بقلم الشيخ الصادق الغرياني
بسم الله الرحمن الرحيم
هل قصف المدن في ليبيا بالطائرات تحت رعاية دولية؟!
توسَّعَت قوات حفتر في قصف المدن الليبية بالطيران، فبعد القصف المتواصل على مدى شهور لـ #بنغازي، ومؤخرا على جبهة #ككلة، أغراهم حال ردود الفعل السلبية من وزارة الدفاع ورئاسة الأركان على الازدياد، فصارت طائراتهم المقاتلة تحوم الأجواء بأريحية تامة، يرهبون الحياة المدنية الآمنة حيثما أرادوا، دون رادع ولا رقيب، قصفوا مزرعة في الزاوية، أحرقوها ودمروا ما فيها من الدواجن، تقدر بعشرات الآلاف، قصفوا صبراتة و زوارة مرارا،وآخرها هذا اليوم على السلع التموينية، ومطار امعيتيقة على مدى يومين، وهم يعلمون أنه يستخدم مطارا مدنيا لخطوط الطيران الدولية، قصفوه في وقت الذروة، وهو مكتظ بالمسافرين!
كانت الطائرات المغيرة تنطلق من مدرجات في حقول وموانئ النفط، ومن قاعدة الوطية وغيرها من المدرجات، التي أبقاها تحت سيطرة الانقلابيين وأعداء الثورة من كانوا يعدون لهذا اليوم!
ينفذ كل هذه الجرائم الشنيعة المنكرة ضد الإنسانية، وهذه الانتهاكات المخزية لحرمات الناس وحياة الآمنين – انقلابيون، بالتحالف مع من حكمت المحكمة العليا عليهم في طبرق بفقد الشرعية، وبدعمٍ من تدخلٍ عربي سافر، صرح حفتر مؤخراً بأسماء بلدانه، يحدث كل ذلك على مرأى ومسمع من مجتمع دولي، لا يزال يقاطع من حكمت له المحكمة العليا بالشرعية، بدعوى أنه لا يزال ينظر في حكم المحكمة،فهل لهذا النظر في حكم المحكمة نهاية، أم هو نظر يستمر إلى مالا نهاية!
لم تصدر من المجتمع الدولي ولو إدانة حقيقية لهذه الجرائم، وهو من يقول: إن دوره هو دعمُ المؤسسات وحكمُ القانون!
فهل ما يقوم به المجتمع الدولي على هذا النحو في ليبيا حقا يساعد على أن يحكم في ليبيا القانون؟!!
ثم إذا ما اضطر ثوار فجر ليبيا الآن إلى الدفاع عن أنفسهم، وحماية المدن من هذا القصف العشوائي المدمر، متمسكين في دفاعهم بالحفاظ على شرعية الدولة، ووجوب احترام حكم القضاء،وجدوا إعراضا آخر من المجتمع الدولي عن حكم القضاء، فأحال قضيتهم على السياسة واستهان بالقانون!
فيا عجباً من الأمم المتحضرة ذات العراقة في الاحتكام إلى القانون، وعجبا من المؤسسة الأممية الراعية الأول في العالم للقانون!عجبا لهم كيف يدوسون القانون بالنعال، وينبذونه وراء الظهور، ويتذرعون في نبذه بالسياسة، لنصرة فريق على فريق!
فهل هو مبدأ جديد تُرْسيه الهيأة الأممية في العالم للإطاحة بأحكام المحاكم وإبطال القوانين، بذرائع السياسة ؟!
ثم إذا ما أضيف إلى هذا كله، ما نسمعه من المجتمع الدولي من بيانات، بخصوص فجر ليبيا، ازداد أمر المجتمع الدولي تعقيدا!
بيانات يلوحون فيها بعقوبة الثوار الذين يدافعون عن استهداف المدنيين في بنغازي وككلة، والتلويح بملاحقتهم، بحجة التحريض على العنف، وأنهم لا يَدْعون للتهدئة، ويخوفونهم بالإدراج في قائمة الإرهاب، التي تُعد سلفا للمجتمع الدولي من عناصر حكومات ليبية مُقالة، فاقدة للشرعية، وعدد من أعضائها مطلوبون للتحقيق لدى النائب العام في قضايا فساد واسعة!
والعجيب أيضا أن الغرب يصدق هذه البلاغات، مع علمه أنها عارية عن الصحة!وأنها بلاغات كيدية من خصوم الثورة!
اترك تعليقاً