تتحدث دول المشرق العربي عن غزو ليبيا وتشريد أهلها وتدمير بنيتها التحتية بمبرر الدفاع عن الأمن القومي لتلك الدول فماذا يعني ذلك؟، وهو ما لم نشاهده من دول المغرب الكبير الداعية للمصالحة والاستقرار والتعاون بل والتنديد بعنجهية القوة.
بالتأكيد لا يعني الأمن القومي تهريب السلاح وتسرب المجرمين عبر الحدود، فمصر منذ أربعة سنوات يضمن لها حفتر حدود بـ1200 كم تحت سيطرته وعلى مرمى منه، ولا وجود لحكومة الوفاق على هذا الشريط الحدودي، وأن الحقيقة الثابتة هي أن الجماعات المناهضة للدولة المصرية تتركز في سيناء وليس في الحدود الليبية المصرية، الحدود الليبية تستعمل لتمويل مصر بالوقود والمواشىء رخيصة الثمن والسيارات بلا دفع للجمارك.
ما لا يمكن البوح به من دول المشارقة العربية له جذور تاريخية وواقع معاش؛ فالجذور التاريخية أن حكم العسكر الذي بدأ بعبد الحكيم عامر في مصر وانتشر خلال عقود الستينات والسبعينات من القرن الماضي وحكم العائلات هُزم عسكريا في حروب 56 و67 و73 وهُزم أيديولوجيا بتنامي الحركات الدينية الإصلاحية وهُزم حضاريا برفض الشعب له بسبب عجزه عن بناء دولة لها مقومات الحياة، كما ساهم في تأخر الأمة بترسيخ الهيمنة وحكم الفرد أو العائلة وشرعنة الفساد، وهي ظواهر عفا عنها الزمن بحكم التطور الحضاري للشعوب.
عجز العسكر عن الإيفاء بمتطلبات الشعوب جعلها تنتفض لتُزيح ذلك الكابوس، فكان سقوط مدوي للكثير من رموز العسكر في الموجة الأولى 2011؛ القدافي، بن على، على عبدالل صالح، ومبارك، هذا السقوط يندر بتمدده إلى عروش الملوك والأمراء، فكان رد الفعل هو تحالف العسكر مع العروش لمقاومة التغيير، وكان من نتيجتها إرجاع مصر إلى حكم العسكر بإنتخابات مضحكة، وتسميم الوضع في كل من ليبيا وسوريا واليمن بصناعة دُمى، وترويض ثوار السودان بعسكر لائيم ودعم العسكر في الجزائر لإفشال التغيير، وإنتخابات صورية في موريتانيا. وبذلك فإن الإستثناء هي تونس والمغرب التي أصبحت مثالا للنجاح النسبي لثورات التغيير، رغم ذلك فالنهر الجارف سيشق مساره ولو بعد حين.
ما يزيد الأمر خطورة على حكام العسكر أن الموجة الثانية وهي إنتفاضات 2019 تسارعت في اكثر من إثنى عشرة دولة منها الجزائر، و كاتالونيا، و الشيلي، والإكوادور، وفرنسا، وهايتي، وهندوراس، وهونغ كونغ، والعراق، ولبنان، ونيكاراغوا، وبورتو ريكو، والسودان حيث اتسمت هذه الانتفاضات، بطابع شعبي، يساري ونضالي، يعبر عن الكثير من الغضب والتحدي وتتمثل الخاصية المشتركة للحراك أنها تمردات للطبقة الوسطى الدنيا، وللطبقة العاملة والفقيرة.
وبذلك فإن ما يعنيه النظام المصري من المحافظة على الأمن القومي هو في الحقيقة المحافظة على حكم العسكر ومنع إنتشار ونجاح ظاهرة التغيير في ليبيا واليمن والسودان والجزائر، ويعتبر ذلك صراع وجود وليس صراع مواقف، وأن تحطيم فكرة التغيير في مصر كلفت الدولة مئة ألف سجين سياسي وإنهيار الإقتصاد المصري بسبب الفساد وتحكم السياسة في الإقتصاد، وأن وجود حكم عسكري في ليبيا هو الضامن الوحيد لعدم إنتشار هكذا مبادي إلى مصر، وهو البلسم لتحريك عجلة إقتصاد مصر الذي يعاني من ديون خارجية تقدر ب 93.13 بليون دولار وديون داخلية ننجاوز 307 بليون جنيه مصري. وعليه فإن محاولة إسترضاء سيسي مصر والإمارات والسعودية لتغيير موقفها من حفتر محاولات فاشلة، ولن تفضي إلى شئ وهو الذي يهدد بالغزو ووزير خارجيته يقول من آنتم يا رئاسي كما قالها القذافي من قبل، بل ذهب إلى التهديد بالغزو المسلح.
التوجه للمشرق كان خطاء جسيما منذ الأربعينات من القرن الماضي، فجيش السنوسي المحارب مع الإنجليز تم بناءه في مصر وهو الذي أنشاء إمارة برقة وسعى لإنفصالها، وكانت مصر دائما تطالب بضم برقة قبل وبعد الإستقلال، وفي يوليو سنة 1977 شنت مصر حرب طاحنة على الحدود الشرقية لليبيا قتل وأُسر الكثير من الليبيين رغم أن القذافي فتح ابواب خزائن ليبيا للحكومة المصرية ودفع ثمن السلاح الروسي وتسلم مئات الدبابات والمدرعات الليبية لمصر في حرب 73 ، زد على ذلك أن مليون ونصف مصري كانوا يعملون في ليبيا لاربعة عقود بلا دفع ضرائب ولا حتى تسجيل في المخافر أو جوزات سفر.
التدخل المصري في ليبيا كان مباشرة عقب تولي السيسي للحكم بتعيين عمر نظمي ضابط الإستخبارات المصرية في القنصلية المصرية ببنغازي لأجل تنسيق العمل مع حفتر وتقديم المشورة له، فكان من نتائج ذلك رفض حفتر للحوار مع ثوار بنغازي ودرنه وهدم المدينة على أهلها، ثم الإستمرار في ضم الجنوب بصناديق الذخيرة المصرية، ناهيك عن شن الطيران المصري عدة غارات جوية على غريان وسرت في فبراير 2015م.
من حقائق القرن الواحد والعشرين أنه لا يمكن إستئصال أو إغفال التيار الإسلامي المعتدل؛ الديموقراطي في العالم الإسلامي، وهو البديل عن التيارات المتطرفة مثل داعش والقاعدة والسلفية الجهادية، ولذا الكثير من الدول الغربية ومنها بريطانيا وأمريكا وإيطاليا تعترف بل تشجع على وصول هكذا تيارات للحكم مثل ما هو في تركيا والمغرب وماليزيا، خاصة وأن محاولات العلمنة وحكم العسكر المتماهي مع الغرب اثبت إخفاقة ولو تم تدويره إلى حين. إن إنتقال تركيا من حكم العسكر إلى النظام الديموقراطي جعل منها نمودج للعالم الإسلامي فقد تضاعف الناتج القومي من 400 إلى أكثر من 800 مليار دولار سنة 2017م، وهي قفزة لن تحلم بها دول الإستبداد بملوكها وممالك جمهورياتها.
المشكلة التي نعاني منها في ليبيا وفي الكثير من دول الشرق الأوسط هو تأخر العقل الجمعي الثقافي الذي لا يزال يراهن على أن حكم العسكر هو النمط الوحيد للمحافظة على الأمن، والأسلوب الوحيد لتوفير رغيف الخبز والطريقة الوحيدة لحكم الشعوب، وهي لآت بعيدة عن الدين وعن السياسة وعن الحضارة وعن تطلعات الشعوب.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
من الذي اتي بالا وفاق ( خريات الصخيرات ) هل هم الصومالين والا التشاديين والا السودانين والا الثلاثة مع بعض ؟
لاحول ولا قوة الا بالله ، حسبنا الله ونعم الوكيل ،اللهم أهلك الظالم حفتر وأعوانه ، اللهم أغفر وأرحم أخينا أنيس وجميع شهدائنا وصبر أهلهم ، اللهم أشفي جميع جرحنا ، أمين .
أي غزو هذا الذي يتحدث عنه السيد بغني وأي تاريخ يتحدث عنه متى ومن غزى ليبيا من الشرق الا إذا كان الفتح الإسلامي العربي هو المقصود به “الغزو”؟ التاريخ الذي تعلمناه في المدارس أن من غزى ليبيا هم الفينيقيين والإغريق والرومان والصليبيين وفرسان القديس والعثمانيين والإيطاليين الفاشيست والحلفاء غفل عنهم الدكتور ولم يتذكر الا الشرق والعرب كونهم مصدر الشر والغزو والإستعمار، أمر محير,, لو أردنا الحديث بموضوعية خالية من العصبية القبلية والقومية لشهدنا عن من تدخلوا في الشأن الليبي كانوا من الغرب والشمال والجنوب قبل الشرق وأن أول من حمل السلاح وأعلن الجهاد على الأراضي الليبية كانوا المتطرفين من القاعدة وداعش أتوا من كل صوب الى أن وصلوا لإعلان دولتهم في درنة وسرت التي تغافل عنها الدكتور ولم يعتبرها تدخل! الغريب أن نتغافل عن أن ثورة 17 فبراير التي منحت الدكتور الحقوق القومية صنعت وأشعلت في الشرق الليبي “الشرق الملعون” كما يصوره الدكتور.
هل تذكروا مقالة سفير النفاق في تركيا عبدالرزاق الكذب والنفاق ( ارجعوا الي رشدكم ) والآن يقول
(سفير المجلس الرئاسي لدى أنقرة أعرب في تصريح لصحيفة “حربيت التركية” اليوم الخميس وتابعتها صحيفة المرصد عن ثقتهم بأن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيمد يد العون لمن وصفهم بـ”الليبيين” (حكومة الوفاق ومسلحيها) دون تأخير.)
مَش هذا طلب منه الرجوع من مدة شهرين هههههه
برا تعشى بسيسة وأرقد ، العرب كبار عليك هلبا ما يدوروش فيك وفي أمثالك من الاقزام ، أمة عظيمة صارعت امبراطوريات وتصدت لجيوش التتار والرومان والفرس والصليبيين ، بتجي إنت وأمثالك من سكان كهوف الجبل بربر متع بسيسة بتتكلم على العرب يا قواد ما صح وجهك !!
متى تتركنا في حالنا هذه المدينة …
تعتقد قيادات مصراتة انها الأَولى بحكم ليبيا، هذا لم أقوله أنا، بل قاله خبراء مصراتة في اجتماعهم في جامعة مصراتة في 2012 وكان على رأسهم في الاجتماع خليفة الغويل.
ورغم ان الشعارات التي ترفعها قيادات وخبراء مصراتة هو الدولة المدنية والانتخابات ولا لحكم العسكر والعودة لحكم الفرد وعهد الاستبداد، إلا انهم يفعلون عكس ما يقولون …
كان مخطط مصراتة في السيطرة على الدولة الليبية كالآتي
1- تجميع السلاح وتأسيس الكتائب
منذ نهاية 2011 قررت قيادات مصراتة تجميع السلاح في المدينة وتم جلب الدبابات من ترهونة وزليتن بالمئات وتحولت معسكراتها إلى مخازن للسلاح والذخيرة ، وانتشر تأسيس الكتائب المسلحة في المدينة كالنار في الهشيم ووصل عددهم إلى أكثر من 170 كتيبة وسرية مسلحة وصل عدد افرادهم إلى أكثر من 130 ألف مقاتل حسب الاوراق والمستندات التي ارسلت إلى وزارة الدفاع للحصول على مستحقاتهم .
2- السيطرة عل الأرض:
جلست قيادات مصراتة العسكرية والمدنية ووضعوا خريطة أمامهم ، ووضعوا خط دائري حول مصراتة تتواجد فيها قواتهم وتكون لهم الكلمة الفصل في كل شؤونها العسكرية والمدنية، وبدأوا بسرت، وارسلوا حسن موسى مع قوة معه وهددوا قوات الصاعقة المتواجدة فيها وقتلوا 5 جنود من قوات العقيد الزهاوي الذي أضطر للإنسحاب،
وتمت السيطرة على قاعدة الجفرة والقرضابية، وارسلوا القوة الثالثة بقيادة التريكي للجنوب وسيطرة على سبها وقاعدة تمنهنت المهمة.
وارسلوا قواتهم إلى طرابلس وأقاموا في طريق المطار والمعسكرات في ضواحى العاصمة إلى ان حدثت مجزرة غرغور، لكنهم عادوا بقوة إلى العاصمة في فجر ليبيا 2014، وأزاحوا اكبر قوة تنافسهم في طرابلس وهي الزنتان. واستطاعوا ان يقيموا علاقات مع كتيبة ثوار طرابلس وكتايب سوق الجمعة وتاجوراء عن طريق نوري فريوان الذي كان يقيم في سوق الجمعة ..
3- تحالفات عسكرية وايدولوجية
ظهور عملية الكرامة في بنغازي أزعجت قيادات مصراتة التي تخشى من إقامة جيش قد يقف في وجه طموحها في حكم ليبيا فأقامت تحالفات عسكرية مع ثوار بنغازي وقياداتها الذين أغلبهم من أصول مصراتية،
قيادات مصراتة كانت تفكر ان خط الدفاع الاول عن المدينة هو بنغازي وخط الدفاع الثاني هو سرت، وكان عضو البرلمان محمد الضراط يخطب في مصراتة قائلا عليكم دعم الثوار في بنغازي لأنه اذا سقطت بنغازي في يد حفتر، ثاني يوم سيكون في مصراتة
قيادات مصراتة تعرف ان داعش والقاعدة موجودة في بنغازي فهي من ارسلتهم ليس حبا فيهم ولكن ليدافعوا عنها ويقاتلوا الجيش ويقضوا عليه في مهده، فقاموا بأرسال الإرهابيين والدواعش والسلاح والذخيرة والمال عن طريق الجرافات، وكان جرحى الارهابيين يرسلون الى تركيا عن طريق مطار مصراتة وبجوزات سفر ليبية جديدة. سرت أيضا وضعوا فيها تنظيم داعش لتحصين خط الدفاع الثاني وأمدوهم بالسلاح والسيارات، وعندما توجه الجيش إلى سرت في 2016 في عملية اسماها القرضابية 2 ، خشت مصراتة من سيطرة الجيش على سرت، وتهديد مدينتهم، فهجموا على سرت ووصفوهم بأنهم دواعش، بعد ان ساندوهم 3 سنوات، كانت داعش تخدع مصراتة، ومصراتة ارادت استغلالهم في مخطط السيطرة على ليبيا، وعندما انفضحت خطة كل منهم هاجمت مصراتة سرت في عملية البنيان المرصوص
ولكن تبقى اهم التحالفات هي مع الاخوان ولما لا فرئيس حزب العدالة والبناء هو ابن مصراتة، والمحرك الخلفي هو الصلابي وهو ايضا من اصول مصراتية
4- السيطرة على الحكومة
في اتفاق الصخيرات ، كان من اهم الحاضرين هو باشاغا وسليمان الفقيه الذين كانوا يديرون دفة الحوار من خلف الكواليس واجتماعاتهم بديبورا جونس وجوناثان واينر ، كان كل هم باشاغا هو إقصاء حفتر لإعتقادهم ان التخلص من حفتر سوف لن يقوم الجيش وتبقى السيطرة لمصراتة، وبعد الصخيرات كان الحكومة تعج بقيادات من مصراتة وأتباعها سواء الوزراء او الوكلاء او رووساء الإدارات المهمة، والآن المسيطر على حكومة السراج هم معيتيق وباشاغا بعد ان رضخ السراج لهم بسبب السلاح والكتائب التي يملكونها.
5- أحلام وكوابيس
يبدو ان أحلام قيادات مصراتة في السيطرة على الدولة بدأت تتبخر بعد وصول الجيش إلى تخوم طرابلس وأعلن السويحلي انه مستعد ان يموت دفاعا عن طرابلس ولا يرى الجيش يدخلها، وفقدوا الامل في وقف القتال عن طريق مجلس الأمن بعد فيتو امريكا وروسيا وفرنسا، وتخلت عنهم ايطاليا الذين وعدوها بالاستثمارات في سبيل ان تدافع عن مدينتهم، وتحول الحلم إلى كابوس، واضطرت قيادات مصراتة إلى الاستنجاد بتركيا وضغطوا على السراج وهاجموا مقره وهرب من الحمام حينها، لكي يذهب إلى اسطنبول ويوقع على الاتفاقية الامنية وطلب تدخل عسكري تركي في ليبيا.
6- اردوغان وزلة لسان
امس خرج اردوغان وهو يصرح ان لديه مليون تركي في ليبيا وعليه ان يدافع عليهم، كان اردوغان يرد على منتقديه الانراك الذين طالبوه بعدم التدخل في ليبيا، لكن نسى ان الليبيين انزعجوا من تحويل اردوغان الأزمة في ليبيا إلى صراع عرقي ، وناقص ان يقول ان الاتراك في ليبيا يتعرضون لإبادة جماعية وتطهير عرقي.
7- غباء وتهور
طموح قيادات مصراتة في السلطة والحكم في ليبيا هو من الاسباب التي جعلها تمنع قيام جيش ليبي، فالجيش سيكون من جميع الليبيين ولن يسمح لأي مدينة او حزب او قبيلة بالسيطرة المطلقة على البلاد، وقادت هذه المغامرة غير المحسوبة إلى فوضى وغياب الامن فتحولت البلاد في غياب القانون إلى غابة كل فصيل ومليشيا تحول إلى عصابة ومافيا لكسب المال بأي طريقة ، فلا احد يحاسب ولا احد يراقب ولا احد يعاقب.
خلاصة : مستقبل زاهر ام #وعد_بالدمار
على قيادات مصراتة ان تعود إلى رشدها وتسحب ابنائها من طرابلس، ففزاعة حكم العسكر لم تنطلي على المجتمع الدولي، كما لم يصدقها الليبيون الذين بدأوا يرون في حكم العسكر اهون عليهم من حكم المليشيات، وعلى قيادات مصراتة الاتفاق مع الجيش على الدخول للعاصمة بشروط قيام دولة مدنية وانتخابات حرة وحل المليشيات وجمع السلاح في البلاد وبضمانات دولية، هذا الحل هو الذي يحقق مستقبل زاهر لليبيين ولمصراتة وإلا فالدمار ينتظرها …
النزاع بين العرب والأتراك يعني بين أمتين كبيرتين عظيمتين ، ليس هنالك مكان للاقزام ، أنت خليك بعيد ، كول بسيستك وتمرقد في داموسك !!!!
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الشعبُ العظيم …
أيها الأبطالُ في قواتنا المسلحة العربيةِ الليبيةِ الباسلة
يا أبناءَ الأمةِ العربيةِ المجيدة …
في هذه اللحظةِ التاريخيةِ والمصيريةِ الحاسمةِ، التي تمر بها بلادُنا الحبيبة، وهي تواجه
إرهابا أسودا , يتصدى له شعبُنا المجاهد بصدورٍ عامرةٍ بالأيمان ،ويسطرُ أروعَ صورِ البطولةِ والفداءِ المؤمن ، طوالَ السنواتِ الخمسةِ الماضية وحتى الآن , دفاعا عنِ الشرفِ والعرض والكرامة , إنه مخططٌ خبيث أراد به مصمموه وأطرافُه وأدواتُه، النيلَ من دينِنا وتاريخِنا الجهاديِّ المشرف , ولكن هيهات لهم أن يصلوا لأغراضِهم وأهدافِهم الدنيئة مهما خربوا ودمروا وقتلوا , اعتقادا منهم ومن ساداتِهم وكبرائِهم في دوائرِ الشيطان ، أنهم سيكونون قادرين على تزييف هويتِنا وإخراجِنا من الجغرافيا والتاريخ … فتبا لهم وساءَ ما يفعلون ..
لقد تجاهل الطامعون وأعداءُ الإنسانية , ومن اصطفَّ معهم من الأوباش المحليين
وإلى جانبِهم المرتزقةُ الأجانب ، أنَّ هذا الشعبَ الصغيرَ في عدده ، والقويَّ في إيمانه، والذي لم تفتَّ من عضدِه كلُّ النوائب التي مرت عليه , وتحملها بصبرٍ وجلَدٍ تعجزُ الكلماتُ عن وصفه، سِوى أنه صبرُ المؤمنين .
إنه صبرُكم وجهادُكم وعنادُكم أيها الليبيون …
يا من آمنتم واتخذتم من دينِكم الحنيف رسالتَكم , ومنَ الكرامةِ والعزةِ دليلا لحياتِكم … والله أكبر .
لقد نسيَ أو تناسى هؤلاء الأوغادِ المتحكمين في العاصمة ومن يدعمُهُم ، أننا أصحابُ مدرسةٍ للجهاد، والتي مثلها أجدادُنا ( عمر المختار ,والفضيل بو عمر , وسعدون , ويوسف بو رحيل , وعبد النبي بالخير , واحمد المريض , واعبيده المحجوبي , وعبد العاطي الجرم , وغومة المحمودي , وخليفه بن عسكر , والباروني , وبومطاري ,
وبلقاسم حفتر , وعلي الشنطة الزنتاني , وسالم عبد النبي ) وآخرون ممن لا يضاهيهِم اليوم ، إلا أولئك الأبطال الذين ارتقت أرواحُهُم لعليين، في معركة الكرامة التي تخوضُها
قواتُكم المسلحة، ومعها الظهيرُ المساند منذُ خمسِ سنوات متواصلةٍ وحتى الآن .. والله اكبر .
أيها الشعب الليبي العظيم
وانتم تخوضون الصفحةَ الأخيرةَ من حربِكم المسلحة، على الشرِّ وأدواتِه , وتضربونَه حيثما ذرَّ قرنُه , في ذاتِ الوقتِ الذي تؤكدون فيه موقفَكُم الثابتُ لكلِّ الدنيا
، بأنكم لن تقبلوا أن تطأ أقدامُ الأتراكِ أو أيَّ قدمٍ أخرى ، تستهدفُ بلادَنا أو تسعى للاستيلاءِ على مواردِنا ومقدراتِنا , فإن قواتِكم المسلحة , تجدد لكم مرةً أخرى عهدَ الرجال ، الذين لا يخلِفون العهدَ والوعد , بأن تكون درعَكُم وسيفَكُم البتار، وحامي الحمى والديار ، لتبقى بلادُنا ليبيا مصونةٌ بكم رجالا ونساء وشيبا وشبابا ، ولن تكون ليبيا إلا لنا ولأمتِنا ،، ونعِدُكُم وعدَ المؤمنين، بأن قواتِكم المسلحة لن يفلِتَ من سيفِها وعقابِها سوى أولئك الذين أدركوا أنه قد غُرر بهم، وضحك عليهم، وأنهم لا يزيدون عن كونِهِم مرتزقة ، بعد أن تبينَ لهم أن المتحكمينَ في العاصمة إنما سخروهم لمقاتلةِ جيشِكم الوطني، مقابلَ تمكينِ جيوشِ الأجنبي أن تنزلَ على ترابِكم الطاهر .. وأما المرتزقةُ الذين تدفعُ بهم تركيا الأردوغانية، فمصيرُهم محتوم ، ومنَ البديهيّ عندما يتعرض أمنُنا القوميُّ للتهديدِ والخطر، فإنه لا مجالَ للرحمة ، ولا نملكُ لهم سوى الموت
يا أبناءَ قواتِنا المسلحة الباسلة حيثما كنتم في محاورِ العمليات:
نحييكم ونشدُّ على أياديكم، وأنتم تتقدمون نحو عاصمتِكم لتحريرِها ، ولتقطعوا دابرَ الإرهاب بكل أحزمتِه وأدواتِه ، ونؤكد لكم بأن شعبَكم العظيم في شرقِ البلاد ،وجنوبِها وغربِها قد اتخذَ قرارَه ، فإما حياةٌ تسرُّ الصديقَ وإما مماتٌ يضيقُ العدى، وإنَّ قبائلَكم وجميعَ مدنِكم هي معكم ، وبما فيها تلك التي لا يزال الرويبضات والإرهابيون يختبئون فيها ، ويتخذونها مراكزَ لاستقبالِ المرتزقةِ ومخازنَ للأسلحة ،، والتي ستكونُ أهدافا مشروعة، لكلِ أسلحتِكم البريةِ والجويةِ والبحرية ، ونعدُكم بأن مصيرَهم سيكونُ كمصيِر جرافاتِ الموت ،التي كانوا يرسلونَها لبنغازي ، ونقول لهؤلاءِ انتظرونا إنا معكم منتظرون، لقد جاءكم وكلُّ من يقفُ معكم ويدعمُكم ما كنتم توعدون .. والله أكبر