جريدة الغد
لا يمانع اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، من تلقي المساعدة من إسرائيل، وفق ما أعلنه صراحة في حوار مع صحيفة “كورياري ديلا سيرا” الإيطالية، الأسبوع الماضي، قائلاً، إنه لا يمانع من دعم إسرائيل، إذا أرادت هي ذلك، على قاعدة “عدو عدوي صديقي”، على الرغم من استبعاده قيامها بهذه الخطوة.
وليست هذه المرة الأولى التي يعلن فيها بعض المسؤولين العرب رغبتهم في التعاون مع إسرائيل من خلال الصحافة الغربية، باعتبارها الوسيلة الأقرب إلى سمع إسرائيل، فقد فعلها الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك، قبل أن تخلعه ثورة يناير 2011، ولم يستحِ منها العقيد الليبي الراحل، معمر القذافي، أيضاً.
ويرى محللون أنّ تصريحات حفتر للصحيفة الإيطالية تأتي في سياق تخويف الدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية من أن يمتد الإرهاب إلى إسرائيل، التي تُعدّ قريبة من ليبيا بحكم أن ما يفصل بينهما هو مصر فقط.
ولم يتردّد حفتر في توجيه خطابه مباشرة إلى إسرائيل، انطلاقاً من الدور الذي يمكن أن تلعبه في إقناع الغرب والأميركيين بدعمه، من خلال أسلحة حديثة يحسم بها معركته التي انطلقت في بنغازي منذ السادس عشر من شهر مايو/أيار الماضي تحت مسمى “عملية الكرامة”.
لكن مراقبين يطرحون سؤالاً حول تأثير هذه التصريحات على أنصار اللواء المتقاعد، وإمكانية الانفضاض عنه، وخصوصاً أنه يعتبر إسرائيل حليفة في القضاء على الإرهاب، الذي يشكّل عدواً مشتركاً.
ويرى بعضهم أن هذا النوع من الكلام عن إسرائيل سيكون له تأثير بالغ على أتباع حفتر، بالإضافة إلى ما يمثله لهم من إحراج، وقد يؤدي إلى تخلي بعض مؤيديه وداعميه ومقاتليه عنه، بينما يقول آخرون إنّ وسائل الإعلام الليبية المؤيدة لحفتر، مارست ضغطاً كبيراً على جمهورها ووجّهته نحو محاربة الإرهاب تحت أي قيادة كانت وبمساعدة أي دولة حتى ولو كانت إسرائيل. وذهب بعضهم أبعد من ذلك، مشيراً إلى أنّ بعض مؤيدي حفتر يوافقونه في عدم الممانعة بالتعاون مع إسرائيل.
ولم تعلّق الأحزاب السياسيّة المعارضة لحفتر على هذه التصريحات، كحزب “العدالة والبناء” الذراع السياسية لجماعة “الإخوان المسلمين” الليبية، وحزب “الاتحاد من أجل الوطن”، وحزب “التغيير”، وحزب “الوطن”، مفضّلة تجاهلها، وهو أمر قد تستخدمه الدول الغربية ضدّها، في حين حاول رئيس مجلس النواب الليبي المُحل، عقيلة صالح، تبرير كلام حفتر بأنه “زلّة لسان”.
ويبدو أنّ تصريحات حفتر مرّت من دون أن تثير ردود أفعال لدى معارضيه أو مؤيديه، بسبب الحسابات السياسيّة الخاصة بكل طرف. العربي الجديد
اترك تعليقاً