زعمت صحيفة “جارديان” البريطانية أن الفيدرالية هى الحل الامثل للنزاع الدائر فى ليبيا حاليًا.
وقالت الصحيفة فى مقال للكاتب “رانج علاء الدين” إنه فى ظل الاستحقاقات المهمة التى تقف امامها ليبيا حاليًا، والمخاوف من عدم الاستقرار والانجراف الى حافة حرب اهلية ليس لها نهاية، فإن الفيدرالية هى الحل السحرى الذى يمكن ان يكون طوق النجاة لهذا البلد الذى يغلب عليه طابع القبلية، إلا أن الكاتب اعترف بصعوبة ذلك.
وأوضح أن الكثير ينظرون إلى الفيدرالية على أنها مرادف للتقسيم، وهو الأمر المرفوض عند العرب الذين يميلون الى الوحدة، ولكن فى نهاية المطاف فإن الفيدرالية يمكن أن تحمى مصالح الشعب الليبى وتقيه شرور الحروب.
وأضاف الكاتب أنه قبل ثلاثة أشهر تقريبًا على اجراء الانتخابات المقررة فى يونيه المقبل، تندلع المواجهات يومًا بعد يوم بين الميليشيات المسلحة، والتى تخلف وراءها القتلى والجرحى، فلا يوجد أمن يمكنه فرض القانون والنظام، ولا توجد حكومة قوية قادرة على إدارة شئون البلاد بالشكل اللازم.
وأكد أن عدم التوافق على الشكل المستقبلى للبلاد خلق حالة من عدم الاستقرار، فى الوقت نفسه ترفض الميليشيات المسلحة القاء السلاح، والتحول من مرحلة الثورة الى مرحلة السياسة.
وقال الكاتب إن بنغازى وطرابلس وغيرهما من المدن الليبية، تشهد يوميًا احتكاكات ومشاحنات بسبب خلافات على النفوذ والحكم بين الميليشيات، مما يؤدى الى قتلى وجرحى.
ويرى الكاتب أن الفيدرالية هى التى ستحافظ على وحدة الاراضى الليبية وانسجام وتوحد الشعب الليبى وليس العكس، لأنها فى النهاية ستكون تقسيم للسلطة، وليس تقسيمًا للجماعات العرقية والايديولوجية المتناحرة.
واضاف الكاتب ان المجلس الوطنى الانتقالى الذى يقود البلاد فى هذه المرحلة فقد السيطرة المركزية على الاوضاع فى البلاد، بل ان الاسلحة والمساعدات المالية التى تقدمها دول الخليج الى ليبيا، تذهب الى الميليشيات ولوردات الحرب فى مصراتة وطرابلس وغيرهما من المدن التى تعيش حاليًا، فى شبه استقلال.
وتساءل ما اذا كانت الانتخابات القادمة والحكومة التى سيتم انتخابها، ستتمكن من بسط الامن والسيطرة، والمصالحة والاستقرار والشفافية؟. وأجاب أنه من الممكن أن يحدث ذلك، ولكن قد يستغرق الامر سنوات.
واعرب الكاتب عن امله فى ان يقبل الجميع بما ستسفر عنه الانتخابات البرلمانية المقبلة لتشكيل الجمعية الوطنية المكونة من 200 عضو، وستكون مهمتها كتابة دستور جديد للبلاد.
اترك تعليقاً