قال المبعوث الأممي الأسبق إلى ليبيا غسان سلامة، إن الوضع في ليبيا أفضل مقارنة بالأشهر الماضية.
وأضاف سلامة في حوار مع صحيفة “الشرق الأوسط”: “في ليبيا، هناك حالة فريدة حيث الأمم المتحدة في عجلة القيادة في عملية التسوية.. هناك دول تتطلع لأن تلعب هذا الدور، لكن بعثة الأمم المتحدة تمكنت من أن تبقي لنفسها دور الريادة رغم التحديات الكبيرة”.
وتابع: “أنا فخور، وأقول ذلك دون أي تردد، بما تمكّنا من القيام في السنتين الماضيتين، في ظروف في غاية الصعوبة. جمعنا تحت سقف واحد الرئيسين عبد الفتاح السيسي ورجب طيب إردوغان، ورتبنا مؤتمر برلين، في 19 يناير الماضي.. كل الدول المعنية بالشأن الليبي تعهّدت بأمور مهمة، وتركت تنفيذها لليبيين، بدعم قرار دولي تمكنا بصعوبة فائقة من الحصول عليه، هو القرار 2510.
وفيما يتعلق بالتنفيذ قال سلامة: “عندما جاء وقت التنفيذ، حصلت أمور غير مناسبة؛ هناك مَن سعى لحرف تنفيذ قرار مؤتمر برلين، لأنه سيؤثر على وضعه (النهبوي)، ويعيد النظر في وضع الناس الذين استولوا على ثروات ليبيا.. حصل تقاتل حول طرابلس، وحصلت الجائحة، ما أعاق تنقّلنا وجمعنا لليبيين.. بعد مرور أشهر، بدأت في الصيف الماضي عملية تدريجية لتنفيذ مقررات قمة برلين على المسارات الثلاثة التي لي الفخر بأني أطلقتُها في مطلع العام. كان للفريق الذي عمل إلى جانبي، والذي بقي يعمل بقيادة نائبتي سيتفاني ويليامز، رغم العارض الصحي الذي تعرضت له شخصياً، بقي العمل على تنفيذ خطة برلين.. هل هذا التنفيذ بالوتيرة التي أريدها؟ لا. هل يمكن عودة التقاتل؟ نعم. هل يمكن إعادة التدخل الخارجي كما كان قبل قمة برلين؟ نعم. هل خرج المرتزقة كما أردنا؟ لا. هل فُتحت كل الطرقات؟ لا”.
وحول الأمور الإيجابية أشار سلامة: “إذا قارنت وضع ليبيا بما كان قبل أشهر، فالوضع أفضل. عادت الطائرات بين المدن.. فُتحت طرقات.. نازحون عادوا لمناطقهم.. لأول مرة هناك اجتماع لمجلس إدارة المصرف المركزي بعد ثلاث سنوات.. هناك حوار سياسي بدأ في تونس وانتقل افتراضياً.. هناك مؤشرات عدة تشير إلى أمر واحد”.
وأوضح المبعوث الأممي الأسبق أن هذا الأمر هو: “هناك وعي أفضل بين الليبيين.. محاولات السيطرة العسكرية حصلت وفشلت.. هناك ضرورة لتفاهم سياسي.. ثانياً، أي تفاهم سياسي يمر عبر الأمم المتحدة أفضل من أي اتفاق سياسي، لأن الأمم المتحدة ليست لديها أهداف نفطية أو صناعية أو تجارية، بينما الدول قد تكون هذه الأهداف.. الأمم المتحدة تهتم بالليبيين، وليست فقط بخيرات ليبيا.. ثالثاً، هناك وعي عند الدول المتدخلة بأنه ليست هناك دولة واحدة قادرة على السيطرة الكاملة.. عليها أن تقبل بحصة من النفوذ وليس كل النفوذ”.
وأردف يقول: “إذن، هناك مؤشرات لا تزال ضعيفة على المسارات الثلاثة؛ أننا نذهب باتجاه بالصحيح في ليبيا.. سيأخذ الأمر وقتاً من الزمن في الأشهر المقبلة.. رغم كل العراقيل، أنا متفائل بأننا ذاهبون بالاتجاه الصحيح لإخراج ليبيا من الأزمة التي أدخلت نفسها فيها”.
اترك تعليقاً