التهميش.. المظلومية.. الوهم التي أحرقت ليبيا وقتلت أبناءها ودمرت مدنها ورهنتها لحكام عواصم رعاية القمع والاستبداد.
التهميش، أكذوبة بشعة، محض هراء لا قيمة له، أكاذيب وأوهام، مجرد شماعة مهترئة للضغط في اتجاه تلبية ما سميت بالمطالب، هي في حقيقتها ليست سوى مطالب لخليفة حفتر وأبنائه، بعد الفشل الذريع لمشروع عسكرة ليبيا وانهياره على أسوار طرابلس نتيجة ضربات التدخل التركي القاصم الذي ألجم حفتر ومنعه بالقوة من السيطرة على مركز المال والقرار في طرابلس.
مشروع عسكرة ليبيا راهن عليه الانفصاليون ومتطرفو التيار الفيدرالي الذين تطوروا الآن إلى كائنات انفصالية تصرخ “ليل نهار”منادية بتقسيم ليبيا وتفتيتها وتشتيت أمتها.
ورغم كل ذلك فإن من يمسك بـ”سلسلة” أو “لجام” الانفصاليين ومتطرفي الفيدرالية ومن أصبح منهم تقسيميا في النهاية هو حفتر، الذي يلجمهم حينا ويطلقهم للتحريض على تقسيم ليبيا وضرب وحدتها حينا آخر.
ينتمي الخلفاء الأربعة رضي الله عنهم (رجال دولة الإسلام العظماء) إلى قبائل متمدنة تسكن الحضر كان قادتها سادة الجاهلية، مكة حاضرة العرب في زمني الجاهلية والإسلام، كانت مركزا تجاريا واقتصاديا للمنطقة العربية حينها، وكانت يفد إليها التجار “رجال الأعمال” من كل مكان، وهذا ما جعلها مركزا لتلاقح العادات والأفكار والسلوكيات.
الأعراب البدو لم يكونوا عبر تاريخهم رجالَ دولة -إلا من رحم الله وقليل ما هم- لأنهم ببساطة لا يعرفون ماهيتها أو سرها، شواهد كثيرة تؤكد أنهم في الأغلب لا يجيدون سوى العمل جلادين لدى الطغاة والمستبدين، عقولهم لا تتجاوز مدى ما يقوله لهم”شيخ القبيلة” وخصوصا إذا كان سابقا من “القيادات الشعبية” لذلك فهم حتى عندما يُقحمون في إدارة الدولة لاعتبارات جهوية أو مناطقية مثلا فهم يتعاملون مع ما يمنح لهم من مناصب بفجاجة منقطعة النظير وكأنهم يديرون”نجعا” أو “مجتمعا قرويا”.
فمثلا.. المسؤول الأعرابي الذي يريد عسكرة بلاده والزج بها أكثر في نفق التخلف والذي يقول (عيد اللحم) من المؤكد ومما لا شك فيه أنه يقول (كورة فطمن) ويقول (الحسان) عندما يتحدث عن الحلاق.
وما سبق ينطبق كذلك على من كان في زمن مضى مليشياويا شارك في تدمير بنغازي وجلادا يُدير معتقلا ترتكب فيه الجرائم كمعتقل برسس “مثلا” وقبلها كان مجرد بلطجي في موقف حافلات وفجأة ولاعتبارات جهوية ومناطقية وجد نفسه مسؤولا أمنيا على مستوى بلاد تعيش فيها أمة عظيمة وليس مجرد شعب.
في مدة ماضية كتب السفير الليبي في الأردن الدكتور محمد البرغثي على صفحته على موقع فيس بوك قائلا: “المدن والقبائل التي قدمت -عبر تاريخها- أفضل الرجال دفاعًا عن الوطن، عليها أن تُقدم اليوم أفضل وأعقل وأكفأ وأنظف الرجال لقيادة الدولة”.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً