بفضل من الله تعالى سينقضي الوباء وتعود الحياة إلى طبيعتها، قف.. كلا.. ليس صحيحا بالكامل!.
لن تعود الحياة إلى طبيعتها، بل سنخرج من الأزمة بمفاهيم جديدة ورؤية مختلفة للعالم من حولنا.
ستصبح معظم الدوائر الحكومية المكتظة بالموظفين والمراجعين مكتبات ومراكز ثقافية، لأن المعاملات ستكون إلكترونية وبريدية، ويعمل أغلب الموظفين من منازلهم، ويدعمهم عدد محدود من زملائهم ممن سيرتادون أماكن عملهم كالمعتاد.
ستتحول معظم الكليات النظرية –بعد تحويل الدراسة إلى إلكترونية- إلى مبانٍ ومرافق للبحث العلمي؛ في مجالات الذكاء الاصطناعي، والنانو تكنولوجي، والكيمياء الحيوية، والمعلوماتية، والأمن الغذائي، والطاقة المتجددة، ومعالجة المخلفات، وتطوير وسائل الري، وغيرها من المجالات التي تمثل عصب المستقبل لأي أمة تسعى للنهوض.
سيكون تكريس الموارد المناسبة للبحث العلمي في الأمراض والأوبئة سياسة مبدئية لأي حكومة تسعى لحماية شعبها من الانقراض، وتهتم بإسعاده ورفاهيته، وتجتهد ليتبوأ الوطن مرتبة رفيعة بين الأمم.
ستتحول السياسة إلى تسابق نبيل ومحموم من أجل الوطن والمواطن، وستغيب المطاعنات الحزبية السقيمة لتصبح البوصلة الوحيدة هي المصلحة العليا.
سيصبح التدريس في معظم المراحل الدراسية إلكترونيا، وبذلك تقضي الأسر المزيد من الوقت مع أبنائها وبناتها، فتنتهي الغربة المريرة بين الأجيال، وتنخفض بالتالي معدلات الجريمة.
سيضحى الاهتمام بالبيئة وصحة المجتمع ممارسة متجذرة في العقل الجمعي والسلوك اليومي للشعوب بصرف النظر عن القوانين الرادعة.
سيغيب مئات الآلاف من الموظفين والطلاب عن شوارع المدينة، فيختفي الازدحام المروري، ويقل التلوث، وتتحول الضوضاء التي تصنع التوتر ظاهرة من الماضي.
الأهم من ذلك كله، أن تلك القلوب التي عاشت رعب الوباء ستغتسل من أدران الحقد والحسد والأنانية التي حطت كثيرا من قدر الإنسانية، لتكتسي أثواب النقاء والإيثار والمحبة.
مرحبا بذلك العالم الجديد!.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً