أقدمت سفارتي “بريطانيا” و”كندا” لدى مصر، على إغلاق مقرهما في القاهرة وذلك بزعم تعرضهما لتحذيرات أمنية، فيما أعلنت دولتان أخريان عن تحذيرهما لرعاياهما من السفر إلى مصر، ومطالبتهما المتواجدين على الأراضي المصرية توخي الحذر، فى تحرك جماعى على ما يبدو من بعض السفارات الغربية للضغط على الأمن من اجل الاستجابة لمطالبهم.
وقد بدأت السفارة الأمريكية بالقاهرة إطلاق أولى تلك التحذيرات، وذلك بإصدارها بيان تحذيري يوم الجمعة الماضي تحذر رعاياها على الاراضى المصرية، من التواجد بعيداً عن أماكن إقامتهم داخل مصر وطالبتهم بتوخي أقصى درجات الحذر في تحركاتهم الشخصية خلال الفترة المقبلة.
وقالت السفارة الأمريكية إن رسالتها التحذيرية، جاءت بناء على رصد بلاغات عن اشتباكات عديدة في الجامعات والأحياء بمحافظة القاهرة مؤخرا.
وشددت السفارة، على المواطنين الأمريكيين المقيمين في مصر بضرورة مراجعة خطط أمنهم الشخصي والبقاء في حالة تأهب والالتزام بعدم تجاوز محيطهم السكني في جميع الأحيان، وتجنب أماكن الأنشطة الاحتجاجية المنتظمة.
فيما خرجت السفارة البريطانية أمس “الأحد” ببيان مفاجئ تعلن فيه عن اتخاذ قرار بإغلاق مقر السفارة “لأسباب أمنية”، حفاظاً على المصلحة العليا للموظفين.
وأعلن مصدر بالسفارة تعليق الخدمات العامة في السفارة، موضحاً أن القرار منفصلٌ عن نصائح السفر الأوسع في ما يتعلّق بالسفر إلى مصر والتي يمكن الاطلاع عليها على موقع السفارة عبر الإنترنت.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان قرار الإغلاق منسّقاً مع السلطات المصرية، قال المصدر “إننا نعمل بشكل وثيق مع السلطات المصرية لإيجاد طريقة لإعادة فتح السفارة واستئناف تقديم الخدمات في أسرع وقت ممكن.. وسنقدّم المزيد من المعلومات عندما يتغيّر الوضع الحالي”.
كما صدر عن السفارة البريطانية في القاهرة اليوم “الاثنين” بيانا جديدا، لم يحدّد بشكل قاطع أسباب تعليق العمل وتعليق الخدمات العامة، لكنه أكد وضع تدابير جديدة لخدمة عملاء السفارة ريثما يعاد فتحها. وأوضح البيان أنه ليس بإمكان السفارة في الوقت الحالي استلام طلبات جديدة للحصول على تأشيرات.
وذكر البيان أنه “يرجى عدم الحضور إلى مبنى السفارة بشكل قاطع”. وفي الوقت نفسه، أوضح أن مكتب القنصلية العامة في الإسكندرية يعمل بشكل طبيعي.
وفي السياق نفسه أعلنت السفارة الكندية، صباح اليوم “الاثنين” ذات الأمر إذ قررت إغلاق أبوابها حتى إشعار آخر، وذلك لدواعٍ أمنية.
وقال مسؤول رداً على خط هاتفي للطواريء بالسفارة الكندية في القاهرة إن السفارة أغلقت الاثنين حتى إشعار آخر بسبب مخاوف أمنية.
يشار إلى أن مقر السفارتين يقع فى حى جاردن سيتى ولا يفصلهما عن مقر السفارة الامريكية سوى مسافة قريبة، حيث يتخذ الامن إجراءات مشددة فى محيط المنطقة عبر إغلاق بعض الشوارع وتواجد أكمنة ودوريات أمنية بشكل دائم فى المنطقة.
ولم تمضي سوى ساعات قليلة، بعد البيان الكندى، وإذا بالخارجية الاسترالية تصدر بياناً حذرت فيه مواطنيها في مصر من هجمات إرهابية محتملة ضد المواقع السياحية والوزارات الحكومية والسفارات في القاهرة.
وقالت الخارجية في بيانها المنشور على موقع السفارة الاسترالية بالقاهرة، اليوم الاثنين: “نحن لا نزال ننصح بعدم السفر إلى محافظة شمال سيناء، وننصح الأستراليين بإعادة النظر في حاجتهم إلى السفر في أماكن أخرى في مصر، نظرا لاستمرار التوتر السياسي والتهديدات بهجمات إرهابية”.
وأكد السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، فى تعليقه على قرار السفارتين الكندية والبريطانية وقف عملهما لأجل غير مسمى، بحجة تعرضهما لتهديدات أمنية، أن الأجهزة الأمنية المصرية ووزارة الخارجية ينسقان مع تلك السفارات للوصول إلى خطة تأمين لهم.
وأعرب عبد العاطي، في تصريحات لـ “صدى البلد”، عن تمنياته بألا تبالغ تلك السفارات في مطالبهم الخاصة بالتأمين عبر إغلاق طرق أو مناطق بأكملها، قائلا: “نتوقع من تلك السفارات ألا يبالغوا في مطالبهم بشأن التأمين لكي لا يؤثر ذلك على حياة المصريين”.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية، أن الأجهزة الأمنية تراجع إجراءاتها لمنع وقوع أي اعتداءات عليها.
وقد أمر اللواء على الدمرداش مدير أمن القاهرة ، بارسال تعزيزات أمنية لمحيط مبنى السفارة الكندية، كما تم إغلاق جميع الطرق والمحاور المؤدية للسفارة واجراء تحويلات مرورية بالمنطقة ومحيطها تحسبا لاى أعمال ارهابية.
وكانت السفارة قد طالبت مديرية أمن القاهرة بتشديد الاجراءات الامنية حول المبنى تخوفا من عمليات ارهابية قد تحدث بعد تلقيهم تهديدات بتفجيرها.
وأغلقت إدارة مرور القاهرة جميع الطرق والمحاور المؤدية للسفارة الكندية واجرت تحويلات مرورية بالمنطقة.
ومن جانبه قال المقدم محمد البندارى مشرف غرفة العمليات بمرور القاهرة لـ”صدى البلد” ان عناصر المرور الموجودة بالمنطقة المحيطة بالسفارة تعمل الآن على رفع السيارات المتوقفة بجوار السفارة.
اترك تعليقاً