قوبل قرار هيئة كبار العلماء في السعودية، يوم الثلاثاء، بإيقاف صلاة الجمعة والجماعة لجميع الفروض في المساجد، بمشاعر حزن واسعة لدى مرتادي بيوت الله في بلد كانت تتوقف فيه كثير من الأنشطة بشكل شبه كامل يوميًا خلال إقامة الصلوات.
واستهدف أحدث قرارات مواجهة وباء كورونا الجديد في السعودية، إغلاق المساجد أمام المصلين والاكتفاء برفع الآذان مع إضافة عبارة ”صلوا في بيوتكم“، مع استثناء الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة من ذلك القرار.
ووجد القرار صدى واسعًا في المملكة التي تعد قبلة المسلمين في جميع أنحاء العالم، ويتبنى غالبية علماء الدين فيها تفسيرات دينية توجب على الرجال أداء صلواتهم الخمس يوميًا في المساجد ما لم يكن لديهم عذر يبيح لهم الصلاة في المنازل.
ودون كثير من السعوديين عبارات حزينة ومؤثرة عن القرار الجديد الذي يمنعهم من ارتياد المساجد التي بدأت الفعل قبل صدور القرار تفقد الكثير من مرتاديها مع تزايد الدعوات المحلية لتجنب الاختلاط قدر الإمكان لمساعدة السلطات الصحية المحلية في السيطرة على فيروس ”كوفيد 10“ الجديد.
ووثق آخرون مآذن لمساجد في أحيائهم وهي تؤذن لصلاتي المغرب والعشاء، مساء اليوم الثلاثاء، حيث يسمع المؤذنون وهم يحثون الناس على الصلاة في البيوت من خلال عبارات ”صلوا في بيوتكم“، أو ”صلوا في الرحال“.
وبدا عدد من المؤذنين متأثرًا بالقرار أيضًا، وهو ما انعكس على أدائهم الحزين خلال رفع الآذان، ولم يتمالك البعض منهم نفسه وانهار بالبكاء أمام لواقط الصوت.
ويوجد في السعودية التي يعيش فيها نحو 30 مليون نسمة، نحو 100 ألف مسجد غالبيتها صغيرة ومقامة وسط الأحياء السكنية بشكل متقارب، وهي مخصصة فقط للصلوات اليومية الخمس، إذ لا تقام فيها صلاة الجمعة التي تقتصر على المساجد الكبيرة (الجوامع)، والتي يبلغ عددها نحو 17 ألف جامع وتقام فيها صلاة الجمعة والمحاضرات والدروس الدينية.
وتفرض القوانين المحلية في السعودية، إغلاق الأسواق التجارية، عند إقامة الصلوات الخمس في المساجد التي تزدحم بالمصلين يوميًا، فيما يتأكد رجال هيئة الأمر بالمعروف أو ما يسمى بالشرطة الدينية من تطبيق القرار، ويحثون الناس على التوجه للمساجد.
وارتفع عدد الإصابات المسجلة بفيروس كورونا في المملكة، اليوم الثلاثاء، إلى 171 حالة، تعافت منها 6 حالات فقط لحد الآن، فيما يخضع البقية للعزل والعلاج.
وأوقفت السعودية نشاط العمرة ورحلات الطيران مع الخارج، وعلقت الدوام في المدارس والجامعات، وفرضت إجازة على موظفي القطاع العام باستثناء بعض القطاعات، كالصحة، بجانب إلزام القطاع الخاص بتخفيف عدد موظفيه بمقرات العمل، ضمن سلسلة إجراءات لمكافحة كورونا.
اترك تعليقاً