أعادت حركة “طالبان” وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى قائمة وزاراتها، وذلك بعد نحو 20 عاما من عودتها للحكم.
وبحسب ما أفادت صحيفة “واشنطن بوست”، فإن مهمة هذه الوزارة تطبيق ما وصفته الصحيفة بـ”التفسير المتشدد للشريعة الإسلامية”، مع قيود صارمة على النساء والإجبار على الصلاة، وحتى “حظر الطائرات الورقية والشطرنج”.
وذكرت الصحيفة أنه بعد عودتها إلى السلطة الشهر الماضي، شكلت “طالبان” هذا الأسبوع حكومة مؤقتة وأعلنت عن قائمة الوزراء المؤقتين، وجميعهم من الذكور ومعظمهم من الحرس القديم لـ”طالبان”، من بينهم رجل دين غير معروف اسمه محمد خالد، لقيادة وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن “طالبان” لم تنشئ وزارة لشؤون المرأة، على غرار الحكومة السابقة، في وقت خرجت فيه تظاهرات مطالبة الحركة بمنح النساء مقاعد في الحكومة، ومناصب قيادية أخرى.
وبيّّنت أنه في قائمة باللغة الإنجليزية للوزارات والوزراء الجدد والتي وزعتها “طالبان” كان اسم الوزارة الوحيد الذي لم تتم ترجمته هي وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وفي كابل، أعرب بعض الناس عن مخاوفهم من أن تعني إعادة العمل بوزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر “عدم سعي طالبان إلى التغيير”، وفقا لما نقلت صحيفة “واشنطن بوست”.
وقال غول، أحد سكان كابل، الذي ذكر اسمه الأول فقط بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة: “توقف الناس عن الاستماع إلى الموسيقى الصاخبة في الأماكن العامة، خوفا من الممارسات السابقة منذ آخر مرة حكمت فيها طالبان، ولم أر أي إجبار على الصلاة، لكن هناك خوف لدى الجميع”.
وأعلنت حركة “طالبان”، التي بسطت مؤخرا السيطرة على أفغانستان، عن تشكيلة الحكومة الجديدة في البلاد.
وذكر المتحدث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، خلال مؤتمر صحفي، أنه تم اتخاذ قرار بتعيين الملا محمد حسن أخوند قائما بأعمال رئيس الوزراء في الحكومة الأفغانية الجديدة والملا عبد الغني برادر، رئيس المكتب السياسي الذي قاد المفاوضات مع الولايات المتحدة، قائما بأعمال نائب رئيس الوزراء.
وأفاد مجاهد بتعيين أمير خان متقي قائما بأعمال وزير الخارجية وعباس ستاكينزاي قائما بأعمال نائب وزير الخارجية وسراج الدين حقاني، قائد شبكة “حقاني” المتعرض للعقوبات الأمريكية، قائما بأعمال وزير الداخلية، فيما سيتولى الملا يعقوب مجاهد، نجل مؤسس “طالبان” الراحل الملا محمد عمر، منصب القائم بأعمال وزير الدفاع.
وأعلن مجاهد عن تعيين عبد الحق وثيق رئيسا بالوكالة للمخابرات ومحمد إدريس رئيسا للبنك المركزي والمولوي فصيح الدين قائدا للجيش بالوكالة، بينما سيتولى هداية الله بدري منصب وزير المالية وسيشغل شيخ الله منير حقيبة وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال.
أوضح المتحدث باسم الحركة أن هذه التشكيلة مؤقتة وليست دائمة.
وقال: “أعلنا الوزارات التي كنا في أمس الحاجة إليها، وإن شاء الله سنعلن الوزارات الباقية في المستقبل”.
وبعد إعلان الولايات المتحدة، يوم 30 أبريل الماضي، بدء عملية انسحاب القوات الأمريكية من أراضي أفغانستان وفقا لخطة الرئيس جو بايدن، شنت حركة “طالبان” حملة عسكرية واسعة على مواقع قوات الحكومة السابقة في جبهات متعددة بالبلاد.
وخلال الأسابيع الأخيرة تمكنت الحركة من بسط سيطرتها على كل المنافذ الحدودية وفي 15 أغسطسة الماضي، دخل مسلحو “طالبان” إلى العاصمة كابل حيث سيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس، أشرف غني، البلاد ووصل إلى الإمارات، قائلا إنه قام بذلك لـ”منع وقوع مذبحة”.
وليل 16 أغسطس الماضي، أعلنت “طالبان” انتهاء الحرب في أفغانستان، مشيرة إلى أنه ستتم إقامة نظام حكم جديد خلال الأيام القريبة، لكن تم تأجيل ذلك في ظل مواجهة الحركة مقاومة شرسة من قبل القوات المناهضة لها في إقليم بنجشير بقيادة الزعيم السياسي العسكري من أصل طاجيكي، أحمد مسعود.
وقالت “طالبان” يوم الاثنين الماضي، إنها بسطت السيطرة على كامل أراضي ولاية بنجشير وأعلنت من جديد “انتهاء الحرب” في البلاد.
اترك تعليقاً