تابعنا من خلال وسائل الإعلام خطاب حفتر الذي طالب فيه بتفويض من الشعب لتولي رئاسة ليبيا و إنهاء اتفاق مدينة الصخيرات الذي تم باتفاق البرلمان والمؤتمر الوطني في ذلك الوقت وجاء بالمجلس الرئاسي وبحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج والتي لم تُغني الليبيين من جوعهم وعطشهم لاستتباب الأمن وبناء أسس دولة كما لم تستطع التقدم بالبلاد قيد أُنملة! ولعل حفتر استغل هذا الضعف والتخاذل الذي يعيشه المجلس الرئاسي للقفز على الأجسام السياسية المريضة في ليبيا وتنصيب نفسه رئيسا مدى الحياة كعادة أشباهه في وطننا العربي وليس ما فعله السيسي عنّا ببعيد!
لا يخفى على أحد تعطش حفتر لحكم ليبيا فقد بدأ قديما من أمريكا وبدعم منها للإنقلاب على القذافي ثم ما إن أطيح بالقذافي حتى بدأ أمل الرجل في الحكم ينتعش حيث حاول أن يجد له مكانا في خارطة الحكم فحاول من طرابلس ولكنه رفض بل وطرد فاتجه للشرق الليبي حيث وجد إلى حد كبير ضالته وحاضنته فعيّنه رئيس برلمان طبرق رئيسا للجيش الليبي ومنحه رتبة مشير! ثم أعلن عدة مرات من خلال القنوات المرئية إنقلاباته على الأجسام السياسية والتي لم يفلح فيها إلى يومنا هذا.
إتخذ المشير ذريعة الإرهاب لتصفية خصومه وكل من يقف في طريقه وبعد هزيمته الأخيرة وطرده من مدن الغرب الليبي وعدم نجاحه في اقتحام طرابلس من خلال حرب فاشلة إمتدت لأكثر من سنة ها هو مرة أخرى يستنجد بالشعب لتفويضه للحكم وإقصاء منافسيه وبعد مسيرات تأييد حامت حول بيته خرج المشير شاكرا أولئك الذين طافوا حول بيته متخذهم ذريعة ليعلن أنه قبل هذا التفويض برئاسة ليبيا والذي في الحقيقة لن يغدوا كونه محاولة كسابقاته من المحاولات!.
لا شك أن إقدام حفتر على تنصيب نفسه حاكما لليبيا يستند على الدعم العربي القوي الذي يشمل دولة الفتنة والشقاق دولة الإمارات وعلى مصر والسعودية بالسلاح والمال والمرتزقة التي تعادي حكومة الوفاق لأن بها أعضاء من ذوي التوجه الإسلامي وكأنهم كفرة وكذلك يستند على دعم دولي أمريكي، روسي، فرنسي في مقابل دعم تركي وقطري لحكومة الوفاق، فروسيا منذ اللحظة الأولى دعمت حفتر بالمرتزقة والسلاح واستقبلته عدة مرات وسهلت له عدم التوقيع على الإتفاقية التي وقّعت عليها حكومة الوفاق إبان المفاوضات التي جرت في روسيا للتسوية بين الطرفين والغريب أنه كان من ضمن وفد حفتر القائم بأعمال الإمارات في روسيا وهذه إشارة كافية لأولي الألباب !!! وغادر حينها حفتر ولم يوقع على الإتفاق واستمر في الحرب على طرابلس أما أمريكا فهي كذلك فحتى البيان الأمريكي للسفارة الأمريكية بليبيا يتضمن دعما مبطنا لحفتر ولن تقف الدول الداعمة لحفتر دون دعم مكثف له لاستعادة ما فقد من مواقع في غرب البلاد.
لن يقف حفتر محايدا حتى يحكم ليبيا وفي المقابل لن يتمكن حفتر من حكم كامل التراب الليبي لوجود معارضة قوية خصوصا في الغرب تؤمن بالدفاع عن الحرية وتكوين دولة مدنية ويدفع هؤلاء أنفسهم وأموالهم في سبيل تحقيق هذا الهدف ويبقى نقطقة ضعفهم هو وجود قيادة سياسية قوية.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً