عبد الحكيم بلحاج: النموذج التركي اقتصادي فقط

عبد الحكيم بلحاج ذو عقيلة اسلامية معتدلة جدا يؤمن بالحوار مع كافة الأطياف السياسية فى ليبيا أسس حزب الوطن ذو المرجعية الاسلامية وأحد أبرز قادة الثوار الليبيين. حتى وصل الأمر بالبعض إلى وصفه بمرسي مصر.

وعن توجهه وانتمائه، يؤكد بلحاج على أنه ينتمى للتيار السلفى وليس للإخوان المسلمين، إلا أن السلفية عنده مدارس، فمنها من لاتتبنى العمل السياسي ومنها مدارس سلفية علمية دعوية ومنها مدارس تتبنى العمل السياسي، وهناك من الشباب الذى يتبنى آراء تنسب الى السلفية، مشيرا إلى أنه لايوافق على الآراء التي تفتي بتحريم العمل السياسى وتكوين الأحزاب والانخراط في العملية الديمقراطية. وردا على من يحرم العمل السياسى بمفهومة الحالي يقول إنه لايوجد فصل بين الدين السياسة في الاسلام.

أما بشأن رد فعل البعض الغاضب على نجاح الإسلاميين في الانتخابات والتصريحات المعادية في بعض الأحيان وحالة الهلع التي أصابت البعض الآخر وهل يجد ما يبرر ردة الفعل تلك قال إنه لا يرى مبررا لمثل تلك المواقف ويتعجب ممن يسوؤه أن يرى تقدم الاسلام في هذا الشأن ويرى أن تصرف هؤلاء غير مقبول، فلماذا لايقبلون بالرأي والرأي الاخر. فالبعض ممن يرفض الاسلاميين يقول إننا لا نرفض الفكرة في حد ذاتها.. نرفض الاشخاص وتوجهاتهم.. وفي حديثه عما قدم الاسلاميون بعد الثورة؟ وما الدولة التى يراها حاليا على الساحة تصلح أن تكون نموذجا للاسلاميين؟

قال “إن النموذج التركى استطاع أن يقدم شيئا للناس لأن الأتراك نجحوا فى الجانب الاقتصادى، وفي جانب المطالبة بالحقوق، لكن عندما نتحدث عن الاسلاميين لابد أن نتحدث عن مصالح كبرى، نتحدث عن حقوق الانسان، لماذا تختزل الشريعة فى جانب عقوبات، عندما نتحدث عن الاسلام لايجب أن يختزل، لابد أن نتكلم عن منظومة متكاملة تتحدث عن حقوق الاقليات، عن حقوق المرأة، عن منظومة اقتصادية رائعة، نتحدث عن أمن اجتماعي ، نتحدث عن سياسية اسلامية ..لماذا لم يتم النظر فى هذه المعانى العظيمة وهي التى تنعكس على أداء الناس وعلى تقدم البلاد، على الامن الذي سيزرع بين الناس، أما من يشذ عن هذه القاعدة فيعاقب .

وعن موقف الولايات المتحدة والغرب من خلال تعاملهم مع الثورات العربية بلين ورضى على الأقل ظاهريا، حيث أن الغرب بشكل يقينى لايرضى عن أحد إلا إذا كانت هناك مصلحة.. وما هي مصلحة الغرب فيما يحدث مع أن الأنظمة السابقة كانت تلبي مصالح الغرب بكل ما أوتيت من قوة يرى عبد الحكيم بلحاج أن الغرب رضي بالأمر الواقع بمعنى أن هذه الثورات هي النتيجة الطبيعية لتسلط أي حاكم جائر، وظلم هذا الحاكم لايرضى به العقل السوي، فالنفس العزيزة تتمرد، وما شاهدناه من الاحتقان والاضطهاد والطغيان الذي مورس من الحكام ضد الشعوب العربية وصل الى حد انفجرت معه تلك الشعوب، وتتابعت الثورات العربية التى راقبها الغرب جيدا، ولم يجدوا بدا إلا أن يتعاملوا مع الواقع الجديد للشعوب، وعلينا كشعوب عربية أن ننظر الى واقعنا ومصالحنا وإلى مايتعلق بنا نحن، إنتماؤنا إلى دين وإلى ثقافة وإلى هوية وإلى مجتمع وإلى حضارة”.

وأضاف “عندما نتحدث عن الثورة وتفجرها فهي أشبه بالحصان الجامح لا تستطيع أن تقف أمامه، ولكن ربما يتم العمل على تحريك المسائل وهذه هي السياسة، نحن نريد أن نقدم نموذجا جديدا، لسنا ضد مصالح الناس أو ضد حقوقهم، وليس لدينا ما يخيف هم لديهم صورة معينة عنا، وأحيانا يحمل الاسلام سوء تصرفات بعص منتسبيه وهذا لايجب أن يكون ونحن نرد هذا الأمر ونصححه، نحن نقول إن الاسلام دين سماوى عظيم جدا ربما أساء البعض بأعمالهم إلى صورته وحيانا قد تكون هناك اساءة التصرف من قبل المنتسبين وهذا الاكبر والأعظم خطرا…

كما أن الغرب احيانا يضخم الامور فمثلا عندما نشهد اعمالا للقاعدة ستكون ضده الغرب بلا شك، وعندما تتحدث عن استهداف طائرة مدنية فلا شك ان الاسلام ضد هذه العمل وهذا العمل يحسب على الاسلام وهو لايحسب على فئة او مجموعة وهذا ما يجعل القول أن هذا الدين يامر بفعل هذا، ونتيجة لعدم الدراية بالاسلام يضخم هذا العمل ويساء به إلى ديننا، ونحن راينا بعد احداث 11 سبتمبر قد ضيّق حتى على الجمعيات الخيرية، نحن نريد ان نؤسس منظومة تقوم على احترام المسلمين لانفسهم ونقدم لهم الرؤية الصحيحة للاسلام، بارساء دولة القانون، دولة تحمي مواطنيها تكون الثقة المتبادلة والمصالح المشتركة هي الساس وذلك في ظل الاحترام إضافة إلى عدم تدخل في الشئون الداخلية للغير”. فالغرب كان يستفيد من امثال القذافي وبن علي ومبارك وكان يدعم هؤلاء الحكام ونحن كنا ضحايا هذه الانظمة وانا منهم… فالقذافي وانتم تعلمون لم يراع يوما حقا من حقوق الانسان، ونحن اليوم نطالب باقامة العدل والعدالة، نحن نريد ان نتفق مع المجتمع الانسانى نريد ان نضع معايير جديدة للتعامل فيما بيننا ومع الآخر .

وفي رؤيته لدور المجلس الانتقالي والحكومة ودورهما في الحفاظ على أمن ليبيا وموقفه من فوضى السلاح أكد بلحاج أن الإخفاق كان هو النتيجة فالتحدي الذى يواجه الليبيين الآن له مسبباته حسب رأيه من ذلك هامش اللاقانون المتمثل فى انتشار الكم الهائل من السلاح “اكثر 20مليون قطعة سلاح فى ليبيا … شباب يحمل السلاح ومما لاشك أنه تنتاب حالة من الرعب وقد عبر بلحاج عم ذلك قائلا” اذا بقى الامر على حاله نحن ندعو ودعونا مررا وتكررا الى ان تتقدم الحكومة لتلغي هذا الهامش لتضم هؤلاء الثوار الى مؤسسات رسمية.. فمن يريد ان يحمل السلاح فعليه ان يحمل السلاح بسرعية عن طريق وزارة الدفاع او الداخلية، وتنظم الامور … نحن ندعو الى ان تأخذ الدولة بشكل جدى وتولي هذا الامر اهتماما.. وكنا كحزب الوطن وضعنا خطة من خطوتين عرضناها على الثوار يتم خلال 8 اشهر استعياب الثوار فى رئاسة الاركان وفى الفروع العسكرية ومن اجل استيعابها فى المؤسسات العسكرية ونكون قد حافظنا على مكانة الثوار، وأسسنا جيشا وطنيا قويا ونحافظ.

وفي حديثه ليبيا عن موضوع الفيدرالية بين بلحاج أن ليبيا مقسمة والثورة لم تكن من اجل تقسيم ليبيا بل للحفاظ على وحدتها وقد عبر بلحاج عن ذلك بقوله ” انا قمت بزيارة الاخوة فى الشرق الذين يدعون الى الفيدرالية وتناقشت معهم، هم متخوفون من التهميش ..ونحن ندعو الجميع الى ضرورة مراعاة كل اجزاء ليبيا وان تكون المساواة بين كافة مناطق ليبيا فى كل الحقوق والواجبات ..

فقانون الانتخابات معيب والمجلس الانتقالي الحالي هو الذي خلق هذه الفتنة وهو الذي اربك الامور فى البلاد… وقلت لهم نحن ضد المركزية التي هي موجودة.. لماذا لاندعو الى محليات ومحافظات منتخبة في ظل اللحمة الوطنية… ليبيا كانت كلها مهمشة اخذها القذافى واستولى عليها واراد ان يختصر التاريخ فى شخصه، والجغرافيا في خيمته وهذا الواقع التى كانت تعيش ليبيا ..فلم تستفد ليبيا من اموال النفط، وكانت الاموال تذهب الى مجموعة من المنتفعين ..نحن نريد ان تكون كافة مناطق ليبيا على قدم المساواة.

وفي تعليقه عن الإرهاب وموقف الولايات المتحدة قال “اعتقد ان امريكا فى ادراتها الجديدة أي في ادارة اوباما تختلف عن الادارة السابقة فى التعامل مع القضايا الاستراتيجية.. فالحرب العسكرية هى ليست التدخل الصحيح في شؤون كما كان يحدث فى السابق.. الان الامور والمعايير اختلفت والتدابير من اجل اختراق الاخر اختلفت ..الغرب لاينتظر ردة الفعل ..اذا تحدثنا عن إرساء ثقافة الحوار والوصول الى ما يخدمنا فنحن المسلمون نريد الرخاء والعدل.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً