عقد المنتدى الثقافي العربي البريطاني، ندوة حوارية، حول المشهد السياسي الدولي والإقليمي وانعكاسه على الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بمشاركة عدد من الأكاديميين والخبراء والمختصين.
وأكد الدكتور رمضان بن زير الأمين العام للمركز العربي لحقوق الإنسان والقانون الدولي في كلمة له في افتتاح الندوة، أن هذه الندوة متميزة لأن المشاركين فيها قامات فكرية معروفة ومتميزة على المستوى الدولي.
وقال د. بن زير: “أنا على يقين بأننا سنخرج بتوصيات قيمة.. لا أريد أن اضع إطار لهذه الندوة بالرغم من أن عنوانها واسع لكن ساقتصر حديثي عن بلادي ليبيا باعتبارها من دول شمال إفريقيا بإعطاء إضاءات محددة حول حقيقة ما يجري بعد ثورة فبراير ودون الخوض في التفاصيل.
وأضاف د. بن زير أن المشهد السياسي الحالي شائك ومرتبك بسبب التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن الليبي وكذلك بسبب المتطلعين إلى السلطة من أبناء ليبيا بالرغم من أنهم غير مؤهلين لذلك، مشيراً إلى أن وجود حكومتين زاد من تعقيد الموقف بالإضافة إلى عدم التفاهم بين مجلسي النواب والدولة.
وتابع د. بن زير أن التطور المهم في الأزمة الليبية التدخل المباشر للولايات المتحدة والمملكة المتحدة بعد الحرب الروسية الأوكرانية بسبب وجود قوات “فاغنر” الروسية في ليبيا بحيث بدأت تأخذ الأزمة الليبية بُعدا جديدا بعد الإعلان عن الإستراتيجية الأمريكية لمنع الصراع وتعزيز الاستقرار.
وأعطى د. بن زير بعض الملاحظات حول أهداف هذه الاستراتيجية، موضحاً أنها تهدف إلى تحقيق 4 أهداف والمتمثلة في:
- ضرورة وجود سلطة منتخبة ديمقراطيا
- الاهتمام بالجنوب الليبي وهذا من أهم الأهداف بالنسبة للأمريكان بسبب تواجد قوات فاغنر
- توحيد الأجهزة الأمنية والعسكرية
- تعزيز البيئة الاقتصادية والتجارية في ليبيا
ووفقا للدكتور بن زير، فقد أكدت هذه الإستراتيجية أن هذه الأهداف لا يمكن أن تتحقق إلا بمعالجة دوافع الصراع وعدم الاستقرار ودمج أصحاب المصلحة من الليبيين في عملية التنفيذ واتباع نهج متكامل للتخطيط والتنفيذ والمتابعة، وايضا لم تغفل الإستراتيجية أصحاب المصلحة من الدول الإقليمية والدولية المتورطة في الأزمة الليبية لكنها قد غفلت أهم ملف وهو ملف حقوق الإنسان في ليبيا حيث تمت الإشارة إليه بشكل عابر في مقدمة المشروع.
كما لم تتطرق الإستراتيجية إلى الفساد المستشري في ليبيا هذا الغول الذي بدأ يكبر بشكل مخيف وغير مسبوق سيكون له آثار سلبية كبيرة على مستقبل ليبيا وخاصة الانتخابات القادمة البرلمانية والرئاسية حيت سيلعب المال الفاسد دورا مهما في هذه الانتخابات.
وتساءل د. بن زير عما إذا كانت الانتخابات ستتم في ظل وجود حكومتين.
وأردف: “الإجابة ببساطة لا.. هذه الانتخابات يجب أن تتم في ظل وجود حكومة واحدة سمها ما شئت حكومة تكنوقراط أو حكومة انتخابات بشرط عدم خضوعها لمساومات مجلسي النواب والدولة تكون مهمتها توحيد مؤسسات الدولة والإشراف على الانتخابات”.
واختتم الدكتور بن زير مداخلته بتوجية كلامه إلى الشباب الليبي بقوله: “أنا شخصيا لا أعول على من هم في المشهد الحالي منذ ما يزيد عن 12 عاما بل نعول على الشباب في ليبيا الذين يشكلون 65٪ من عدد السكان لأخذ المبادرة والإسهام بشكل مباشر في إنجاح المشروع الوطني.. ليبيا قارة يسكنها 8 مليون يحاط بها 400 مليون جائع تتمتع بموقع متميز يتوسط قارات العالم على ساحل طوله 1800 كم تقريبا على المياه الدافئة للبحر المتوسط وقربها من أوروبا، بالإضافة إلى ما تتمتع به من ثروات طبيعية إذا لم تسرعوا في بناء الدولة قبل فوات الأوان ستكون ليبيا الموحدة في خبر كان”.
اترك تعليقاً