أكدت المجموعة الفرنسية المختصة في الصناعات الدوائية “سانوفي” استعدادها لتوفير ملايين الجرعات من “بلاكنيل” الدواء المضاد للملاريا، الذي أظهر نتائج “واعدة” في معالجة المرضى بفيروس كورونا المستجد.
وبحسب ما أفادت قناة “فرانس 24” فإن الفريق عمل في مرسيليا بجنوب فرنسا، على تجريب الدواء على 24 شخصا، فتقلصت نسبة الإصابة بينهم إلى 25% فقط، ويرى وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران أنه من الضروري إجراء تجارب أوسع على عدد أكبر من المرضى قبل طرح الدواء كعلاج.
وتواصل مجموعة “سانوفي” الدوائية الفرنسية تجاربها على مصابين بفيروس كورونا باستعمال دواء “بلاكنيل”، المضادّ للملاريا، مؤكدة أنّها مستعدة لأن تقدّم للسلطات الفرنسية ملايين الجرعات منه، بعدما برهن عن نتائج “واعدة” في معالجة مرضى بالفيروس، مشيرة إلى أنّ هذه الكميّة كافية لمعالجة 300 ألف مريض محتمل.
وقال متحدّث باسم “سانوفي” لوكالة الأنباء الفرنسية، إنّه على ضوء النتائج المشجّعة لدراسة أجريت على هذا الدواء فإنّ “سانوفي تتعهّد وضع دوائها في متناول فرنسا وتقديم ملايين الجرعات، وهي كمية يمكن أن تتيح معالجة 300 ألف مريض”، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ المجموعة الدوائية مستعدّة للتعاون مع السلطات الفرنسية “لتأكيد هذه النتائج”.
من جانبه قال البروفسور ديدييه راوول، مدير المعهد الاستشفائي الجامعي في مرسيليا، في أول الأسبوع الجاري إنّه أجرى تجربة سريرية أظهرت أنّ هذا العقار يمكن أن يُساهم في القضاء على فيروس كورونا المستجد.
ووفقاً للدراسة التي أجراها البروفسور راوول على 24 مريضاً بفيروس كورونا، فقد اختفى الفيروس من أجسام ثلاثة أرباع هؤلاء بعد 6 أيام على بدء تناولهم العقار.
وفي سياقٍ ذي صلة، قالت المتحدّثة باسم الحكومة الفرنسية سيبيث ندياي، في وقت سابق، إنّ هذه التجربة السريرية “واعدة” وسيتم إجراء المزيد منها على عدد أكبر من المرضى.
وقالت ندياي في أعقاب اجتماع لمجلس الوزراء إنّ التجارب السريرية المقبلة “ستجري مع فريق مستقلّ عن البروفسور ديدييه راوول”، مشدّدة في الوقت نفسه على أنّه في هذه المرحلة “ليس لديهم أيّ دليل علمي على أنّ هذا العلاج فعّال.
يأتي ذلك في حين دعا العديد من الخبراء إلى توخّي الحذر في غياب المزيد من الدراسات وحذروا من الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة، ولا سيّما في حالات الجرعات الزائدة.
من جهته قال وزير الصحّة الفرنسي أوليفييه فيران خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف: “لقد اطّلعت على النتائج وأعطيت الإذن لكي تُجري فرق أخرى، في أسرع وقت، تجربة أشمل على عدد أكبر من المرضى”.
وإذ أعرب الوزير عن أمله في أن تؤكّد هذه التجارب الجديدة النتائج المثيرة للاهتمام التي حصل عليها البروفسور راوول، شدّد على “الأهمية المطلقة لأن يكون أي قرار يتّصل بسياسة عامة في مجال الصحّة مبنياً على بيانات علمية موثوقاً بها وعمليات تحقّق لا لُبس فيها”، بحسب ما نقلت “فرانس 24”.
يُشار إلى أن “بلاكنيل” هو عقار مكوّن من جزيئات “هيدروكسي كلوروكين” ويستخدم منذ عقود في معالجة الملاريا وأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة والتهاب المفاصل.
اترك تعليقاً