بالنظر إلى ما يجري في غزة الصامدة من تقتيل وتشريد وتدمير وتخريب، يجد المرء نفسه في دوامة من الحزن والألم، على ما يعانيه أهلنا في غزة من ظروف قاسية مأساوية، لم يشهد لها العالم نظيرا، وكيف لنا أن نتصور، أن سكان منطقة بأكملهم تعدادهم يفوق 2 مليون نسمة، هم الآن جميعا مشردين نازحين في خيام لا تقي بردا ولا حرا، وكيف لنا أن نتصور حجم معاناة أسر بكاملها تعاني إلى جانب آلام تشردها أحزانا متراكمة لفقدانها أفرادا من محبيها، جراء القصف الهمجي الذي أتى على الأطفال والنساء والرجال، في حصيلة تتجاوز 22,000 خلال ثلاثة أشهر من عمر الحرب الهمجية.
إن الإنسان ليقف عاجزا أمام مشاهد دامية قاسية، يخوض فيها عقله وقلبه صراعا شديدا، في أغلب الأحيان يكونا على طرفي نقيض، ويمكن تمثل ذلك فيما يلي:
- القلب يمثل العاطفة، لذلك يقف بقوة مع المقاومة في غزة وينبهر بصمودها، لدرجة أنه صار متأكدا من انتصارها وتحرير كامل فلسطين
- في المقابل العقل يعتبر أن ما تقوم به المقاومة انتحارا لعدم التكافؤ، وأن النتائج عشرات الآلاف من الضحايا والجرحى، بالإضافة إلى تشريد وتهجير أغلب سكان غزة
- القلب يقول إن المقاومة أعادت قضية فلسطين لمسرح الأحداث العالمي، ونتج عن ذلك تعاطف دولي كبير
- العقل يرد أنه لا جدوى من تعاطف الجماهير طالما المواقف الرسمية لصناع القرار في العالم تدعم الكيان وتقدم له كل العون عسكريا وماديا
- القلب يقول إن المقاومة أسقطت هيبة جيش الكيان وألحقت به الخسائر بشريا وماديا برغم أنه من أقوى جيوش العالم تسليحا
- العقل يقول إنما الأعمال بخواتيمها والنصر أو الهزيمة تحكمهما معايير من يسيطر على الأرض ويتحكم فيها ويمتلك قرار إيقاف الحرب
- القلب يقول إن ما يقوم به الحوثيون في البحر الأحمر عمل بطولي ودعم حقيقي للمقاومة في غزة
- العقل يقول إن ذلك مجرد وسيلة لفرض سيطرة عسكرية أمريكية على البحر الأحمر غير ممكنة في السابق للتحكم في المنطقة مواجهة لروسيا والصين.
فانظر يا ترى أين أنت بين صراع العقل والقلب؟!
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً