من المؤلم جداً أن تتفكك عن الكاتب بعض طلاسم العهر السياسي، والخبث النيابي الذي يمارسه البعض ممن يدعون أنهم ينتمون إلى برقه! هم يتشدقون بالإسلام ولا يحملون هم أي مسلم أو مسلمة، ويتفاخرون بالعروبة والوطن العربي وينحسر نظرهم داخل محيط الهلال النفطي لبرقة، ويتكلمون عن الوطنية ولا يمارسونها إلا من خلال تحقيق مصالحهم الأنانية بسرقة الوطن.
السقوط في هاوية الفساد جعل منهم عبيداً لكل ظالم ومستبد، بل لم يكتفوا بالانبطاح للدكتاتور الداعشي حفتر بل وسعوا من دائرة العبودية بالاستسلام لدكتاتور أخر من خارج ليبيا. بالطبع لا يمكن لحاكم ديموقراطي أن يتعاون مع أو يقبل تمرد رقعة من تراب ليبيا على حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دولياً إلا إذا كان دكتاتوراً يسعى لتأصيل وتوسيع دائرة الاستبداد في ليبيا. وتهديد السيد القطراني باسم أهل برقة للحكومة يعني توعد بليبيا شراً.
تقذف أرض ترهونه بجثث الأحرار لتكشف المؤامرة:
يقول رب العزة: “من قتل نفسٍ بغير نفس أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ” سورة المائدة آية 32. أرض ترهونه تئن من شهور وتتألم وتتوجع ويغافلها الطلق فيعصر بطنها لتلفظ لنا كل مرة جثث لأحرار وحرائر من ليبيا لم يرضوا بالاستكانة لظلم الداعشي حفتر “المشير” وأعوانه ورفضوا الاستبداد والدكتاتورية. اليوم لا نسمع عن الجرائم المرتكبة في حق أهل ترهونة إلا في أخبار عابرة، وكأن ما تتشدق به المنظمات الدولية لحقوق الإنسان، بضرورة معاقبة مرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية هو فقط لضغضغت مشاعر الأحرار والنبلاء وتخديرهم. الأنكى من ذلك يحتمي الكثير من المجرمين المسؤولين عن جرائم ترهونة ببرقة والسيد القطراني يهددنا بأهل برقة ويتوعد أرض ليبيا بالتقسيم.
“أهل برقة والمشير أحنا فيه”:
ذكر السيد القطراني النائب الأول لرئيس الوزراء أهل برقة ثم تقيأ فنثر من فمه “والمشير أحنا في”. لا ندري من هم أهل برقة بالنسبة للسيد القطراني! فهل الخائف من استبداد الداعشي حفتر محسوب على أهل برقة؟ وهل المهجرين من أهلها والهاربين من ظلمات الظلمة مازالوا بالنسبة للقطراني هم أهل برقة؟ إذن عليه أن يمضض فمه بماء الزهر والورد، قبل أن يلفظ باسم أهل برقة. أهل برقة هم أهل ليبيا فقبائل الليبو هم من السكان الأوائل للمنطقة الممتدة من غرب النيل إلى المنطقة الشرقية بليبيا. بل خرج منهم الملك شيشنق ليحكم مصر، فكان المؤسس للأسرة الثانية والعشرون التي اعتلت عرش مصر. وهؤلاء امتداداتهم تصل إلى الغرب والجنوب الليبي يا سيد قطراني. الواضح أنك سخرت وقت للفساد والافساد ولم تجد هنيه لمطالعة تاريخ أهل برقه.
ما هي صفة المشير؟
لا ندري ما الذي يجبر السيد القطراني على التمسك بتكرار صفة المشير لوحدها! هذا المشير حرب أركان لنقول هو برتبة ولكن هذا هو الداعشي حفتر الذي حاول غزو عاصمة البلاد وعرس بحرها، طرابلس مقر الحكومة المعترف بها دولياً. واليوم ماذا تعني يا سيد قطراني المشير في قاموس السياسة بعد أن استقال من منصب القائد العام للجيش. هذه الصفة، أو هذا المنصب الذي منحه له البرلمان المخطوف، بعد أن تآمر على الشعب الليبي، وباعت مجموعة منه نفسها لمخابرات العالم بعد وعدوهم بمناصب أو ربما تركيعهم بفضائح!!!! فمتى ستنتهي صلاحية المشير وينتهي معها الداعشي حفتر إلى الأبد؟.
ليبيا وإن طال النضال:
العملاء هم الفئة الضالة والمنحطة التي تسكن أرض ليبيا، وتتكلم على بيع جزء منها لأسيادهم، مقابل السكوت عن فضائحهم ومؤامراتهم الموثقة مع أعداء الشعب الليبي. لا يمكن لعاقل أن يتحدث عن تقسيم ليبيا، مع احترامي للبعض الذين يئسوا من صبيانية ومراهقة بعض السياسيين، وهو يدرك بأنه لا مكان للدول القزمية في زماننا اليوم. اليوم هو زمن التكتلات الكبرى والاتفاقيات العسكرية، أمريكا تسعى لاتفاقية عسكرية مع بريطانيا وأستراليا. وبتقسيم ليبيا وتفتيتها فستجرفنا حركة التكتلات وتبتلعنا. ليبيا وحدة واحدة، وبسياسة الحياد، ومع دعاء الله قد لا تستطيع أن تقاوم عواصف تيارات التكتلات الكبرى الدائرة في محيطها الإقليمي. وهذه العواصف بات ملامحها تتشكل من تيارات روسية وصينية وأمريكية غربية. العاقل من يتمسك بوحدة البلاد وبحنكة وهدوء يسير على طريق الحياد، واستقرار الفضاء من حولنا.. عاشت ليبيا حرة.. تدر ليبيا تادرفت..
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً