السياسيين الليبيين خاصة المندرجين تحت مسمى المعارضة في الخارج والذين تولوا بعد 17 فبراير مقاليد السلطة يمارسون الدجل على الشعب الليبي وستظل ممارساتهم ما لم يتم ايقافهم وابعادهم عن المشهد السياسي الذي استولوا عليه باساليب اقرب للحواة منها لرجال دولة.
يخطيء السياسي الليبي القادم من وراء البحر في فهم الشعب اذا اعتقد ان مجرد التلويح بالحضارة الغربية كما يفعل علي التكبالي او وفاء البوعيسي المحسوبين على الملاك العلماني تكفل له استمرار انبهار الشعب به وبقاء سيادته عليه ومن ثم نهب ثرواته وافساد مناخه.
ثقافة الشعوب الشرقية معجونة بعدم الرضى عن الحكومات بغعل ثقافة المعارضة المتأصلة داخل الوعي الشعبي حيث ترتبط تلك الحكومات دائما بالاستبداد والقمع وضديتها للحرية.
يعود فشل المعارضة في السابق لعدم قدرتها على انتاج شخصية فذة يمكنها ان تجمع الشعب الليبي حولها ولاحقا وبعد ان استولت على السلطة الى عجزها عن صياغة المشروع الوطني الجامع والذي بامكانه انقاذ الوطن وتحسين الاوضاع مما يجعل تلك النخب تتحول في نظر الشعب الى مجموعات من الخونة والعملاء تتنافس على انتهاك حرمة الوطن والدوس على كرامته.
ان ثقافة الشعب الليبي المبنية في الاساس على التحدي ترفض داخل وعيه الحضاري أي سياسات مسبوكة في الخارج تماما مثلما ترفض المذاهب الفقهية الوافدة من الخارج… يشعرها ذلك بالاهانة …انتهاك لخصوصيتها وطمس هويتها.
اقول وبكل جسارة ان التحصيل الخارجي مهما كان مستوى احاطته يظل قاصرا عن الالمام بالداخل ومايدور فيه فهو وان جاء بعالم …جهبذ او بفيلسوف تظل معرفته محدودة ومرتبطة بالنطاق الجغرافي لمصدر تلك العلوم ….اي ان البعد عن مصدر الحدث يؤثر بصورة او اخرى على صحة وسلامة الرؤية المباشرة والمطلوبة لسبر اغوار الاشكال داخل البلد ….فالمسافة تعمل عملها في تكوين الفهم لما هو مطلوب تطبيقه ونشره وهذا امر نراه جليا في اخفاقات بعض الدعاة من رجال دين وسياسه ممن تتلمذوا على ايدي مشايخ خارج اطار المكان الموجودين فيه …الحقيقة تتغذى بالمعيوش الواقعي الحياتي اليومي الذي يتطلب ملامسة قريبة للاحاطة به ومن ثم استنباط الاحكام لعلاج أي خرق فيه …..سياسيينا الذين كانوا بالخارج وانتخبهم الشعب تحت وطأة الدعاية الغربية ليس بمقدورهم تقديم أي شي كنتيجة طبيعية لعدم قدرتهم على فهم حقيقة الاحتياج الذي بنوه على افتراضات بعيدة عن الواقع … هم في الحقيقة مواطنين ليبيين بالمراسلة لاوجود لتصور حقيقي لديهم عن الوطن …ما تكون في وعيهم سابقا عن الوطن او ما تم تشكله لديهم عن الوطن من خلال المصادر الغربية يتملكه العوار.
ولهذه الاسباب نقول ان الملك ادريس كان الاعرف والادرى بليبيا والليبيين بتفاعله العملي المباشر وتأثيره على الوعي الوطني من الاديب ابراهيم الكوني الذي برع في الحديث عن حياة الصحراء واهلها ووصف حالة المكونات الثقافية انما من هناك حيث الغرب ومن منطلق ونظرة غربية نرى كيف يكافى عليها ….الملك ادريس خلق حالة من الوعي لمفهوم الوطن من خلال معايشته ومعيشته بينما لم يكن للكوني أي صدى ادبي فاعل داخل الوعي الوطني رغم حرصه على ذلك …بعده من المصدر الاصلي يجعله وكأنه مبشر علماني يستلهم التراث كي يخبرنا عن ذواتنا … هذا يعود لتلك الحالة من الانقطاع عن الحياة اليومية ومشاكلها التي تتجدد وتتطور والتي حاول وصلها بمنظور غربي للتراث.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
ارى بالاديب ابراهيم الكوني صورة محسنة من المناضل الوطني الاردني طارق مريود التل وناهض حتر وكل ابناء التيار التقدمي الوطني لمدرسة الشهيد وصفي التل