط وثقافة هذا الحوض الهام . يكون ومن الضرورى , واستناد لهذا الواقع الموضوعى . اعطائه اولويه مدْ جسور التواصل البناء مع الجغرافية الليبية . على غيره من الفضاءات الجغرافية الاخرى . لما في ذلك من نفع ومردود ايجابى عليها , وعلى جغرافيات غرب المتوسط . وعلى هذا الحوض الحيوي الهام ايضا . واذن . فهذا الغرب الاوربى . وبحكم الواقع الجغرافى . يجب ان تكون له خصوصيته عند الجغرافيا الليبية.
كنت احاول ان اقول . ومن خلال هذا الوافع الجديد , الذى يُفّترض . بانه قد تخلّق , بفعل انتفاضة شتاء 2011 م . بليبيا . بانه . قد صار الغرب السياسى . ليس غرب واحد . بل غربين اثنيين . داخل متن القاموس السياسي الليبيى الجديد . غرب أوربي . الذى نتشارك معه جغرافية حوض المتوسط وثقافته . ونستطيع تحديده , فى كل ما تضمّه اليابسة الجغرافية لقارة اوربا الغربية . وغرب اخر . هو الغرب الاطلسى . الذى تغتسل جل شواطئه بمياه الاطلسى . وينتمى الى فضاء جيوسياسى اخر بعيد , ولسان حال ثقافته انجلوسكسونية . وان شئتم فله ايضا . رصيد تاريخى وماضى غير جيد , مع فضاءات حوض المتوسط . وفلسطين شاهد على ذلك . اما حاضره مع هذا الحوض . فيعج بهدير , الباريجات , وصواريخ كروز, والتمهوك , والطائرات التى تتخطى حاجز الصوت.
ومن هذا كله . لا يجب على السفير الإنجليزي . ان ينّزعج . عندما ننظر بعين عدم الرضاء . الى تنقلانه الدائبة داخل التراب الليبيى . فقد شاهدناه فى زياراته لمجلس النواب , وهو يتنقل بين كتله البرلمانية , ولجانه الفنية , و بين رئيسه ونائبيه . وشاهدناه يولى اهتمام خاص . بلقاءته مع المؤسسة الوطنية للنفط , وشركة الاستمارات الخارجية . ومع مصرف ليبيا المركزى ومديره الكبير . والى مدن ليبية وجبلنا الغربي . ليس هذا وحسب . بل كان قريب ودائما . من جلسات الحوار التى كانت تعقد فى الشقيقة تونس.
واذن . لماذا هذا الاهتمام الزائد من طرف هذا الانجلوسكسونى ؟ !. ولماذا هذه التحركات والتنقلات الكثيفة منه ؟ . والتي لا مبرر له . والذى – وفى تقديرى – وان شئتم . لا يتخطى ولا تتجاور عن السعي الجاد من طرفه . لجعل الجغرافية الليبية كما غابر الايام . جغرافية تابعة , جغرافية ملّحقة لجغرافية جزيرته الغارقة فى حضن الأطلسي و المسّتسلمة له.
وفى النهاية على الهيئة الاممية بليبيا. تنّبيه هذا السيد عن ذلك . لان جل الليبيين يذهبون الى ذات المذهب , الذى ذهبنا اليه . فقد يكون فى ذلك ضرر لليبيا والليبيين . وجميعنا لا يقبل الضرر لبلاده.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً