منذ عامين تقريبا وسرطان التمرد ينخر في عظام الأمة الليبية؛ كل مجموعة مارقة خارجة عن القانون أو ملاحقة قضائيا تريد الثراء السريع على حساب المجتمع تعلن انشقاقها وانضمامها لحفتر.
تستقبلها بالأحضان الحكومة المؤقتة وبيادق الكرامة، فيفتح لها أبواب تمويل الحكوميتين الشرقية منها والغربية، إضافة إلى السلاح ووسائل النقل من دول الاستبداد، وتنشر أخبارها على القنوات الموجه لتصنع من البيادق ضباطا وسياسيين محنكين، ومن القرى والبلدات مدن شامخة كنوع من التهويل الإعلامي لكسب الرأي العام الدولي، في حين أن أكبر تلك المدن قد تم إزاحة المتمردين منها في ساعتين بسب رفض المواطنين لهم.
تلكؤ حكومة الوفاق ساعد على انتشار السرطان في بلدات وقرى المنطقة الغربية بلا رادع، ورفضت بعض تلك القرى التعامل مع حكومة الوفاق، واستمر البعض منها في ابتزاز حكومتي الوفاق والمؤقتة بطريقة مقيته، بل البعض من تلك القرى وزع أبناءه بين الكرامة وبركان الغضب، ومنهم من غض الطرف ممارسا لهوايته السرية في الخداع، وهو ما لم يحدث في المنطقة الشرقية حيت القبضة الحديدية للكرامة.
هذا التمرد من مديريات الأمن وبعض العسكريين التٌبع، تبعه تغيير للعمداء أو تدجينهم، ولقد قاد العملية مجموعات رجعية من أتباع المنهج السلفي والمدخلي خاصة، حيث تم له الاستيلاء على معظم مساجد صبراته البالغ عددها 70 مسجد، وبالمثل في صرمان والكثير من البلدات، بل أن منهم من فتح دراً للفتوى، ولقد أُنزل الخطباء المتخصصين من على المنابر في صبرانه وتم تمكين (أصحاب التسجيلات الصوتية السلفية) لتولي الخطابة والدعوة والإرشاد، كما قادت المجموعات العسكرية، التابعة لحرس الجماهيرية التمرد لتكوين فرق عسكرية أعلنت ولائها لحفتر، وأصبحت رأس حربة لتنفيذ مخطط دول العدوان، والتي هددت السلم الاجتماعي للمنطقة بل وغلق بوابة رأس جدير الحدودية، ولم تتوقف عن جلب المرتزقة المحليين والمستوردين إلى قاعدة الوطية وتسييرها للهجمات على جنوب طرابلس.
عملية عاصفة السلام أمل طال انتظاره ومنهاج تأخر تنفيذه، من أجل توحيد الأمة، والعمل على ترسيخ مفهوم احتكار الدولة للسلاح، ولا سلاح خارج المنظومة العسكرية الرسمية، وكذلك قطع الطريق أمام المتمردين الذين أمام القانون ارتكبوا جريمة عظمى يحاسبون عليها بالإعدام (حسب القانون العسكري الليبي)، وأن مكونات الأمة يجب أن لا تكون مطية للمجموعات المؤدلجة المدعومة من الخارج. ولا شك أن العاصفة ستستمر وستأخذ معها أردان التخلف، وأعقاب الشراذم الوقحة، والمتاجرين بدماء الليبيين في ترهونة والجبلين والجنوب.
بالمقابل يجب إطلاق سراح الأطفال المغرر بهم في حروب المتمردين والمحتجزين منذ عام، كما يطلق سراح من حسُنت سيرته وراجع نفسه ولينحاز إلى الوطن وليس إلى الطاغوت.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً