لا شك أن تونس كانت شعلة الثورات العربية التي بدأت كنتيجة طبيعية للظلم والقهر والفقر وسيطرة حكومات موالية تُسيّر من قِبل أعداء الأمة ممثلة في أمريكا وكثيرا من الدول الغربية كفرنسا وغيرها وبأيدي وأموال حكّام العرب.
سارت الدول التي ثارت في طريق يكاد يكون مظلما وربما في كثير من الأحيان أسوء من الطريق الذي سلكته سابقا وفي الأمر تفصيلٌ لا نريد الخوض فيه هنا، سلمت تونس إلى حد ما من مؤامرات الأعداء والإخوة أعداء الحرية من الدويلات الخليجية تحديدا ولكنها ظلت تتعثر ومن ورائها حكام تلكك الدول اللعينة حيث يشيطن الإعلام الموجه في تونس كما في غيرها من الدويلات العربية كل وطني غيور ولعله من المناسب هنا وإحقاقا للحق يجب أن أشيد بالمرونة السياسية التي أبدتها حركة النهضة التونسية من أجل المرور بتونس لبر السلام والتمسك بالخيار الذي يختاره الشعب التونسي فيمن يمثله وفوتت في أكثر من مرّة الفرصة على أعداء تونس أعداء حرية الشعوب.
بعد فشل كل الأخذ والرد والمؤامرات لإسقاط تونس ها هو قيس سعيّد الرئيس المنتخب من الشعب يعلن إنقلابا واضحا على خيار الشعب المتمثل في إيقافه للبرلمان المنتخب من الشعب وللحكومة المنتخبة من أعضاء الشعب في تحدّ صارخ للدستور التونسي الذي ينص على انعقاد مجلس النواب بصفة دائمة حين حدوث أزمة ولا يعطي هذا الحق للرئيس!!!.
من يقف وراء هذ الانقلاب سؤال جدير للتوقف عنده؟ مع كل الإحترام للرئيس التونسي ونزاهته (في البداية) من الواضح للمتتبع للشأن التونسي أن الرئيس لا يملك خبرة سياسية.
في ذات السياق اطلعت على وثيقة نُشِرت على موقع “ميدل إيست آي” البريطاني وتتبعت مناقشتها من قبل سياسيين ومختصين، خلاصة الأمر أن انقلاب الرئيس سعيّد كان مخططا له، أُختم قائلا لتتجنب تونس أي انزلاق قد يكون خطير ولتحافظ على الاستمرار في مرحلة بناء الديمقراطية التي تحتاح لوعي ووقت وتضحيات، إن الشعب التونسي وحده من يملك زمام التغيير الذي يجب أن يكون عن طريق اختياره لمن يمثله في الرئاسة وفي مجلس الشعب لا عن طريق الإنقلاب الذي قد يجر البلاد إلى الفوضى وفي أهون الأحوال إلى العودة للوصاية وسلب الشعب حقة في اختيار من يحكمه ويمثله وإن رضي به البعض مصلحةً أو جهلاً كما لا يأتي أيضا عن طريق الفوضى التي تدمّر الوطن فالشعوب بوعيها تصنع التغيير، نسئل الله أن يحفظ تونس ويرد كيد الكائدين.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً