رفض رئيس أكبر حزب إسلامي في ليبيا الاربعاء الاعتراف بالهزيمة في اول انتخابات حرة في البلاد منذ نصف قرن تقريبا واتهم منافسه الليبرالي الرئيسي “بخداع” الناخبين بالتزامات خادعة بالإسلام.
ووصف محمد صوان زعيم الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين في مقابلة محمود جبريل رئيس وزراء ليبيا وقت الانتفاضة بانه حليف سابق للزعيم الراحل معمر القذافي وقال إن حزب جبريل قد يفقد تصدره للانتخابات بعد صدور النتائج الكاملة.
وفي حين كانت جماعة الاخوان المسلمين تدير حملة انتخابية جيدة في الانتخابات التي اجريت السبت الماضي الا انها مثل الأحزاب الليبية الأخرى حديثة عهد بالديمقراطية.
وقال صوان “جبريل لم يقدم نفسه للشعب الليبي على أنه ليبرالي. قدم نفسه على ان له مرجعية إسلامية. استفادت التيارات العلمانية من ثورات الربيع العربي ورفعت راية المرجعية الإسلامية.. صوت الليبيون لجبريل باعتبار انه إسلامي أيضا”.
وكشفت نتائج جزئية للانتخابات أن تحالف القوى الوطنية الذي يتزعمه جبريل واصل تصدره في انتخابات المؤتمر الوطني مستفيدا من شهرته كواحد من أهم الشخصيات في انتفاضة العام الماضي لانهاء حكم القذافي الذي استمر 42 عاما.
ولكن المكاسب المبكرة لجبريل الذي تلقى تعليمه في الغرب لا تترجم تلقائيا إلى أغلبية في المؤتمر الوطني الذي يضم 200 مقعد لأن المرشحين على القوائم الحزبية مخصص لهم 80 مقعدا فقط.
وقال صوان إن حزب العدالة والبناء من المتوقع أن ينال مكانته بعد ظهور نتائج المقاعد المستقلة التي تعتمد على الاتصالات والمكانة الاجتماعية.
وقال “ربما تظهر النتيجة النهائية أن حزب العدالة والبناء هو الحزب المتصدر”.
لكن على الرغم من هذا التفاؤل الا ان صوان بدت عليه نظرة خيبة أمل. وكان يتوقع على نطاق واسع ان حزبه سيحقق أداء قويا في الانتخابات مدعوما بصعود جماعة الاخوان المسلمين في مصر وحركة النهضة الإسلامية في تونس في أول انتخابات بعد الثورة.
ويتألف فريق حملة جماعة الإخوان المسلمين الانتخابية من ليبيين تلقوا تعليمهم في الخارج وحملت اللافتات الضخمة رمز الحصان الذهبي. ودفع مرشحو الاخوان أيضا بناتهم للمساعدة في العلاقات العامة.
واستقال صوان من رئاسة جماعة الإخوان المسلمين وانتخب لرئاسة حزب العدالة والبناء المستقل اسميا قبل الانتخابات.
ورغم هذه الجهود ناضل الإخوان لإقناع الليبيين القلقين من التدخل الأجنبي بان الجماعة ليس لها اي ارتباطات مالية أو إدارية بالجماعة التي تحمل نفس الاسم في مصر.
وثمة عقبة أخرى واجهت جماعة الإخوان المسلمين وهي ان زعيمها ومرشحيها غير معروفين بين الليبيين.
وقال صوان “سبب ان بعض الناس لم يختاروا كتلة العدالة والبناء ان هناك تشويها للإسلاميين فالناس لا تعرف حقيقة الاخوان المسلمين أو العدالة والبناء ولذلك هناك نوع من الفوبيا عند الناس. لكن الدليل على ان الإسلاميين هم الذين تفوقوا ستبينه القوائم الفردية وسيكتشف الجميع ان المائة وعشرين الذين ترشحوا على الفردي جلهم من الإسلاميين”.
وجبريل الذي أظهر نفسه كشخصية تسعى لتوحيد الصف دعا في وقت سابق من هذا الاسبوع الاحزاب إلى الانضمام لتحالف كبير.
لكن صوان لم يظهر حماسا يذكر لذلك. ووصف جبريل الذي شغل منصب وزير في عهد القذافي على انه اختيار الموالين للقذافي وقال صوان إن حزبه سيختلف مع حزب جبريل على دور الدين في السياسة.
وقال صوان “بالنسبة لهم المرجعية الإسلامية تعني إقامة الشعائر الإسلامية وأن تستند بعض قوانين الأحوال الشخصية إلى الشريعة لكن وجهة نظرنا هي أن الإسلام هو منهج حياة كاملة”.
اترك تعليقاً