من السهل أن يُسقط طاغية بعد عُقود من زمن الدكتاتورية ومهما طال هذا الزمن فلكل ظالم نهاية كما حدث مع القذافى الذى أسقطه ثوار ليبيا الحقيقيون بإستشهاد عشرات الآلاف من الشباب الليبى ، فعندما يستفحل الظلم والقهر وإستعباد الشعوب إنتظر الثورة العارمة التى تتوجه مباشرة إلى عدو واحد وهو الدكتاتور الظالم ومن يدورون فى فلكه ،، ولكن من الصعب أن تٌسقط مجموعة من الدكتاتوريات المُصغرة المتمثلة فى (دكاكين الأحزاب) عندما تتفق مع بعضها وتُعد العُدة للسيطرة على مقاليد الأمور فى أى مجتمع فى العالم وخصوصاً عندما يكون هذا المجتمع ساذجاً وبسيطاً وسهل القيادة ، (وتعوّد أن يكون للغربال الجديد تعليقه خاصة) فهى دكاكين تجارية مصلحية وفدت علينا وتسللت داخل الوطن فى غفلة منا دون إستئذان فهى لا تجتمع إلا على المصالح المشتركة وتوزيع الغنائم ، تلك العيّنات المُستوردة من تُجار الكلمات الموسيقية إستطاعوا فى بضع أشهر أن يُقنعوا المواطنيين البسطاء بتجارتهم وبضاعتهم بينما كان الثوار يُقاتلون على الجبهات وأولئك يعرضون بضاعتهم الفاسدة على المواطنين ، تلك البضاعة التى فقدت صلاحيتها منذ زمن بعيد ولم يعد أحد يتذكّر شكلها أو مضمونها إلا بالعودة إلى مفاسدها لكى يتذكرها جيداً ويتذكر مساوئها.
لا شك أن أصحاب تلك الدكاكين الحزبيه قد تتلمذوا على أيدى زعامات خارجية مُدربة ومتقدمة فى إستخدام الهيمنة على العقول والتلاعب بالألفاظ والوعود الغير قابلة للتطبيق وبيع الأوهام وصكوك الغفران كل ذلك بأسلوب إستخدام التنويم المغناطيسى لأغلب فئات الشعب وخصوصاً الطيبين البسطاء ، حيث خرج علينا أصحاب هذه الدكاكين ومريدوهم المُسحورين بسياسة الدكاكين الحزبية فى هيئة المٌصلحين والواعظين والمُتدينين وقد إستغلوا وسائل الإعلام من فضائيات وإذاعات وفيسبوك وشبكة معلومات للدعاية لهم وحتى منابر المساجد لم تسلم منهم وبدعم من مؤسسى الدكاكين حيث أفرزت هذه الكيانات الحزبية عفواً الدكاكين مجموعة من التُبع والسُذج فى كل مدينة وقرية من الذين نُشاهد البعض منهم مثل أطفال المدارس داخل قاعة المؤتمر الوطنى العام بطرابلس يجلسون على الكراسى بكل أدب أطفال المدارس الإبتدائية ينتظرون الأمر بالكلام من سادة الدكاكين الذين سهّلوا لهم الأمر وصرفوا عليهم فى دعاياتهم الدكاكينية فهم لا يمتلكون زمام أمرهم حتى ولو كذبوا علينا يوماً وقالوا أنهم (مٌستقلون وهم يكذبون) فنحن نعرف من جاء بهم تحت مسمى المُستقلين كذباً وزوراً فقد تاجروا فى كلمة الشرف وتلوّنوا كما تتلون الحرباء لأن شعبنا طيب ويصدّق كل شئ فهؤلاء أحبار فى الخداع والغش وها هى اليوم النتائج قد ظهرت للعيان وأولها الفشل بدرجة إمتياز فى إقامة الدولة فمن يخدع مرة يمكنه أن يخدع مرات وهو ما نشاهده فى ما يسمى المؤتمر الوطنى الذى أصبح سوقاً للتهريج وساحة للمُشادات الكلامية لعرض البضاعة الفاسدة لتلك الدكاكين وما بها من بضاعة أكل عليها الدهر وشرب والتى أصبحت عبارة عن مصدر للأوبئة والأمراض النفسية والعصبية والضحك على الذقون وستؤدى بنا إلى الهاوية لو إستمرّينا فى السكوت والرضا بالأمر الواقع.
أقول … كفانا كذباً وبلعطه أيها الساسة الجدد وقلة أصل .. فروائحكم العطرة !!! بدأت تفوح فى أنحاء العالم … فبالأمس تناقلت وسائل الإعلام المختلفة خبراً مفاده أن (90) مليار إختفت من أموال ليبيا بواسطة التلاعب الذى شارك فيه البعض من الساسة الجدد أيام الثورة وللأسف المُستفيد من ذلك أولئك الذين كنا نظن أنهم معنا وساعدونا على إنجاح الثورة ولكن يبدو أنهم على صلة بالمثل الشعبى الذى يقول (من ذقنه إفتلا حبل) أى من أموالهم (بخبخ عليهم )!! فربما إلتقوا معنا فى هدف إسقاط الدكتاتور ولكنهم ليسوا معنا فى بناء ليبيا وإعادة إعمارها وأمنها وإستقرارها ، وهذا ما حصل فعلاً فقد كانت قطر على سبيل المثال تُغدق الأموال على جميع من زارها فى تلك الفترة حيث إستلم كل واحد منهم مبلغاً مالياً ونسوا أن الليبيين بطبعهم عصارى ولكن من الطبيعى ليس كلهم ولكن كان ذلك بفضل تلك الدكاكين المرتشية التى شوّهت تاريخ الليبيين حتى أن ذلك البذخ طال المجلس الإنتقالى ورئيسه فى تلك الفترة الذين إستلموا أموالاً من قطر بمئات الألوف وربما الملايين من الدولارات … على مين ياقطر!!
أقول أيها الليبيون لا شك أنكم تُدركون قول المثل الشعبى (التمر ما إجيبنا مراسيل) وأكثر من يفهم هذا المثل أهلنا فى الجنوب وخصوصاً تلك القبائل الشريفه وأعتقد أن السيد (على زيدان) سيفهم ما أعنيه بقولى.
ليبيا اليوم تسير فى طريق مظلمة وكأنها سفينة فى بحر الظلمات الذى ليس له قرار ولا أمل لركّاب السفينة فى النجاة من الهلاك سوى التمسك بأركانها الأربعة والتوجه إلى الله تعالى ليولى علينا خيارنا ولا يولى علينا شرارنا من أصحاب الدكاكين ، السفينة الليبية وقد أستنفذت وقودها وما على ظهرها من تموين ومياه وعندما تم البحث عن مخزون الوقود والإعاشة فلم يجد رُبانها من الطيبين ذلك المخزون وتذكّروا ساعتها أنهم كلّفوا بهذه المهمة مجموعة من السرّاق واللصوص من أصحاب الدكاكين الحزبية وأسيادهم لكى يزودوا السفينة بالوقود والأكل والشرب وهنا قال أحدهم (ما حك ظهرك مثل ظفرك) لقد باعونا يا أخوانا مجموعة الجلابيب والعقالات وأذنابهم من أصحاب الدكاكين .. أنا والحمد لله درست التاريخ الليبى وتعرّفت عليه عن قرب وعلى قبائله الأصيلة الجذور والوافدة من الجزيرة العربية والوافدة من وراء البحار والمشكوك فيها ،، فأهلنا فى الجنوب من قبائل الأشراف لهم أصول عريقة ولم يُعرف عنهم الغش ولا الكذب وهم من الوسطيين متدينون بطبعهم وعلى الفطرة فليسوا من المُتشددين ولا من الإنفتاحيين العلمانيين ولا من الليبراليين الإباحيين ولا من البلاعيط أصحاب الدكاكين الإنتهازيين الذين تحدثت عنهم فهم يبتعدون عن فعل العيب دائماً وربوا على قولة (عيب يا ولد) ولذلك أناشد السيد على زيدان أن يعمل (بأصله) ولا ينسى أنه من الأشراف الحقيقيين وليس كما يدعى ذلك الدكتاتور الذى كذب على الشعب الليبى يوماً ما وزّور التاريخ وجعل من نفسه شيخاً لقبائل الأشراف وهو بعيد كل البعد عنهم وافعاله الخسيسة شاهدة على ذلك . ربما أخاطب السيد زيدان بلغة قد يستغربها ويعتبرها سذاجة أو طيبة زائدة عن الحد أو إستخدام لعبارات الدغدغة !! ولكن أقول له ربما سيكون خلاص السفينة الليبية التى تتقاذفها الأمواج على يديك وأن تضع أصلك الطيب وتاريخك المُشّرف أمام عينيك وأتمنى أن لا نُصدّم فيك كما صُدمّنا فى غيرك لا لشئ إلا أنك لا تنتمى للدكاكين الحزبية المشبوهة ولم تأتى من وراء الكواليس بصفقات من الإخونجيه والعلمانيين والتى ما أنزل الله بها من سلطان . فأكشف الأوراق وأنشر خفايا من سرقوا المال العام الليبى وشكّل وزارتك كما تريد ولا تستمع إلى تجار السياسة والدكاكين وبذلك سيكون الله فى عونك ما دمت فى عون الشعب الليبى المغلوب على أمره … أللهم فأشهد .. أللهم إنى بلغت …. والله على ما أقول شهيد.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
والله أتفق مع كاتب المقال ولكن لانتهم الكل فاليبيا مطمع لكل الدول للأسف ولانستطيع أن نتهم كل الاحزاب بالفساد وبيع ذممهم ولكن ليبيا ليس بها سر فالجميع يعرف الاحزاب الممولة من قطر وغيرها ويجب علينا مقاطعة كل الاحزاب المشبوهة فى المستقبل ونسأل الله أن يوفق الدكتور على زيدان فى إختياره لأشخاص تتوفر فيهم الوطنية والخوف على البلاد والعباد والكفاءة لتشكيل حكومة تسطيع الخروج بالسفينة لبر الامان.