الصحة كما يقول المثل تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى؟ في ظل انشغالنا المكثف وتغيّر ظروف وطريقة حياتنا قد يغفل كثيرا منا أو قد لا نجد الوقت الكافي حتى في التفكر في نعمة الصحة التي نتمتع بها ولمّا نغفل وننشغل عن التفكر في النعم التي نملكها أو تحيط بنا نفقد لذة التستمتاع بهذه النعم وهذه مصيبة كبيرة دون أن ندري حجم هذه المصيبة وهي التمتع بما نملك عموما وعلى رأسها في هذا المقام الصحة!.
ثلاث ذهبيات لتكون صحيحا وتتمتع بحياتك وهي ممارسة النشاط بصفة مستمرة والأكل الصحي وبكمية قليلة والنوم الكافي قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا”، أي من استيقظ من نومه في صحة بدنية آمن القلب مطمئن النفس ليس خائفا عنده ما يكفيه من طعام يومه فقد جمع الله له جميع نعم يومه فليشكر الله على ذلك وليستمتع بيومه وكما يقال الدنيا وليها الله فالذي خلقك سيكفيك، فقط إكفه باتباعه وإكف الناس شرك.
أوّل هذه الذهبيات الصحية أن تكون حركيا نشطا، فالنشاط هو أي عمل حركي يقوم به الفرد سوى كان منظما مثل العمل أو عشوائيا، ومثال الأنشطة المشي المنظم (للرياضة) أو لقضاء الحاجيات ورفع الأشياء والتنظيف وغيرها وتمارس هذه الأنشطة بشكل فردي أو في جماعة ويحدد المختصون وقتها ب 150 دقيقة في الأسبوع وكلما زاد وقت ممارسة النشاط زادت الفائدة، والنشاط البدني والحركي هو خيار فردي وسلوك إيجابي يُحسن العديد من العوامل الصحية.
فالصحة البدنية هي ما يفكر به الفرد في نفسه بشكل طبيعي فهي حالة التفكير في شكل الجسم أو حاله هل أنت سمين، أو نحيف، هل أنت نشط أو خامل، هل أنت قوي أو ضعيف تشترك في أنشطة بدنية أو رياضية أم لا، هل تشعر بأنك صحيح أو تشعر بالخمول والضعف هل أنت مريض كل تلك الأشياء تعطيك طابعا للتعرف والإحساس بحالتك البدنية والصحية، فالصحة تبدأ من الشعور. إن الإنسان يستطيع المحافظة وتعزيز صحته البدنية عن طريق الاهتمام بلياقته البدنية ويشمل ذلك تنمية عناصر متعددة كالقوة، التحمل، المرونة، كفاءة الجهاز الدوري والتنفسي ويشمل القلب والدورة الدموية والرئتين، وغيرها من عناصر اللياقة البدنية التي قد لا تكلف الفرد شيئا وإنما تريد منه قليلا من الاهتمام والتنظيم وليس مهما أن تعرف تلك العناصر، ولكن المهم هو أن تتحرك باستمرار. ونختم هنا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “ولجسدك عليك حق”، ومن العناية بالصحة البدنية الاهتمام بالتغذية.
فالتغذية الجيدة عامل رئيسي في المحافظة على الصحة ومن فوائدها المحافظة على الصحة العامة كتقوية العظام والعضلات والأسنان، تقوي القلب وتقي من الإصابة بأمراضه، تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري وبعض أنواع أمراض السرطان، تساعد في عمليات الهضم والإمتصاص، تحافظ على الوزن وتقي من الوزن الزائد والسمنة كما تساهم في إنقاص الوزن، تحسن الشعور الإيجابي للإنسان والمزاج وتزيد من الحيوية.
وفي ذات السياق حسبنا قول الله جل جلاله: “وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ” الأعراف 31، فالمثل يقول: ما زاد على حدّه انقلب إلى ضده، فكثرة الأكل تسبب الأمراض فالجسم يحتاج إلى مقادير معينة صغيرة من الطعام للقيام بواجباته وما زاد على ذلك يتحول إلى مواد ممرضة وأنظر إلى بلاغة ودقة قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “ما ملأ آدميٌّ وعاءً شرًّا من بطنٍ، بحسبِ ابنِ آدمَ أكلاتٍ يُقمنَ صُلبَهُ، فإن كان لا محالةَ : فثلُث لطعامِه، وثُلُثٌ لشرابِه وثُلُثٌ لنفَسِه”، ألا يكفنا من البيان ما ورد؟!.
النوم الكافي مهم للراحة والصحة البدنية والعقلية والنفسية حيث تحدد منظمة النوم العالمية على أن الإنسان عامة يحتاج من 7 إلى 9 ساعات نوم في الليلة وتزيد حاجة الأطفال والشباب في طور النمو عن هذه الساعات لمرحلة النمو التي يمرون بها، ويعمل ويساعد النوم الكافي في المحافظة على صحة القلب، وعلى خفض التوتر، كما يقلل من الإلتهابات، ويحسن قدرة الذاكرة، فالقيلولة مثلا تساعد في تحسين نسبة الذكاء وسرعة رد الفعل، كما يساعد النوم على أداء أفضل في الأشياء التي تتطلب منطق، ويحسن المزاج. فعندما لا ينام الفرد منا نوما كافيا ينعكس ذلك على مزاجه حيث تقل القابلية للتحدث ويصبح الفرد أكثر انفعالا لأبسط الأشياء وتقل قدرته على الحوار.
تعتمد الصحة الشخصية على سلوك الفرد اليومي وعاداته المعيشية وتتأثر بالتقليد والمعتقدات والأعراف السائدة في المجتمع، فبالوعي الصحي تتغير السلوكيات السلبية التي تضر بالصحة إلى سلوك صحي يؤدي إلى الإرتقاء بالصحة وتحسينها، وعادة ما يكون القرار في النهاية للفرد ليتخذ السلوك الذي يفيد ويحافظ على صحته فعليك بالمحافظة على الثلاثي الذهبي الحركة والنشاط والتغذية الصحية فكن حركيا قليل الأكل وخذ قسطا كاف من النوم والراحة.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً