تحدثت الكاتبة تانيا جودوزيان في مقالة نشرها موقع “ناشيونال انترست” الأميركي عن “قوى تنافس الولايات المتحدة على النفوذ في الشرق الاوسط”، معتبرة أن “هذه القوى تستخدم نماذج مختلفة أكثر فاعلية من النموذج الأميركي”.
وأفاد مقال ناشيونال، إن أي قرار للولايات المتحدة يتعلق بسحب قواتها من منطقة الشرق الأوسط لن يؤدي إلى فراغ استراتيجي لكنه يمكن أن يتسبب بخسارة صراع النفوذ الذي يدور بينها وبين روسيا والصين وإيران.
وأضافت المقالة، أن الولايات المتحدة انتهجت في العقود الأربعة الماضية “دبلوماسية الزوارق الحربية” أي سياسة قوة الردع في الشرق الأوسط ما أتاح لها وقف التمدد السوفيتي في المنطقة وحماية إسرائيل وتحرير الكويت وردع إيران من تنفيذ طموحاتها الاستعمارية، لافتة إلى أن المنطقة تغيرت كثيرا في الوقت الحاضر وتغيرت أيضا الظروف الدولية.
وورد في المقال، أنه على الرغم من توقعات المراقبين أن تقوم الولايات المتحدة بتقليص قواتها بشكل كبير في العراق وأفغانستان ومناطق أخرى، مشيراً الى أن مثل هذه الخطوة لن تؤدي إلى فراغ كبير لجهة الردع العسكري الأمريكي والعقود الدفاعية مع دول المنطقة والاتفاقات العسكرية والتدريبات المشتركة وتسهيلات أخرى.
واعتبرت المجلة أن وجود فراغ قائم بالفعل سواء بقيت أو انسحبت القوات الأمريكية لكنه ليس فراغ “ردع عسكري” بل فراغا يتعلق بتراجع النفوذ الدبلوماسي الأمريكي في المنطقة في الفترة الأخيرة نتيجة مساعي الدول الأخرى لتعزيز نفوذها.
ولفتت إلى أن روسيا تعتمد على “القوة الناعمة” التي تشمل القدرات العسكرية والمعونات الإنسانية للوصول إلى دول المنطقة فيما تعتمد الصين على سياسة “الفائدة المتبادلة” في التجارة والاستثمار إلى جانب سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير.
وأن “روسيا تموضعت للعب الدور الابرز في عملية إعادة بناء سوريا، في حين تُوجَّه التُهم إلى الولايات المتحدة بدعم المجموعات المتطرفة ضد الحكومة السورية”، لافتة إلى أن “موسكو استثمرت كذلك بمبالغ ضخمة في العراق، سواء في قطاع الطاقة أو “البنية التحتية الأمنية” أو الاعلام أو الحكومة”.
وأشارت إلى أن إيران تختلف عن تلك الدولتين باعتمادها على شعارات “الأخوة وطرد الغزاة الأجانب من المنطقة وحسن الجوار”، مضيفة أن تلك الشعارات لم تنجح كثيرا.
وقالت الصحيفة: “بينما تحتدم المنافسة وصراع النفوذ بين تلك الدول الأربعة من الصعب جدا توقع من سيفوز.. قد يكون فائزا واحدا أو ترتيبا جماعيا متوترا لتقسيم مناطق النفوذ”.
وختمت قائلة: “قد تكون هناك حرب اقتصادية بين تلك الدول لكنها يمكن أن تتعاون دبلوماسيا، وبصرف النظر عن كيفية تواطؤ أو تنافس هذه الدول فإنه من دون قيام الولايات المتحدة بإعادة النظر وإعادة صياغة نهجها العسكري في المنطقة فإنها من غير المرجح أن تكون هي الفائزة في لعبة النفوذ هذه”.
اترك تعليقاً