توقع رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي الاربعاء ان تحقق القوات العراقية والمقاتلين الشيعة الذين يحاربون معها لاستعادة مدينة تكريت انتصارا مؤكدا لكنه عبر عن قلقه بشأن الكيفية التي سيتم بها معاملة السنة بمجرد طرد متشددي تنظيم “الدولة الاسلامية”.
جاءت تصريحات ديمبسي أمام الكونغرس فيما تتقدم قوات الامن العراقية والمقاتلين الشيعة المدعومين من ايران من الشمال والجنوب لشق طريقهم والدخول إلى تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
وهذا الهجوم هو الاكبر حتى الان ضد مقاتلي “الدولة الاسلامية” غير ان القوات الاميركية رغم استثمارها الكبير في الحرب العراقية تقف موقف المراقب من على الهامش.
واثارت العملية الواسعة مخاوف من حصول عمليات انتقام، لا سيما من قبل الفصائل الشيعية بحق السكان السنة في المدينة ومحيطها، الذين يتهم البعض منهم بالتعاون مع التنظيم او المشاركة في اعمال قتل جماعية بحق مجندين من الشيعة.
وأدت العملية العسكرية التي بدأتها القوات العراقية ومسلحين موالين لها في اوائل شهر مارس/اذار لاستعادة مدينة تكريت ومحيطها من سيطرة المتطرفين الى نزوح 28 ألف شخص، بحسب ما اعلنت الامم المتحدة.
وأضافت الام المتحدة ان “التقارير الميدانية تشير الى تسجيل نزوح اضافي كما ان العديد من العائلات لا تزال عالقة عند نقاط التفتيش”، من دون تحديد اي منها.
ويقول مدنيون آخرون انهم يحاولون جهدهم للخروج لان الطرق مغلقة وبعضهم لا خيار أمامه سوى الانتقال الى مكان آخر داخل الاراضي التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة الاسلامية” الى الشمال والغرب من تكريت أو جبال حمرين الواقعة الى الشرق.
وقال ديمبسي في جلسة بمجلس الشيوخ “ليس هناك شك في ان قوات الحشد الشعبي وقوات الامن العراقية ستتمكن من طرد مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام من تكريت.”
وأضاف “المسألة هي ما الذي سيحدث بعد ذلك من حيث استعدادهم للسماح للعائلات السنية بالعودة الى أماكنهم وهل سيعملون على اعادة الخدمات الاساسية التي ستصبح ضرورية أم ان ذلك سيؤدي الى وقوع فظائع وعقاب.”
واثارت العملية الواسعة مخاوف من حصول عمليات انتقام، لا سيما من قبل الفصائل الشيعية بحق السكان السنة في المدينة ومحيطها، الذين يتهم البعض منهم بالتعاون مع التنظيم او المشاركة في اعمال قتل جماعية بحق مجندين من الشيعة.
وعملية تكريت هي أوضح مثال حتى الان على الكيفية التي يمكن ان تعمل بها الولايات المتحدة وايران جنبا الى جنب ضد الدولة الاسلامية.
واذا استعادت الحكومة التي يقودها الشيعة تكريت فستصبح أول مدينة تنتزع من المقاتلين السنة وستعطيها قوة دافعة في المرحلة القادمة المحورية من الحملة وهي استعادة الموصل أكبر مدينة في شمال العراق.
وقال ديمبسي ان القوات التي تزحف على تكريت تتكون من 20 الف مقاتل شيعي تدعمهم ايران وتعرف باسم وحدات الحشد الشعبي.
وقال “إنني أصفهم بأنهم تلقوا تدريبا ايرانيا وانهم مزودون بمعدات ايرانية” مضيفا انه ليس لديه ما يشير الى انهم يريدون مهاجمة القوات الاميركية التي يبلغ قوامها نحو 3 آلاف جندي و200 من أجهزة مكافحة الارهاب العراقية.
وقال ديمبسي الذي عاد هذا الاسبوع من زيارة للعراق ان نتيجة تكريت ستتحدث عن مدى ما إذا كانت ايران ستستخدم نفوذها في العراق بطريقة بناءة.
وقال “عملية تكريت ستكون منعطفا استراتيجيا على نحو أو آخر من حيث تهدئة مخاوفنا أو زيادتها.”
اترك تعليقاً