المرأة الليبية، ومعها نساء دول ثورات التحرر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من دون نساء العالم تواجه تحديات عصيبة، فمع أن الحياة معجونة بالسعادة والألم، بالاستقرار والتخبط، بالأمان والخوف ويحكمها في ذلك ميزان فعل الإنسان من خير وشر إلا أن المرأة الليبية تعيش خصوصية صعبة ومؤلمة، فالمرأة الليبية تعيش الحياة المعاصرة بتحدياتها الجمة والمعقدة وفي نفس الوقت تعاني من غياب الاستقرار والأمان على أرضها ليبيا، وإضافة إلى انشغالاتها ومسؤولياتها كأم وربة بيت، وضغوطات الحياة المعاصرة، فهي تعيش الأزمة الليبية وتحاول أن تقتحم معتركها السياسي لتساهم في صنع الأمل والأمن والاستقرار.
تحديات الحياة المعاصرة (حلويات جنسية):
على موقع الحرة ونقلاً عن فرانس برس بتاريخ 5 يونيو 2022م يُنشر خبر عن محل يبيع الحلويات في أشكال جنسية، وهذا إن ذل على شيء فإنما يدل على الانحطاط الذي تعيشه الأمة الإنسانية. بل عندما، باسم التحرر تهدم الأسرة، وتغتال، بالسماح للمثلية أن تنتشر دون رادع. بل وتسن قوانين لحقوق المثليين تبني أطفال والسؤال هنا إلا تغتال الأسرة التي تؤسس من ذكر وأثنى وأطفال، وللمرأة الدور الأكبر وجدانيا وعاطفيا. فالأمومة التي تنعم بها الحيوانات وجميع الحشرات والطيور والأسماك تحرم منها الإنسانة المرأة اليوم بحجة التطور والحداثة وحركة الاقتصاد.
في دراسة قامت بها مؤسسة “مورغان ستانلي” المالية: “ارتفاع اقتصاد هي (الاقتصاد الأنثوي) The Rise of She Economy” مع 2030 النساء، بالمجتمع الغربي، بأعمار ما بين (25-40) واللاتي يزيدن عن نسبة 50% وبحوالي 52 إلى 54% وهن المؤهلات للزواج سيصبحون عازبات، لذلك سيكون فرص الاستثمار والربح، من جانب نفعي بحث، في تجميد البويضات وتقنيات التكاثر وما يرافقها من بدائل عن الرجل القطط والكلاب! وسيصفون بأنه نجاح باستقلالية المرأة!
فلا يمكن فصل المرأة الليبية عما يحصل في العالم من انحطاط أخلاقي وتشويش قيمي، والفهم الخاطئ للاستقلالية ولا أيضاً ما يحصل من نهضة علمية وتكنولوجية.. لا ننسى بأن الاضطهاد الذي عاشته المرأة، جبناً إلى جنب مع الرجل، عبر التاريخ من عبودية واستغلال ديني واجتماعي في الماضي كان له الأثر السلبي إلا أن تلك الممارسات دينية أو اجتماعية كانت إلى حد ما محدودة التأثير. أما اليوم فنجد أن ما يصل إلى المرأة والرجل من خير وشر متيسر وتلعب التكنولوجيا والرأسمالية النفعية الشرهة لاستغلال الجميع وخاصة المرأة حسب دراسة “مورغان استانلي”.. فكيف يخطر ببال صاحب مصنع حلويات أن يبتكر صناعة حلويات على شكل أعضاء جنسية؟!.
يرى الكاتب بأنه لا يمكن عزل المرأة الليبية عما يحصل في العالم ولا عما يحصل في ليبيا والتي كان لها تأثير مباشر على نفسية المرأة وظروفها الاجتماعية والاقتصادية وكذلك السياسية.
التحديات والتجربة الوطنية:
المجتمع الليبي كأي مجتمع تتلاطمه أمواج لأفكار الخير والشر، إلا أن ما يملكه من الخير قد يوازن، ويخلق حالة من التوازن، مع المرآة المتأزمة في ليبيا. يكفى أننا نتمسك بقول رب العزة وهو يقول: “إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيراً والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً” سورة الأحزاب آية رقم (35). فمع مبدأ المساوة المحتشم تختم الآية بذكر الله وبذكره تكون المحافظة للرجل والمرأة، فبدونها يهتز صفة التكريم.
ما عاشته المرأة الليبية من حروب أهلية خسرت فيها الأب والأم والزوج والأخ/ت والأبن/ة وكذلك القريب/ة والجار/ة والصديق/ة له آثاره النفسية السلبية بل والتحدي الذي عليها مواجهته لا يكون إلا بالعمل على تجاوز الأزمة والسعي في حلها.
ما تعيشه المرأة الليبية من تحديات يفرض عليها أن تكون أكثر فعالية في حل الأزمة الليبية وذلك للأسباب التالية:
- الألم المركب الذي عاشته المرأة الليبية وتعقد مسؤولياتها يفرض عليها أن تكون صاحبة زمام المبادرة في الأزمة الليبية
- الصراع الحربي الذي تصدره الرجل بالتأكيد سيجعلنا نتوقع أن المرأة ستكون الأفضل لو تدخلت في حل الأزمة
- توجد خبرة في العمل المجتمعي السلمية للمرأة الليبية والتي يمكن أن تساعدها وتشجعها على العمل في مجال حل الأزمة الليبية
- يوجد انحياز من المجتمع الدولي، احياناً غير مبرر، للمرأة وحل الأزمة لا بدأ أن يكون من خلاله
- تجربة وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية، وبغض النظر عن رأينا في مسألة خلعها لغطاء الرأس، فقد أدت دورها بهدوء مقبول للأغلبية. وهذه التجربة يستأنس بها
مستقبل ليبيا والمرأة:
لا يستغرب الكاتب أنه بحصرنا على التمسك بتقاليدنا كمحافظين، كما يقول رب العزة : “الحافظين والحافظات” وبالانفتاح على ما يعيشه العالم من ثورات: معلوماتية، وحقوقية، وتكنولوجيا اتصالات تستطيع المرأة الليبية أن تلعب الدور الأساس والرئيس في حل الأزمة بل وتتصدر المشهد محلياً ودولياً.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً