حذّر تقرير لخبراء، من أن حالة جفاف عالمية خلال العام الجاري، هي الأسوأ على الأرض منذ 500 عام.
ونقلت وكالة أنباء “تاس” عن بيانات شركة التأمين الدولية “أون”، أن حجم الأضرار العالمية الناجمة عن الجفاف بالعديد من دول الكوكب خلال نصف العام، بلغت 13.2 مليار دولار على الأقل.
ويقول الخبراء في تقريرهم، إن دول الاتحاد الأوروبي تعاني الآن من أسوأ جفاف في السنوات الخمسمائة الماضية، كما أن الجفاف محتدم في غرب الولايات المتحدة وباكستان والصين.
وانخفض في الصين، بسبب ضحالة الأنهار، إنتاج الكهرباء في عدد من محطات الطاقة الكهرومائية بنحو 40٪، في حين أنه جرى في مقاطعة سيتشوان، على خلفية هذا السبب إيقاف مصنع تجميع شركة تويوتا للسيارات مؤقتا.
وكان خبراء من المعهد الوطني الياباني للدراسات البيئية وجامعة طوكيو قد نشروا في شهر يونيو الماضي تقريرا أكدوا فيه أن الجفاف بحلول منتصف هذا القرن، لن يكون في الصيف الاستثناء، بل القاعدة في العديد من المناطق، بما في ذلك ساحل البحر المتوسط وأجزاء كبيرة من أمريكا الجنوبية.
وتشهد قارة أوروبا أسوأ موجة جفاف منذ 500 عام، إذ صدرت تحذيرات بصور مختلفة تشمل حوالي ثلثي القارة.
وأفاد أحدث تقرير صادر عن المرصد العالمي للجفاف بأن 47 في المئة من القارة في حالة “إنذار” بالجفاف، مما يعني أن التربة جفت، كما أشار إلى أن 17 في المئة أخرى من مساحة أوروبا في حالة تأهب، مما يعني أن الغطاء النباتي “تظهر عليه علامات الإجهاد”.
ويحذر التقرير من أن موجة الجفاف ستؤثر على المحاصيل الزراعية، وتؤدي إلى اشتعال حرائق الغابات، وأنها قد تستمر عدة أشهر أخرى في بعض المناطق الجنوبية من أوروبا.
وبالمقارنة مع متوسط السنوات الخمس الماضية، انخفضت توقعات الاتحاد الأوروبي للحصاد بنسبة 16 في المئة للذرة و15 في المئة لفول الصويا.
وفي سياقٍ ذي صلة، دعا المركز الليبي للاستشعار عن بُعد وعلوم الفضاء، إلى إعلان حالة الطوارئ لمواجهة حالة جفاف مرتقبة والحد منها وتوفير البديل المفقود من المياه.
وذكر المركز في بيان له، في أغسطس الماضي، أن التأثير السلبي للتغير المناخي أصبح قريباً أكثر من أي وقت مضى.
وأشار إلى أنه بتاريخ 19 أغسطس الجاري، التقط القمر الصناعي Sentinel 3 صورة لعبور غبار الصحراء من شمال أفريقيا إلى إيطاليا عبر المتوسط، موضحاً أن هذه ليست المرة الأولى ولكن أصبحت هذه الظاهرة تتكرر بشكل متزايد في السنوات الاخيرة.
ووفقاً للمركز، فقد زادت كوارث حرائق الغابات التي شهدتها دول في كل من شمال أقريقيا وأوروبا خلال موسم الصيف، وبحسب إحصاءات خدمة إدارة الطوارئ كوبرنيكوس فإن دولة إسبانيا أكثر بلاد تأثرت بهذه الحرائق، حيث حرق 250,000 هكتار منذ يوم 4 يونيو.
ولفت المركز إلى أن بحيرة Garda، أكبر بحيرة في إيطاليا تغرق، لولا حمايتها بصخور للحد من منسوب مياه البحر على محيط شبه جزيرة Sirmione.
وأوضح مركز الاستشعار أن الجفاف الذي شهدته بريطانيا وفرنسا وإيطاليا لم يحدث من قبل، وأنهار كانت وسيلة عبور للسفن المحملة بالمواد الغدائية والخضروات بين المناطق والدول أصبحت جافة، ومقدار الانحدار في مستوى المياه مرعب، وذلك في ظرف زمني قصير.
وأدت عاصفة رعدية متطرفة على إيطاليا قبل يومين إلى خسائر مادية واقتصادية، وبلغ حجم قطعة الثلج المتساقط 12 سم، في حين أن حرارة مياه البحر الأبيض المتوسط زادت خمسة درجات مئوية خلال موسم الصيف متأثر بالحرارة العالية.
ونوه المركز إلى أن المغرب والجزائر وتونس تشهد كلها حرائق في مناطق مختلفة من الغابات والمحميات الطبيعية.
وكشف المركز أنه وبحسب توصيات اللجنة الوطنية لمكافحة التصحر هناك جفاف خلال الثلاث سنوات الأخيرة على ليبيا، داعياً إلى إعلان حالة طوارئ للحد من الجفاف، وتوفير البديل من المفقود مثل المياه للشرب والري أو الأعلاف للمربين لحماية الثروة الحيوانية التي هي بالأساس ضعيفة، بحسب المركز.
اترك تعليقاً