بعد صراع مع المرض غيب الموت رائد الأوركسترا الليبية الفنان الموسيقار الهادي عبد السلام الشريف.
يعتبر الراحل الشريف من رواد الموسيقى في ليبيا وصاحب السمفونية الليبية الوحيدة حيث كان له السبق في خوض هذا المجال من الفن وتأليف السيمفونيات.
ولد الراحل سنة 1935 بمدينة طرابلس، وعاش بها طفولته يتيماً، وتلقى تعليمه الإبتدائي في باب تاجوراء بمنطقة سوق الجمعة، ثم واصل الإعدادية في مدرسة الظهرة، وانتسب بعدها إلى كلية الشرطة وتخرج منها.
وانضم الشريف إلى الفرقة النحاسية التابعة للشرطة، وعمل عازفا ثم مدربا ثم آمراً لها حتى بلغ سن التقاعد.
ونال الراحل درجة الماجستير من الكلية الملكية البريطانية للموسيقى.
للشريف باقة من السمفونيات جمعها في عمل واحد أطلق عليه اسم ” أنغام من الصحراء” احتوت على إحدى عشرة مقطوعة سيمفونية ليبية اختار لها عناوين (الخيول العربية، وجرمة، وعتاب، وإلى روح أمي، وناهد حبيبتي ابنتي، ورقصة الخريف، وصرخة القائد صلاح الدين، وجمال طرابلس، وهمسات النسيم، والغروب في الصحراء، وعروس البادية).
يذكر أن باقته ” أنغام من الصحراء” قد عزفتها أوركسترا لندن السيمفونية بقيادة فنان بريطاني في قاعة (ألبرت هول) بالعاصمة الإنجليزية، كما قامت الملكة إليزابيت بتكريمه ويعتبر أول عربي ينجز عملاً سيمفونيا في ذلك الوقت.
توفي الشريف في منزله في طرابلس بعد معاناة مع المرض عامين كاملين، وسط إهمال من المسؤولين في الدولة الليبية لقامة تاريخية أثرت المكتبة الليبية بالأعمال السمفونية التي خاض الشريف غمارها في وقت لم تكن معروفة لدى أغلب الدول العربية.
ووارى جثمانه الثرى في مقبرة القصيبة المطلة على طريق الخدمات بمنطقة سوق الجمعة، وسط حضور كثيف من أصدقائه وأحبابه وجيرانه ومن عاصروه وعرفوا فنه.
اترك تعليقاً