أصدرت الهيئة الفزانية، اليوم السبت، بياناً بشأن زيارة وفد من الجنوب الليبي لمصر وتطورات الوضع السياسي.
وتقدمت الهيئة بأطيب التهاني وأزكى الأماني للشعب الليبي الكريم بمناسبة ذكرى الاستقلال التاسعة والستين وهي ذكرى تأسيس الدولة الليبية الحديثة التي مرت منذ ذلك الوقت بأحداث جسام أثبت خلالها الشعب الليبي أنه شعب متحد مع تعددية المكونات والثقافات والاتجهات السياسية، بحسب البيان.
وأشار البيان إلى أن إرادة التعايش السلمي المشترك هي الغالبة دائما على كل محاولات تفريق الليبيين بإثارة خطابات الكراهية أو إشعال الفتن والحروب أو ممارسة الإقصاء والاستبداد أو ممارسات الاستعمار لمحو الهوية أو تواطؤ مسؤولين وحكومات على الفساد أو مجموعات خارجة عن القانون تقتات من الفوضى وانقسام مؤسسات الدولة.
ولفت البيان إلى أن الشعب الليبي بمساعدة الأمم المتحدة نال استقلاله وبعد ما حصل خلال السنوات الماضية من تدخلات دولية سلبية لازال الشعب الليبي يتمسك بوحدته ويرفض تهديد وحدة ليبيا و ينتظر توافق السياسيين في ملتقى الحوار السياسي الليبي بإشراف الأمم المتحدة مجدداً.
وأعنت الهيئة الفزانية تأييدها مساهمة الدول الشقيقة والصديقة في دعم الحل السياسي وتحقيق السلام والاستقرار وإنهاء الانقسام؛ إلا أنها تدعو لاحترام سيادة ليبيا وعدم تجاوز مؤسسات الدولة المعترف بها دولياً في أي لقاءات أو دعوات رسمية لأشخاص يمثلون المناطق أو الأقاليم أو المكونات؛ ومن ذلك الوفد الذي توجه لجمهورية مصر الشقيقة وادعى أنه وفد يمثل الجنوب وهذا غير دقيق، الهيئة تحترم الأشخاص الأعضاء في الوفد ولكنهم يمثلون أنفسهم مع احترامنا لهم؛ أما تمثيل الجنوب فلا يكون بهذا الشكل المختزل.
وأوضحت الهيئة أنها منذ تأسيسها ضمت كافة المناطق والمكونات والتوجهات في الجنوب الليبي، وتحترم كل المؤسسات والجمعيات والمنظمات التي انطلقت من الجنوب؛ كما تقدر كل الجهود الكبيرة التي يبذلها حكماء وأعيان وشيوخ فزان بهدف رأب الصدع بين الليبيين، وكذلك المطالب المشروعة بتحسين الخدمات للأهالي في الجنوب، كما تقدر الهيئة جهودهم الاجتماعية التي لا تتدخل في التجاذبات السياسية ولا تخلط الاجتماعي بالسياسي وهذه نقطة إيجابية تُسجل كتميز لمجالس حكماء مناطق الجنوب وخاصة مجلس حكماء الجفرة الذي حقق عديد الإنجازات ومنها إنجاز تبادل المحتجزين بين الأطراف الليبية شرقاً وغرباً وجنوباً.
كما أشادت الهيئة بمساعي الصلح التي بذل فيها شيوخ قبيلتي القذاذفة وورفلة جهودا طيبة أدت للصلح بين عائلتين من قبيلة القذاذفة في مدينة سبها.
وأضاف البيان: “الهيئة تأمل من جملة أعيان ومشايخ فزان إحياء جهود المصالحة في مدينة مرزق والأخذ بعين الاعتبار (مبادرة السلم الاجتماعي) التي قدمتها الهيئة الفزانية ونالت رضا أغلب أعيان وشيوخ المدينة المنكوبة والتي يقع على عاتق الجميع العمل على حل مشكلتها وإعادة السكان المهجرين إلى ديارهم فيها”.
ووصل إلى العاصمة المصرية القاهرة، يوم الثلاثاء، وفد ليبي يضم ممثلي مدن جنوب ليبيا للقاء اللجنة الوطنية المصرية المعنية بالملف الليبي، وبحث تطورات الأوضاع في ليبيا والتشاور حول سُبل حل الأزمة.
وبحسب ما أفادت وسائل إعلام مصرية، فإن “الوفد يضم 75 شخصية ليبية من شيوخ وأعيان ونخب تعكس تمثيلا كاملا لكافة الشرائح والمكونات في جنوب ليبيا”.
وأشارت وسائل الإعلام إلى أنه “من المقرر أن تستمع اللجنة المصرية إلى مطالب الوفد لدارستها، بالإضافة إلى دفع العملية السياسية في ليبيا وتشكيل لجنة للتواصل مع الجنوب الليبي”.
وقال موقع “اليوم السابع” المصري، إن “اللجنة المصرية ستدعم مواقف أبناء ليبيا لنبذ التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي في ظل محاولة البعض تعزيز النزعة الفيدرالية.
وكان رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل بحث نهاية الأسبوع الفائت مع خليفة حفتر، في الرجمة، القضايا الأمنية المشتركة بين الجانبين.
وتم خلال اللقاء مناقشة “كل الملفات الأمنية ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى بحث القضايا المتعلقة بالأمن القومي المشترك”.
اترك تعليقاً