مشهد من حفلات التعذيب في سجن الكويفية
دخل جلاد الأمن الداخلي في بنغازي موسى الورفلي الشهير بموسى فرعون على صديقي السجين المظلوم في زنزانته بسجن الكويفية ووجده ممسكا بمصحف أرسله إليه والده ليتلو منه كلام الله تعالى ، فصرخ الجلاد قائلا : توا ينفعك هذا يا داعشي، وأمر زبانيته باقتياد ذلك السجين إلى غرفة التعذيب ووضعه على جهاز يسمونه الخنزيرة، لتبدأ بعدها حفلة التعذيب العنيف جلدا وصعقا بالكهرباء، مصحوبة بسؤال متكرر ، هل تعرف فلان؟ وما علاقتك بفلان؟.
كان ذلك في ليلة مظلمة بسواد الظلم والاعتقال التعسفي وحفلات التعذيب و القتل الحفترية الأزلامية في سبتمبر 2015.
اعتُقِل صديقي في سجن الكويفية بعد أن اتهمه الحفتريون ومن ساندهم من مجرمي الأجهزة الأمنية القذافية حينها بأنه من الدواعش والإخوان المسلمين والخوارج الإرهابيين، كما وصفوه بأنه ممن”المجموعات التخريبية في فبراير 2011″.
كان موسى فرعون ورفاقه من”عتاولة”الإجرام في جهاز الأمن الداخلي يعتبرون ثورة الليبيين في فبراير نكبة ومؤامرة، ولما سنحت الفرصة لعودتهم عادوا برغبة بشعة في الانتقام من كل من شارك في الثورة.
يحدثني صديقي السجين والدموع تترقرق في عينيه قائلا : التعذيب والضرب رقدلي جسمي ومعش شعرت بشي من قوة الضرب وخبط الضي، وفقدت الوعي.
كان ذاك الجلاد – الخبير منذ سنوات بفنون التعذيب والإذلال في دهاليز أوكار جهاز الأمن الداخلي سيئ الصيت – كان يصعق صديقي السجين المظلوم في مناطق متفرقة من جسمه، في أسفل الظهر و على الأكتاف وفي الركبتين والساقين، أسلوب مشابه تماما لأساليب حفلات التعذيب في معتقلاته معمر القذافي، ليس هناك ما يثير العجب ،فجلاوزة التعذيب والتحقيق والإخفاء القسري هم المجرمون أنفسهم، كان موسى فرعون من أبرزهم، بعضهم هرب من بنغازي عام 2011 وعاد إليها عقب استيلاء حفتر وعصاباته على المدينة في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2014، عاد ليمارس الظلم على الليبيين وبشراسة تفوفت على شراسته في عهد القذافي.
يقول لي صديقي إنه غاب عن الوعي من شدة التعذيب والضرب، وفجأة صبَّ عليه الجلاد”سطل ماء”ليفيق من غيبوبته، لتُسْتأنف بعدها مباشرة حفلة الصعق بالكهرباء على الجسد المبلل المُنهَك من الضرب، وأخرجوه بعد ذلك إلى ساحة السجن “اللاريا”وأمروه بالهرولة، رغم أنه كان منهكا من التعذيب وبالكاد يقف على رجليه، فلم يعد هناك مكان في جسمه إلا وأنهكه الضرب والصعق.
“اجري ياحيوان” هكذا كان يصرخ الجلاد موسى فرعون وهو يمشي خلف صديقي المظلوم الذي كان يبذل أقصى جهده ليهرول، يقول لي صديقي : كان عندي يقين إنه كان يبيني نسخن ويجري الدم في جسمي بيش يكمل تعذيبي، كنت تاعب ومش قادر لكن جريت حوالي ربع ساعة وهو وراي يسب ويشتم”.
بعد ذلك أصدر الجلاد أوامره بإعادة السجين المظلوم إلى الزنزانة، ولكنه عندما دخلها لم يجد مصحفه في المكان الذي تركه فيه.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً