أثارت موجة القصف الجديدة التي نفذتها الولايات المتحدة واستهدفت 85 هدفا في سوريا و العراق ليل الجمعة، توترا في المنطقة، و بات الجميع يتخوف من توسع أكبر للصراع على خلفية الحرب، التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ ثلاثة قرابة أربعة أشهر.
واستدعت وزارة الخارجية العراقية بشكل عاجل اليوم السبت، القائم بالأعمال الأميركي لتسليمه مذكرة احتجاج بشأن الضربات الأخيرة التي نفذها الجيش الأمريكي داخل الأراضي العراقية.
و ذكرت وكالة الأنباء العراقية (واع) أن الوزارة سلمت القائم بالأعمال للسفارة الأمريكية في بغداد مذكرة احتجاج رسمية بشأن الاعتداء الأمريكي، الذي طال مواقع عسكرية ومدنية في منطقتي عكاشات والقائم مساء يوم أمس.
ونفذ الجيش الأمريكي غارات جوية على أكثر من 85 هدفا على الحدود بين سورية و العراق، قال إنها على صلة بالحرس الثوري الإيراني والجماعات التي تدعمها طهران.
وعقب الهجوم أعلن الحشد الشعبي، اليوم السبت، عن مقتل 16 شخصا وإصابة 36 آخرين جراء القصف الأمريكي.
واعتبر بيان الحشد الشعبي أن ” الاستهداف الأمريكي انتهاك صارخ لسيادة الدولة العراقية، وتعدٍّ على أجهزته الأمنية الرسمية، وهو تجاوز لكل القوانين والأعراف الدولية” مشيرا إلى الجهوزية لتنفيذ أي أمر من القائد العام للقوات المسلحة العراقية لحفظ سيادة العراق ووحدة أرضه وسلامة شعبه.
وأعلنت الولايات المتحدة الجمعة أنها شنّت “بنجاح” ضربات انتقاميّة استهدفت في كلّ من العراق وسوريا قوّات إيرانيّة، ومجموعات موالية لطهران، في وقت حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن من أنّ هذه الضربات “ستستمرّ”.
جاء كلام الرئيس الأمريكي خلال حضوره مراسم رسميّة لإعادة جثامين ثلاثة جنود أميركيّين قتِلوا في قصف على للقاعدة الأمريكية في الأردن الأحد الماضي، في هجوم نسبته واشنطن إلى مجموعات تدعمها إيران.
وقال البيت الأبيض إنّ الضربات الأميركيّة التي شُنّت الجمعة في العراق وسوريا استمرّت نحو ثلاثين دقيقة وكانت “ناجحة”، مكرّرا أنّه لا يريد “حربًا” مع إيران. وذكرت وزارة الدفاع الأميركيّة (البنتاغون) أنّ العمليّة شاركت فيها مُقاتلات عدّة، بما فيها قاذفات بعيدة المدى.
وقال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي للصحافة إنّ المقاتلات الأميركيّة المُشاركة في هذه العمليّة، استهدفت في المجموع 85 هدفًا في سبعة مواقع مختلفة (3 في العراق و4 في سوريا).
ونددت وزارة الخارجية الإيرانية بالغارات الجوية الأمريكية،ووصفتها بأنها “انتهاك لسيادة ووحدة أراضي” البلدين.
وفي أول رد فعل لطهران على الضربات الأمريكية، قال المتحدث باسم الوزارة ناصر كنعاني في بيان إن الهجمات تمثل “مغامرة وخطأ استراتيجيا آخر ترتكبه الحكومة الأمريكية ولا نتيجة لها سوى ازدياد التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة”.
اترك تعليقاً