يُحي الشعب الليبي الذكرى السبعين لاستقلال ليبيا التي تُصادف الرابع والعشرين من شهر ديسمبر من كل عام، والذي جاء تأسيسا على القرار 289 الصادر عن المجتمع الدولي في 21 من نوفمبر 1949.
وتأتي هذه الذكرى التي جاءت تتويجاً لنضال الليبيين عقوداً طويلةً منذ أن وضع المستعمر الإيطالي أقدامه على الأرض الليبية عام 1911 وحتى الإعلان عن استقلال ليبيا عام 1951 ميلادياً.
وتمر يوم الجمعة، الرابع والعشرين من شهر ديسمبر، الذكرى السبعين لاستقلال ليبيا، وتحررها من الاستعمار، بعد ملحمة من الكفاح المرير خاضها الشعب الليبي، وقدم فيها قرابة نصف تعداده شهداء في سبيل حرية بلادهم واستقلالها عبر سلسلة من المعارك البطولية على امتداد عقدين من الزمن مجسدة الوحدة الوطنية وإصرار الليبيين على تحرير بلادهم من الاحتلال الإيطالي.
وإلى جانب معارك الجهاد، خاص الشعب الليبي، العديد من المعارك السياسية في المحافل الإقليمية والدولية كافة، والتي تُوِّجت بإعلان الاستقلال في مثل هذا اليوم الرابع والعشرين من ديسمبر عام 1951.
ففي مثل هذا اليوم، قبل سبعين عاما أعلن الملك “إدريس السنوسي” من شُرفة قصر المنار بمدينة بنغازي للعالم وللشعب الليبي، أن ليبيا أصبحت دولة مستقلة حرة ذات سيادة ، تتويجا لجهاد الشعب الليبي، وتنفيذا لقرار هيئة الأمم المتحدة.
لقد مثّل يوم الرابع والعشرين من ديسمبر 1951 حدثاً تاريخياً هاماً في حياة الليبيين، وانتقلت فيه ليبيا إلى مصاف الدول المستقلة، ذات السيادة وصارت عضواً في الأمم المتحدة، لها نظامها السياسي وعلمها ونشيدها، وكل مؤسساتها السيادية، والإدارية، ودرجت منذ ذلك اليوم في طريق البناء والتقدم، والتنمية والازدهار.
ورغم شحِّ الموارد، وقلة الإمكانيات، وأعباء سنوات الحروب والدمار، والمجاعة والفقر، تمكن المؤسسون الليبيون الأفذاذ، من تكوين دولة من العدم، واستمروا بجهد وعمل دؤوب في طريق الاستقلال والتنمية وتمتين علاقات الدولة الوليدة، بجيرانها وبكل دول العالم.
ودخلت ليبيا بذلك في عصر جديد، وكانت بداية نهضة ليبيا الحديثة منذ ذلك التاريخ.
ولقد كان لهذه النهضة أن تستمر في طريق التنمية والبناء، شأنها شأن كل نهضات الشعوب والدول من حولنا، ولكن القدر كان لها بالمرصاد!!، ففترت الهمم، وتعثرت الخطى، ودخلت ليبيا، أو أُدخلت في متاهات، ودروب لم تخرج منها حتى اليوم.
ويحتفل الليبيون بالذكرى السبيعن لاستقلال بلادهم، وهم على أمل ان يحل العام الجديد وليبيا تنعم بالامن والاستقرار والازدهار.
ويتطلع الشعب الليبي وهو يحيي هذه المناسبة إلى أن يعم الامن والاستقرار والازدهار ربوع الوطن كافة، وتتحقق المصالحة الوطنية المنشودة وتكون الكلمات والافعال بعمق المحبة لليبيا والتآزر على بنائها بإخلاص وايمان، وبأنها بلد واحدة وموحدة للجميع من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب ولن تكون إلا لمن يعمل على تضميد جراحها، وبعث الحلول الناجعة لبناء الدولة الديمقراطية الحديثة التي يتعاون فيها الجميع من أجل بناء الدولة الموعودة التي حلم بها شهداءها الأبرار وعرق أبناءها الأوفياء.
ويأمل الليبيون وهم يحيون ذكرى هذه المناسبة المجيدة، أن تحل هذه الذكرى فاتحة لعام جديد يعم فيه الخير والطمأنينة تجرى فيه الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وتنتهي فيه المراحل الانتقالية لتبدأ عملية التداول السلمي على السلطة وينعم هذا الشعب بعظمة وعراقة تاريخه بالحرية ويتجاوز كل المحن ويتوجه الى العمل والبناء لتحقيق دولة القانون والرفاهية والشفافية والنهضة العلمية والتنموية في شتى مناحي الحياة.
اترك تعليقاً