القاهرة – الأناضول
“على السيسي أن يثور على نظامه”.. كانت هذه هي النصيحة التي قدمها الكاتب محمد حسنين هيكل للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في حواره مع الإعلامية لميس الحديدي الذي أذاعته قناة “سي بي سي” الخاصة الجمعة.
هيكل، وهو من المقربين للرئيس المصري، قال إن “السيسي يجب أن يثور على نظامه”، محددا مناسبة ذكرى ثورة 25 يناير/ كانون الثاني المقبلة، كسقف زمني لذلك، في إشارة منه إلى قطع الصلة بين نظام السيسي وأي رابط له بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك والذي أطاحت به ثورة شعبية في 25 يناير 2011.
وقال: “أنا أعتقد أن مناسبة 25 يناير المقبلة يستطيع خلالها الرئيس السيسي ليس فقط تقديم رؤية للمستقبل، ولكن أيضا تفسير لبعض ما جرى في عهد المجلس العسكري، الذي تولى إدارة شؤون البلاد عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك وحتى تنصيب الرئيس الأسبق محمد مرسي، ويكون واضحا أنه لا يمكن لمستقبل أن يبنى على مصنع وطرق وقناة، في إشارة إلى قناة السويس الجديدة”.
وجاءت نصيحة هيكل بعد أن أشار إلى بعض السلبيات في المشهد المصري، والتي كان منها قوله إن “الكثير من رجال مبارك يعودون الآن بطريقة تدعو إلى الشك”.
وألمح هيكل إلى أن “هؤلاء قد ينافسون بقوة على مقاعد مجلس النواب المقبل”، مضيفا “هذا ليس مستحيلا، فمستقبل هذا البلد يحتاج لنظرة متجددة، وأنا أرى أن على الرئيس السيسي أن يثور على نظامه”.
نصيحة هيكل لم تكن الوحيدة فقد سبقها نصائح أخرى، ومنها ما قاله المخرج السينمائي خالد يوسف، الذي دعم السيسي بقوة خلال الانتخابات الرئاسية الماضية، في حوار مع صحيفة “المصري اليوم” الخاصة 6 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وانتقد يوسف عودة مصر إلى عبارة “بناء على توجيهات سيادة الرئيس″، وعدم تطبيق مواد الدستور الذي شارك في صياغته (تم إقراره في يناير/ كانون الثاني الماضي)، وقال “الدستور يتحدث عن أن الضرائب يجب أن تكون تصاعدية ولم ينفذ، احترام الحقوق والحريات، وصدر قانون التظاهر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013 مخالفا لذلك، ونص الدستور على ضرورة مراعاة البعد الاجتماعي ومع ذلك لا يوجد قرار اتخذ لحماية الفقراء حتى الآن”.
وطالب يوسف النظام باستيعاب مخالفيه، قائلا “النظام يجب أن يستوعب من ينتقدونه ويعطى درسا في الديمقراطية حتى يُهدئ من المزاج العام الحاد ضد منتقديه، لا أن يترك منتقديه فريسة للشارع وللمزاج الحاد، وإن كنت على يقين أن النظام نفسه يرحب بالنقد وليس لديه هذا المزاج الحاد ضد منتقديه”.
وبنبرة أشد وطأة، جاءت تصريحات الكاتب المصري وحيد حامد، وهو من مؤيدي الرئيس المصري، واشتهر برفضه الشديد لجماعة الإخوان المسلمين حتى قبل وصولها للحكم، من خلال مسلسله “الجماعة” الذي عرض في 2010 والذي تضمن نقدا لاذعا للجماعة.
وقال حامد، في حوار مع “المصري اليوم” يوم 20 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي: “لديّ ملاحظات كثيرة على الأداء السياسي بشكل عام، ومؤكد أننا لا نسير في الاتجاه الصحيح، مازالت عشوائية القرار والتباطؤ في التنفيذ يسيطران على المشهد السياسي، ولم يكن هذا هو الأداء المتوقع من السيسي”.
ورفض حامد التعليق على أداء الحكومة، محملا الرئيس المصري مسئولية كل شيء، وأضاف: “بصراحة كل ما يحدث مسؤولية السيسي في المقام الأول، وإذا كانت المهمة ثقيلة على السيسي نفسه فليتركها”.
من جانبه، يبدي الرئيس المصري، الذي تولى المنصب في 8 يونيو/ حزيران الماضي، تفهمه في كثير من خطاباته الجماهيرية لهذه الانتقادات، وفي كلمته السبت بمناسبة “عيد العلم”، قال الرئيس المصري: “ما يتحقق صحيح أنه ليس كافيا لكنه جيد”.
وتابع في كلمته، التي نقلها التلفزيون المصري،: “التحديات كثيرة، وما زالت ولن ننجزها في يوم وليلة، ولكن في إخلاص وجهد وأمانة، وسيكون هناك جهد وإخلاص وأمانة أكثر، وطالما هذا موجود فإن الله سيوفقنا”.
وأوضح: “أنا أقول هذا الكلام لأني أشعر بحالة من الارتباك حدثت في الفترة الماضية، وأريد أن أقول للناس، اطمئنوا”.
اترك تعليقاً