هلنا فى البادية لديهم الكثير من الموروث الحضارى الذى يًعبر عن حياتهم الصادقة السهلة التى لا تتحكم فيها القيود أو يُعرقلها المفهوم السياسى أو الإجتماعى وحتى الإقتصادى فهم لا يهتمون بفتح الحسابات المصرفية والأرصدة بالعملة الصعبة لأن إيمانهم بالله اكبر من ذلك ويثقون فى أن الرزق من عند إلله وأن المال الحرام من أفعال الشيطان وصاحبه إلى جهنم وبئس المصير.
فحياتهم سهلة لا يمكن أن يتصورها أبناء المدن الذين يعتبرون كل شئ صعب ، فإذا دقّت الطبول فى النجع من أجل الرحيل وراء العشب والمطر والرزق فالكل يكون جاهزاً فى خلال ساعات أو أقل فليس لديهم من أثاث الدنيا سوى (بيت شعر أو بيت ربيع) ومعدات بسيطة لا تتطلب وسائل نقل ، بل يتم وضعها على ناقة أوجمل ويتوكلون على الله الخالق الرزاق.
ولا شك أن موروثهم الحضارى الذى يحترمونه أصبح من المعالم التى تُسيّر حياتهم وهى تلعب دوراً فى تاريخهم القديم والحديث وكم هم يفاخرون بالقول المأثور لديهم وهو (عز البوادى كل يوم رحيل) فهنياً لأهلنا فى بادية الأمة الليبية من عرب وأمازيغ وتبو وطوارق جميعهم تربط بينهم تلك الحياة السهلة وعاداتهم التاريخية وعلاقاتهم الإنسانية من كرم وفزعة وإحترام للجار وعدم الإساءة للغير فما بالك للأهل وأنباء الوطن.
بيت المؤتمر الوطنى الذى كنا نظنه بيت من بيوت الربيع ، أصبح اليوم بدون إرواقات وكل ما بداخله مكشوف وعلى عينك يا تاجر وبدأت أوتاده التى أسس عليها تتساقط واحداً بعد الآخر إما بالإستقالة أو بالإبتعاد أو بعدم حضور الجلسات عندما شعر البعض أنه لا فائدة منها ولا تُثمر عن شيئ خوفاً من تسجيل مواقف قد تكون لعنة تاريخية على هذا العضو أو غيره ولذلك رأى البعض حفظ ماء وجهه وسمعته وعائلته وأبنائه ومدينته.
أقول للسادة … فى المؤتمر الوطنى من جميع مكونات الأمة الليبية ، عليكم بتدارك الحقيقية فما بُنى على باطل فهو باطل لقد أسستم هذه المؤسسة السياسية على الغش والكذب ورفع الكثير منكم شعار (مستقلون من أجل خدمة الشعب ) كذباً وزوراً وإستخففتم بأهلكم ومواطنيكم ونصبّتم أنفسكم مُلوكاً وسلاطيناً لتقودوا هذا الشعب الطيب العظيم الذى أوصلكم للكراسى فدعاكم الجشع والطمع الذى إمتلئت به نفوسكم السيئة إلى وضع أنفسكم فى مراتب أكبر من مراتب من جاءوا بكم إلى هذا المؤتمر سيئ السمعة والصبت.
لذلك … عليكم اليوم بالرحيل دون مراوغة ولا تحاولوا المماطلة ، ومن حق الشعب الليبى عليكم أن تُسلّموا هذه الأمانة التى خنتموها ولم تصونوها بل أسأتم إليها كثيراً ، هذه الأمانة لابد أن تسلّموها لأيادى نزيهة ووطنية ، ومبروك عليكم كل ما إستفدتموه من ميزات وأموال نُهبت من الشعب وحتى ما دخل فى بطونكم من السحت والحرام فى مطاعم ريكسوس وفنادق أوروبا فى مهمات رسمية لستم فى مستواها ، وأعلموا أن هذه الخيانات والإساءات التى إقترفتها أيديكم قد تولاها الخالق سُبحانه وتعالى ونحن المواطنون الليبيون الذين سلّمناكم الأمانة بحسن نية سنتابع كل واحد منكم لنرى قدرة الله فيه .
وعلى كل من يحاول منكم أن يُظهر نفسه بالبطل صاحب الإيدولوجيا العالمية التى أساءت لشعبنا العظيم كما أساءت إلى شعوب عربية مجاورة ، هذا الشخص الذى يتبع تلك الإيدولوجيا المشهورة الذى قال على الهواء مباشرة (نحن سنبقى ولا يؤثر فينا من يتظاهر اليوم)!!.
هذا الشخص البسيط الساذج المُستقوى علينا بتلك الجماعة العالمية المشبوهة التى تصالحت مع النظام السابق وإستلمت منه التعويضات والهبات بمئات الآلاف بل الملايين من أموال الشعب الليبى ، تلك الجماعة التى كانت تهدف إلى أن تكون ثروات الشعب الليبى وأرزاقه (بيت مال جماعته ومثيلاتها) .. فأحذر يا هذا وأنظر للخلف قليلاً لكى تتعض فنحن لم نرى أمثالك إلا بعد ذلك الرتل الذى أبيد على بكرة أبيه على مشارف مدينة الثورة بنغازى أو ربما لم تخرج أو يخرج أمثالك من جحورهم إلا بعد تحرير الوطن.
ولو كان من فى المؤتمر الوطنى يفهم الكثير عن تاريخ أمتنا الليبية بجميع مكوناتها لما أصر أحد من ساسة الكذب بالتواجد فى هذا المؤتمر إحتراماً لليبيا ولأهله ولمدينته أو قريته ولكن يبدوا أن المكاسب المادية والمناصب تُغيّر العقول والنفوس المريضة التى خانتها المواقف ونسيت التاريخ ولو للحظات.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً