بعد إعلان وزارة الدفاع الأميركية فقدان مُسيّرة أميركية إثر اصطدام مقاتلة روسية بها فوق البحر الأسود، ارتفعت التحذيرات من الانزلاق لمواجهة عسكرية بعد حادثة اعتراض طائرتين عسكريتين بريطانية وألمانية مقاتلة روسية بعد دخولها المجال الإستوني التابع لحلف شمال الأطلسي “الناتو”.
وقدمت واشنطن وموسكو روايتين مختلفتين للحادثة، وسط تحذيرات من مخاطر احتكاك مباشر بين روسيا والغرب.
وقال السفير الروسي لدى واشنطن، إن المُسيّرات الأمريكية تجمع بيانات استخباراتية تستخدمها كييف لضرب القوات والأراضي الروسية، مؤكدا أن بلاده لا تريد أي مواجهة مع الولايات المتحدة.
وحذّرت موسكو اليوم الأربعاء، من أي طلعات جوية أميركية “عدائية” عقب الحادثة التي أدت لتصاعد التوتر بين روسيا والقوى الغربية.
ونفت موسكو أن تكون مقاتلة روسية من طراز “سوخوي سو-27” (Sukhoi Su-27) قد تسببت في كسر مروحة المسيرة الأميركية، إذ تقول واشنطن إن المقاتلة صدمت المسيرة في أثناء تحليقها فوق البحر الأسود في “مهمة روتينية”.
وقال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف اليوم الأربعاء: “نفترض أن الولايات المتحدة ستحجم عن نشر تكهنات إضافية عبر وسائل الإعلام وستضع حدا لعمليات التحليق قرب الحدود الروسية”.
وأضاف: “نعتبر أي تحرك باستخدام أسلحة أميركية عملا عدائيا مفتوحا”.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أمس الثلاثاء، أنها سارعت لنشر مقاتلاتها بعد رصد المسيرة الأميركية فوق البحر الأسود، ونفت أن تكون تسببت في إسقاطها أو أن تكون طائراتها المقاتلة احتكت بها بأي شكل من الأشكال.
وأكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، لنظيره الأمريكي لويد أوستن، أن تحليق المسيّرات الأمريكية قبالة شبه جزيرة القرم الروسية، يخلق ظروفا للتصعيد في البحر الأسود.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيانها: “تم الإشارة خلال المحادثة، إلى أن تحليق الطائرات الاستراتيجية الأمريكية بدون طيار قبالة شبه جزيرة القرم يحمل طبيعة استفزازية، مما يخلق ظروفا مسبقة لتصعيد الوضع في منطقة البحر الأسود”.
وأضافت الوزارة أن “روسيا لا تريد مثل هذا التطور للأحداث، لكنها ستواصل الرد بشكل متناسب على كل الاستفزازات”.
وأشارت إلى أنه يجب أن تتصرف القوى النووية الكبرى بأكبر قدر ممكن من المسؤولية، بما في ذلك الحفاظ على قنوات الاتصال العسكرية لبحث أي أزمات.
وفي سياقٍ ذي صلة، حذر قائد مشاة البحرية الأمريكية الجنرال ديفيد بيرغر، بعد سقوط مُسيّرة أمريكية قرب مياه روسيا في البحر الأسود من خطر اندلاع حرب عالمية، نتيجة “لتردّي” الاتصالات بين موسكو وواشنطن.
كما رجح بيرغر تطور حوادث الطائرات بين البلدين إلى مواجهة مباشرة في ظل “اتصالات سيئة لمنع الحوادث العرضية” ولفت إلى أن هذا ما يجسد خشيته الرئيسية..
تجاهل واشنطن للحظر الجوي الروسي فوق البحر الأسود محاولة للتصعيد
بدوره أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن تجاهل واشنطن منطقة الحظر الجوي التي أعلنتها روسيا فوق البحر الأسود منذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا، محاولة للتصعيد.
وأشار لافروف إلى أنه منذ بدء العملية العسكرية الخاصة، أعلن الجيش الروسي حظر الطيران في مناطق محددة فوق البحر الأسود، وشدد على أن واشنطن تجاهلت ذلك.
وتابع: “التجاهل الصارخ لهذه الحقيقة الموضوعية، يشير إلى أن الجانب الأمريكي يحاول باستمرار البحث عن نوع من الاستفزاز لتصعيد المواجهة”.
من جانبه قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي، إن الطيران الأمريكي سيستمر في التحليق فوق البحر الأسود رغم سقوط طائرة أمريكية مُسيّرة صدمتها مقاتلة روسية.
وأضاف كيربي للصحفيين: “نطير في هذه المنطقة منذ نحو عام وسنواصل ذلك ولسنا بحاجة إلى إذن من روسيا للتحليق فوق المياه الدولية.
وردا على سؤال أحد الصحفيين عما إذا كانت روسيا تريد توجيه رسالة إلى الولايات المتحدة من خلال هذا الحادث، قال كيربي: “إذا كانوا يريدون إرسال رسالة حول رغبتهم في منعنا من التحليق فوق البحر الأسود، فلن يحدث ذلك”.
وأكد المسؤول الأمريكي أن “الطائرات الأمريكية تعمل فوق المياه الدولية للبحر الأسود، وستواصل ذلك من أجل الأمن القومي الأمريكي”.
رئيس الأركان الروسي يُجري محادثات مع نظيره الأمريكي
يأتي ذلك في حين، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن رئيس هيئة الأركان الروسية فاليري غيراسيموف، أجرى محادثات هاتفية مع نظيره الأمريكي مارك ميلي.
وجرت المحادثة الهاتفية اليوم بعد محادثة هاتفية بين وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، ووزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن.
ولم تكشف وزارة الدفاع الروسية عن فحوى المحادثة.
اترك تعليقاً