من كتاب إبراهيم خليل الله دَاعِيةُ التَّوحِيدِ وَدينِ الإِسلَامِ وَالأُسوَةُ الحَسَنَةُ
أ- {وَنَبِّئْهُمْ}:
الواو للعطف، عطف للإنباء على الإنباء مع التصريح بالعامل أو بالفعل {نَبِّئْ عِبَادِي} {وَنَبِّئْهُمْ}، والضمير “هم” في هذه الكلمة يعود إلى العباد المذكورين في الآية السابقة، والأنباء الأخبار ذات الشأن، ولا ريب أن ضيف إبراهيم قد أتوا لأمر جلل ذي شأن(1).
ب- {عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ}:
{عَنْ}: حرف جر: متعلقة بنبئهم أي عن أخبارهم.
{ضَيْفِ}: للإفراد والجمع، ويبدو هنا أنّها للجميع.
{إِبْرَاهِيمَ}: هو الخليل، باني البيت، صاحب الملة الحنيفية السمحة، وهو أعظم الرسل جميعاً بعد الرسول الأعظم(2).
ج- قول السعدي:
{وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ} أي: عن تلك القصة العجيبة، فإن في قصّك عليهم أنباء الرسل، وما جرى لهم مما يوجب لهم العبرة والاقتداء بهم، خصوصاً إبراهيم الخليل – عليه السّلام -، الذي أمرنا الله أن نتبع ملته وضيفه هم الملائكة الكرام، أكرمه الله بأن جعلهم أضيافه(3).
• الدروس والفوائد في الآية الكريمة:
– الماضي مشحون بالدروس والعبر، وقد انتقى القرآن الكريم هذا الماضي بالدروس وقصّه علينا فأين من يبحث في كنوزه ويَعتبر؟
– إبراهيم عليه السّلام من أعظم أولي العزم من الرسل، ويجب ذكر هذه الشخصية العظيمة والتأسي بها.
– يجب التضلع من اللغة العربية ومعرفة أسرارها ومعاني مفرداتها، وأن الضيف مثلاً تصحُّ للمفرد والجمع.
– القصص القرآني حق مطلق مصفى لا يجوز خلطه بخرافات بني إسرائيل وتلفيقاتهم وافتراءاتهم على الأنبياء، من إسقاطات صفات بني إسرائيل على الأنبياء وحاشاهم، ولا تمل من تكرار التحذير من الاسرائيليات.(4)
مراجع الحلقة الخامسة بعد المائتين:
(1) تفسير سورة الحجر، أحمد نوفل، ص278.
(2) تفسير سورة الحجر، أحمد نوفل، ص278.
(3) تفسير السعدي “تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان”، ص864.
(4) تفسير سورة الحجر، أحمد نوفل، ص280
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً