ما يخلفه الاستبداد العسكري، وقبل إلحاق الهزيمة الكاملة به، من قتل للمدنيين ودمار لبيوت الأبرياء وزع للألغام والمفخخات ببيوت المُهجرين الهاربين من شر مدافع الهاوزر وصواريخ الغراد لا ينم إلا عن كراهية مفرطة لحياة السلم والآمان النسبي التي عاشتها طرابلس وبدأت تتلمسه وهي تواجه مؤامرة دولية لزعزعة أمنها وبمعاونة مخلفات زريبة الجماهيرية. بعزيمة أحرار فبراير من قوات بركان الغضب والمجموعات المساندة تم صد هجوم الغزاة من: عصابات الداعشي حفتر ومرتزقته متعددة الجنسيات المدعومين بالمال والسلاح وبتغطية سياسية دولية وإقليمية .. ألا أنه وبعد الاتفاقية الدفاعية الأمنية مع جمهورية تركيا أنتقل أحرار البركان إلى خطوات هجومية وعلى أثرها حررت جميع مدن الساحل الغربي وقاعدة الوطية ومدن جبل نفوسه والتقدمات اليوم نحو تحرير مدينه ترهونه من براثن المجرمين.. ولكن السؤال كيف سيدخل أحرار البركان ترهونه بعد أن استخدمها الداعشي حفتر كغرفة عمليات ومركز إمداد للعصابات التي تقصف المدنيين وتقض مضاجعهم بصواريخ الغراد ومدافع الهاوزر؟ وقبل الإجابة عن السؤال علينا أن نعرف كم هو حجم الكراهية التي جلبها الداعشي حفتر من الرجمه؟
الداعشي حفتر وصناعة الكراهية!
لقد نجح الداعشي حفتر في دخول بنغازي ودرنه معتمداً على آلة إعلامية شريرة دعمته بها دول متعددة بأموال وأخرى بخبرات فنية واستخبارتية لصناعة الموت وكراهية الأخر! وبدون تعريف واضح لمن يكون الأخر استطاع إعلامه المتوحش وداعميه خلق حالة من الرعب والموت والذُعر التي عاشتها المنطقة الشرقية وخاصة بنغازي بتصفيات احترافية رافقتها بعض الجرائم الانتقامية والقبلية! لكن وبصيغة المبني للمجهول استطاع أن يقنع أهل بنغازي بأن هناك خوارج وأخوان مسلمين ومقاتلة يجب القضاء عليهم وساعد إدعائه تسريب وزرع بعض المتطرفين بالمنطقة الشرقية لإثبات حالة التطرف بها!
الهستيريا والخوف التي عاشها أهالي بنغازي تحديداً والمنطقة الشرقية عموماً خلق حالة نفسية مضطربة ومستعدة لاستقبال أكاذيب الإعلام الفاجر للداعشي حفتر مدعياً فيه بأن أهالي المنطقة الغربية وخاصة الطرابلسية مختطفين من قبل الإرهابيين المسيطرين على ثروات ليبيا والمنطقة الشرقية تعيش ضنك العيش وبهذه الأكاذيب أستطاع أن يضم لمؤيديه مجموعات انتقامية وقبلية ويشحن أنفسهم بالكراهية والحقد والحسد الأعمى بالإضافة إلى ضم مجموعات السلفية المدخلية، صناعة المخابرات السعودية، التي تصنع كراهيتها بالتكفير لمخالفيهم من معتدلين وصوفين وأمازيغ إباضية!!!
عقد الداعشي حفتر النفسية فاضت بالكراهية والمُفخخات !
مع التصريحات الأخيرة للأمين العام للأمم المتحدة حيث يقول :”بعثتنا في ليبيا وثقت مقتل ما لا يقل عن
58 مدنيا وإصابة 190 آخرين في الفترة من 1 أبريل إلى 18 مايو ” مما يوضح للجميع كيف انفجرت عقد الداعشي حفتر ليعطي تعليماته باستهداف المدنيين في طرابلس بعد فشل عصاباته ومجرميه ومرتزقته متعددة الجنسيات في دخولها، بل وصل الأمر لأمطار طرابلس في ليلة واحدة بأكثر من 150 صاروخ. وبعد أن أثبت أحرار البركان وبدعم الطائرات المسيرة التركية القدرة على قنص الدفاعات الروسية بانتسير واعتقال أحدى هذه الدفاعات وربطها على أسوار سرايا طرابلس ليرغموا المرتزقة الروس على الانسحاب، وبالتنسيق مع غرفة عمليات بركان الغضب، ولكن الواضح أنه صدرت التعليمات بتفخيخ أكبر عدد من البيوت تنفيذاً لتعليمات الداعشي حفتر! فسلوكه الداعشي المتدعدش مازال ملتصقاً به ولا يختلف عن أخوته من دواعش سرت!!!
ستمتص فبراير الكراهية التي جلبها حفتر الرجمه!
مع الكم الهائل للكراهية التي جلبها مرتزقة ومجرمي الداعشي حفتر للمنطقة الغربية إلا أن أحرار فبراير علمتهم التجربة الماضية ضرورة امتصاص تلك الكراهية التي يصنعها أعداء فبراير وإفشال مخططاتهم المفخخة بالحقد والحسد والكراهية. وقد استوعب الكثيرين من أنصار فبراير ونشطاء المجتمع المدني بأن السلام هو الذي يصنع الحياة والتقدم والكراهية لا تصنع الموت والدمار. وكخطوة استباقية حرص أحرار فبراير على تهدئة الوضع تقريباً بجميع المدن التي تم تحريرها من براثن مرتزقة الداعشي حفتر وعصاباته الإجرامية وسيعزز السلام بين الأسرة الليبية الطرابلسية التي وقعت فريسة للاصطفاف مع أو ضد فبراير والذي وصلت فيها الكراهية ذروتها بمدينة ترهونه! فكيف يكون السلام مع أهلنا بترهونه؟
تحرير ترهونه من الكراهية وحِضنها بالسلام!
لا يكفي تحرير أهالينا بترهونه من مجرمي وعصابات ومرتزقة الداعشي حفتر وخاصة بعد أن لعب إعلام الداعشي حفتر على ضخ الكراهية في اهالي ترهونه وأذكاها التصرفات الاجرامية التي ارتكبتها عصابات الكانيات ضد أهالي ترهونه حيث خلقت حالة من الرعب والخوف بينهم، لذلك لإفشال مخططات الداعشي حفتر وعودة ترهونه لحضن سلام الوطن وسحب فرصة المجرمين من إشعال نار الفتنة، على أحرار فبراير طمأنة أهالي ترهونه والسعي لبناء السلام. ودعوة السلام هذه تتطلب مشاركة جميع مؤسسات المجتمع المدني في ليبيا لإحباط مخططات الداعشي حفتر الهادفة لنشر الكراهية وعلى الخيريين ترسيخ ثقافة بناء السلام العادل والشامل والدائم في عموم ليبيا وفي ترهونه بصورة خاصة لضمان الخروج بليبيا إلى واحة السلام والآمان ويتسنى لنا بناء الدولة المدنية الديمقراطية المنشودة.
عاشت ليبيا في أمن وسلام .. عاشت ليبيا حرة .. تدر ليبيا تادرفت.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً