انضمت العديد من الدول إلى الدعوات التي تطالب بفتح تحقيق أممي بالجريمة التي ارتكبها جنود إسرائيليون، عندما فتحوا النار على مئات الفلسطينيين كانوا ينتظرون الحصول على المساعدات في شارع الرشيد قطاع غزة، ما أدى لوقوع أكثر من مئة قتيل وعشرات الجرحى.
وقالت السلطات الصحية في قطاع غزة، إن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من 100 فلسطيني كانوا يحاولون الوصول إلى قافلة إغاثة بالقرب من مدينة غزة في ساعة مبكرة من صباح يوم الخميس، في وقت يلوح فيه شبح المجاعة بعد خمسة أشهر من الحرب التي بدأت في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وفي تبرير غير مقنع ولا يتناسب مع عدد الضحايا، أرجعت إسرائيل سبب سقوط معظم الوفيات إلى الاحتشاد حول شاحنات المساعدات مما أدى إلى حدوث تدافع أو تعرضهم للدهس، الأمر الذي تنفيه الصور الجوية التي بثتها وكالات الأنباء للحادثة المروعة.
واعترف مسؤول إسرائيلي إن القوات أطلقت النار في وقت لاحق واصفا ذلك بأنه “رد محدود” على حشود شعرت أنها تشكل تهديدا عليها.
وعلى الرغم من الاختلاف الحاد في الروايات حول الواقعة، فإنها تسلط الضوء على شدة الأزمة الإنسانية وانهيار عمليات تسليم المساعدات بشكل منظم في مناطق من غزة تحتلها القوات الإسرائيلية، مع عدم وجود إدارة عاملة وتقييد عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) بسبب تحقيق في مزاعم عن صلات بين موظفين فيها وحماس.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي للصحفيين يوم الجمعة “طلبنا من حكومة إسرائيل التحقيق وتقديرنا هو أنهم يتعاملون مع هذا على محمل الجد”.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن القصف الإسرائيلي أدى منذ السابع من أكتوبر إلى مقتل أكثر من 30 ألف فلسطيني في القطاع.
وفي الوقت الذي تتكشف فيه كارثة إنسانية في غزة، تطالب دول كثيرة بوقف إطلاق النار، لكن بايدن قال إن واقعة يوم الخميس ستعقد المحادثات حول صفقة تتعلق بهدنة وإطلاق سراح الرهائن.
ونددت عدد من الدول بالحاثة وقالت الهند إنها “صدمت بشدة” بسبب سقوط قتلى، وقالت البرازيل إن الواقعة تجاوزت “الحدود الأخلاقية أو القانونية”
ونددت جنوب إفريقيا، التي رفعت قضية إبادة جماعية على إسرائيل في محكمة العدل الدولية، بالواقعة، وانضمت فرنسا وألمانيا إلى الأصوات الداعية لإجراء تحقيق دولي. كما حثت الولايات المتحدة على إجراء تحقيق.
وعبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن “سخط عميق” و”أشد تنديد بعمليات إطلاق النار”. وقالت ألمانيا “يتعين على الجيش الإسرائيلي أن يقدم شرحا وافيا لما حدث من ذعر وإطلاق نار بشكل جماعي”.
وقال كاتب عمود في صحيفة يديعوت أحرونوت، أكبر صحيفة يومية في إسرائيل، إن الواقعة ستحدث نقطة تحول في الحرب” وستثير “ضغوطا دولية، حتى من البيت الأبيض، ولن تتمكن إسرائيل من الصمود أمامها”.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، الذي دعا أيضا إلى فتح تحقيق، إن إسرائيل عليها مسؤولية لضمان وصول مزيد من المساعدات إلى غزة من خلال فتح مزيد من المعابر والتخلص من العراقيل والعقبات البيروقراطية.
وأضاف في بيان “لا بد ألا يتكرر هذا”. وتابع “لا يمكننا فصل ما حدث أمس عن إمدادات المساعدات غير الكافية”.
ويقول المسعفون إن الأطفال بدأوا يموتون في المستشفيات بسبب سوء التغذية والجفاف، وتقول الأمم المتحدة إنها تواجه “عقبات هائلة” في إدخال المساعدات.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن العقبات تشمل “إغلاق المعابر والقيود على الحركة والاتصالات وإجراءات التدقيق المرهقة والاضطرابات والأضرار التي لحقت بالطرق والذخائر غير المنفجرة”.
وذكرت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي أن المساعدات لغزة تنضب، وأن صعوبات توزيع المساعدات تتزايد داخل القطاع بسبب انهيار الأمن ووجود معظم السكان في مخيمات مؤقتة.
اترك تعليقاً