أستوقف الكاتب ما سمعه على قناة سي إن إن (CNN) من مقترحات باستدعاء قانون التمرد وحظر التجول بعد تنامي المظاهرات بمدن أمريكية نتيجة التعاطف الشعبي الذي لقيه مصرع جورج فلويد على يد شرطي.
الإجراء الأمريكي يتزامن اليوم مع إعلان بعثة الأمم المتحدة بقبول الجلوس مع المتمرد على السلطة الشرعية وإرادة أحرار فبراير! ولليوم الثاني يتنامى التظاهر بنُزول عشرات الآلاف المتظاهرين بمدن مختلفة بأمريكا مما استدعى أنزال الجيش والحرس الوطني للشوارع إضافة للشرطة!
حرام على واشنطن حلال على طرابلس!
لا ندري مع الوعي الجمعي لشعوب العالم ومع ثورات الحقوق والمعلومات والاتصالات يريد العالم، المتمثل في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، اليوم من الشعب الليبي قبول المتمرد الداعشي حفتر، الغازي للعاصمة المرتكب لجميع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، أن يكون له كرسي على المفاوضات (5+5) والسيد ترامب يرى من حقه نعت متظاهرين غاضبين بعد قتل شرطي لمواطن أمريكي بالفوضويين والمخربين ومتمردين ولكن في المقابل العالم يقبل الغزاة قتلة المدنيين بالعاصمة من أطفال ونساء وعجائز بالوطنيين ويمنحونهم حق التفاوض على ترتيبات وقف الحرب ومستقبل ليبيا!.
في أمريكا السيد ترامب يقول بأنهم مع “الإبداع وليس التخريب” ويطلب من حكام الولايات بالحزم ضد المتظاهرين ونعتهم بأعمال الإرهاب، ويكلف مارك ميلي رئيس الأركان بفرض حظر التجول وأمر بنشر قوات الحرس الوطني بـ 24 ولاية.
وفي ليبيا ينادي ترامب والمجتمع الدولي بجلوس الحكومة مع من قصف عاصمتها بالطائرات والمدافع وقتل المدنيين الأبرياء! ما هذا العالم المنحط الذي نعيش اليوم؟.
الاستبداد لليبيا برعاية فرنسية ولأمريكا الديمقراطية:
مع إصرار حكومة فرنسا في دعم الاستبداد في ليبيا بحيث يكون تختزل إرادة الشعب الليبي في صوت واحد لدكتاتور مستبد! ومحاربة أي محاولة لتأسيس دولة ديمقراطية مدنية يكون فيها صوت الشعب مسموعاً!.
هل هو حلال عليهم حرام علينا؟ أوباما وبايدن يخففون الضغط على أمن أمريكا بالدعوة لضرورة أصلاح النظام الجنائي والحقوقي وربما هذا ترويج لحزبهم في الانتخابات القادمة وهذا جيد، ولكن لماذا في ليبيا تُخفض الأصوات الرافضة لقبول الجلوس مع الغزاة؟ ممن يمثلون الداعشي حفتر ولا يختلفون عنه! ليي ذراع الشعب الليبي بقبول الغزاة المرتزقة متعددي الجنسية وورائهم دول في مجلس الأمن وأخرى إقليمية مختلفة معهم إسرائيل.
شراهة فرنسا الاستعمارية في ليبيا قبلت بروسيا أن تساعد الداعشي حفتر بمشاركة مرتزقة فاغنر وغضت أمريكا النظر بعد أن أوهمها بيادقها في الشرق الأوسط الإمارات والسعودية ومصر بجاهزية الداعشي حفتر لاقتحام العاصمة طرابلس والسيطرة عليها في أيام إلا أنه وبالصمود الأسطوري لأحرار البركان وأنصار فبراير والدولة المدنية، تم صد غزو عصابات ومجرمي الداعشي حفتر المدعومين بحوالي عشرة دول منها أعضاء في مجلس الأمن! وبقيادة حكومة فرنسا! وقد تنوع الدعم بالمال والسلاح والمخابرات والإعلام والسكوت عن الانتهاكات ضد الشعب الليبي.
ولكن.. بمشيئة الله تترتب الأقدار، والحمد لله، أن تجد الجمهورية التركية مصلحتها في تفعيل مقترح الاتفاقية البحرية التي بدأت قبل حوالي عقدين والتي تحررها من تآمر الدول الأوروبية وعزلها عن البحر الأبيض المتوسط ولضمان ذلك يتطلب الأمر اتفاقية أمنية عسكرية مما كانت دعماً لأحرار فبراير في تحولهم من حالة صد العدوان إلى الهجوم على مرتزقة الداعشي حفتر مما مكنهم من تحرير جميع مدن الساحل وجبل نفوسه وقاعدة الوطية التي كانت مجهزة بأحدث المعدات العسكرية والحربية وأجهزة التشويش والمراقبة الاستخباراتية!.
نعم لرفض حوار المتمرد !
مع أننا نؤمن بأنه في السياسة لا يوجد عدو دائم ولا صديق دائم ولكن المعركة اليوم على أسوار العاصمة طرابلس ضد متمرد على الحكومة الشرعية المقبولة من أحرار فبراير الذين اسقطوا الدكتاتور المستبد الهالك معمر القذافي فكيف يفرض عليهم الجلوس مع المتمرد على هذه السلطة الشرعية؟ الحكومة التي شرعن لها الشعب الليبي وأحرار فبراير بقبولها قبل اتفاق الصخيرات بالمملكة المغربية التي برعاية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي!
إذا السيد ترامب يستدعي الجيش والحرس الوطني ويطلب التشدد ضد المتظاهرين ونعت التظاهر بالتمرد فهل سيقبل أحرار البركان وحكومة الوفاق بالجلوس مع متمرد؟ لو عجزت حكومة الوفاق على حماية مشروع الدولة المدنية فعلى أحرار فبراير النزول للشوارع لحماية مدنية فبراير ورفض أي جلوس مع المتمردين.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً