معارك سرت على مر التاريخ له مفارقات وخبايا كثيرة قد لا تظهر للعيان من أول وهلة، وقد تطمس رسمياً حتى لا يعرف أحداً حقيقة الأمر من الخيال. معركة القرضابية مثلا وقعت جنوب سرت يوم 29 أبريل 1915م (أي قبل مئة عام وواحد بالتحديد)، وكانت قوات قبلية كثيرة من الغرب الليبي بشيوخها تحت إمرة القائد العسكري مياني تزحف لفتح الطريق المقفل من حمد سيف النصر وحلفائه في المنطقة الوسطى والتى تحول دول تواصل الغرب بالشرق الليبي لفائدة المستعمر، خبايا موافقة كل من السويحلي وعبد النبي بالخير للاشتراك في المعركة لم تتعرض له الكتب المدرسية، والقصة معروفة بانسحاب عبدالنبي بالخير إلى بن وليد قبل المعركة بقليل، ووقوف السويحلي متفرجاً في البداية على المعركة ضد حمد سيف النصر، ثم دخوله المعركة ضد الإيطاليين من الخلف لكسب المعركة، أما شيوخ القبائل الأخرى فدخلوا المعركة مع الإيطاليين حتى انهزموا معهم وفروا إلى سرت حيث أجهز عليهم مياني ورجاله، وعملاً بأن الأمور بخواتيمها، فلقد اعتبرت رسميا معركة القرضابية معركة كل الليبيين (ولم يوضح الخطاب الرسمي من يحارب مع أو ضد الإيطاليين).
في نهاية انتفاضة 2011 م كانت سرت آخر معاقل الحكم البائد، وهناك أسدل الستار عن الجماهيرية العظمى بعد أربعة عقود ونيف من حكم العسكر الجائر، علما بأنه لم تتضح إلى الآن خبايا ذلك اليوم وقصة القصف الجوي وأنبوب صرف المياه والمسدس الذهبي، وهل المخابرات الفرنسية لها يد في ذلك.
سرت بعناد شيوخها لم تلملم جراحها وتنخرط في أحضان الأمة، بل ترك هؤلاء العنان لمن يريد الانتقام، فرحبت بالمنشقين الإسلاميين المتشددين بعد أن لُفضوا في المنطقة الغربية ومنعوا من تكوين إمارة إسلامية، إنظم إليهم بعض ضباط العهد السابق من سرت ومن المنطقة الغربية وكانت هذه المجموعة النواة لداعش ليبيا، هذه المجموعة لها مشروع وتحتاج إلى تمويل، فقامت بالسطو على المصارف أهمها سيارة نقل الأموال التابعة لمصرف ليبيا المركزي والتي تحتوي على 54 مليون دينار، ثم توالى الاستلاء على المصارف الأخرى، ولقد سعى المؤتمر في ذلك الوقت لاسترجاع القيمة والقبض على الجُناة، ولكن شيوخ سرت رفضوا ذلك بدعوى أنهم أبنائهم ولا يحق لأحد التعدي عليهم.
تطور الأمر بأن أصبحت الدولة الإسلامية فرع سرت شركة لتشغيل العاطلين عن العمل من دول الجوار كمرتزقة، ويدير هذه الشركة مجموعة من شباب سرت (الدخول إلى أي موقع تويتر عن سرت ستجد فيه كل الأسماء والأفعال)، وبداء لهيب عصور الظلام يخنق أنفاس أهل المدينة، عندها فرَ شيوخ وأعيان سرت منها وعلم أهلها أنهم قد وقعوا في أخطبوط ينغص عليهم حياتهم، أما ضباط العهد السابق فقد أطلقوا لحاهم و أسدلوا لباسهم ورفعوا الأعلام السوداء ليس حبا في داعش ولكن كرها وانتقاما من 17 فبراير، وأصبحوا ينتظرون دخول ولاية طرابلس لجمع الغنائم وسبي نسائهم وجعل أطفالهم أقناناً في سوق النخاسة بإمارة سرت الإسلامية، أو على الأقل التشفي مما ألت إليه الدولة الليبية من فوضى.
بالمقابل القوات المسلحة في الشرق الليبي تعجز اللغة العربية عن وصفها أو نسبها، فهي ليست أركانات كل ليبيا باعتراف الأمم المتحدة، وليست جيش برقة بالتأكيد، ولذا سنستعمل من أنشأها ولملم شذراتها لوصفها. منذ بداية انقلاب “خليفة حفتر” يوم 16 مايو 2014 وحتى 16 أبريل 2016، ثلاثة وعشرون شهرا، لم يفكر حفتر في تحرير سرت بل عارض ذلك عندما حاولت الكتيبة 166 القادمة من الغرب الليبي، والتي صب عليها جام غضبه بالقصف الجوي مع قصف مدفعي من قوات جضران.
طوال هذه الفترة كان حفتر يُمني أهل الشرق الليبي بالانتصار القريب في بنغازي كل أسبوع، ولكن آلة الحرب لا تتوقف عن حصد الضحايا، حيث بلغ عدد القتلى في صفوف “حفتر” 11382 قتيلاً، منهم 2701 قتيلاً عسكرياً و8681 قتيلاً مدنياً إضافة إلى 24837 جريحاً، منهم 5324 حالة بتر للأطراف، حسب معلومات اللجنة الصحية بمجلس النواب.
خلال هذه الفترة كان حفتر والاستخبارات العربية المساندة له تعتقد أن الحراك الفيدرالي كفيل بتغيير ميزان القوى لصالحه وصالح الدول الداعمة له، وذلك من خلال التلويح بالانفصال تارةً أو الفيدرالية تارة أخرى أو إنشاء مجلس العسكري على غرار المجلس المصري دائماً، ولكن بعد اتفاق الصخيرات مُني الفيدراليون بهزائم على المستويين الرسمي والشعبي، مما جعلهم يستعملون البلطجة والتسويف للضغط على البرلمان والمجلس الرئاسي دون جدوى، مما يعجل من نقل البرلمان إلى مدينة أخرى بعيدة عن تأثير حفتر والفيدراليون. من أجل ذلك رأت الدول العربية الداعمة استخباراتيا وسياسيا وعسكريا وإعلاميا، تغيير مسار حفتر إلى العمل مع حركة الأحرار التي تم تشكيلها في مصر والتي تتكون من رجالات العهد السابق مثل الصافي وبوكراع ومعتوق وقداف الدم وأحمد الشاطر وعلى كنه والقشاط، ولقد استطاعت مصر تبيض هؤلاء أمام مجلس النواب وحكومة الثني خلال الزيارات المكوكية التي لم تنقطع عن القاهرة، مما مكن بعضهم للعودة إلى طبرق، والبقية في القريب العاجل، هؤلاء حسب اعترافات الساعدي هم البديل للقوى غير المنظمة التي تشكلت بعد 17 فبراير وكذلك بديل لأبناء أسرة القذافي التي يرفضها البعض لأسباب شخصية.
هذا يبين أن الهدف ليس تحرير سرت، فتحريرها لن يتجاوز ساعات إذا ما أعطيت أوامر من قداف الدم إلى شركائه بالمدينة بإبعاد المرتزقة أو تصفيتهم، ولكن الهدف قاعدة القرضابية الجوية، حيث تكون منطلق لأي عمليات مباشرة في الغرب الليبي وتهديد لكل المواقع الحيوية دون الحاجة للتزود بالوقود جوا، بالإضافة إلى قاعدة الوطية التي ترابط فيها مجموعات مسلحة من الزنتان.
رغم تواجد قوات جضران في المنطقة من أجدابيا إلى راس الأنوف، وعدم إذعانها لقوات حفتر إلا أنها لا تمانع من مروره لتحرير سرت، وقد يكون ذلك رغبة في كسب ود قبيلة المغاربة وعلى راسها الشيخ الليطيوش الذي ناشد جضران لمساندة جيش حفتر، ولن يتوانى قداف الدم وحركة الأحرار للضغط على جضران بسياسة العصاء والجزرة حتى ينضم لهذا المشروع.
إن نجحت الخطة ستكون الحقول النفطية في الشرق الليبي جميعها تحت إمرة حفتر، وفي غربها (حقل الشرارة والفيل) سيستمر مقفلا من كتائب الزنتان المتعاونة معه، مع وجود قوات ضاربة من 600 ألية عسكرية وبراميل متفجرة جاهزة في كل من قاعدة القرضابية وقاعدة الوطية وآلاف من مرتزقة العدل والمساواة السودانية، والطوارق المجندين من العهد السابق، بقيادة على كنة، والتبو التابعين لجضران.
وبذلك يكون المجلس الرئاسي والحكومة ومجلس الدولة وجزء من البرلمان في قبضة حفتر وأعوانه اقتصاديا وعسكريا، وهنا تتشعب الاحتمالات بين التحكم في مفاصل الدولة أو إنشاء مجلس عسكري كما في مصر السيسي، أو سقوط مشروع حفتر والدول العربية الصديقة له بالكامل.
إن ما يردع هذا المخطط ليس تواجد قوات كثيرة العدد من الثوار في الغرب الليبي، (وهم في مرحلة انتقالية ومتشتتة من أجل التحول إلى أجهزة أمنية رسمية من جيش وشرطة)، ولكن ما يمنع تأزم الوضع أمران عزم المجتمع الدولي لتنفيذ اتفاق الصخيرات للمرحلة الانتقالية من أجل مصالحته أولا (إيقاف الهجرة، واستمرار التزويد بالغاز الليبي وعودة الاستثمارات) ثم مصالح الليبيين في جلب الأمن والاستقرار، وهو ما دعي بهم إلى إيقاف الباخرة الكورية (لصالح الإمارات) في عرض البحر بعد أن قام جضران بتحميلها لتهريب النفط وبيعه خارج القنوات الرسمية، وأخيرا الباخرة الهندية لصالح الإمارات أيضا حيث تم إيقافها في مالطا، وأصدرت لجنة المقاطعة تعميم بمقاطعتها.
والأمر الأخر المعرقل لقوات حفتر وجود وزير دفاع من الكرامة في الحكومة الجديدة وجود عضو فاعل في المجلس الرئاسي وهو فتحي المجبري، هؤلاء لهما وزنهما عند القوى القبلية في الشرق الليبي، ظهرت بوادرها بسحب البيضاء لجزء كبير من أبنائها من مشروع محاربة الإرهاب، وقد يتبع ذلك مدن أخرى.
رغم هذه المتاهات التي لا تنتهي من الثورة المضادة والحكومة العميقة والحرب العبثية التي لا تنتهي، والتي تعرقل سير الدولة إلى الأمام إلا أن الأمور لا شك أنها سائرة في طريقها إلى الأمام وعدم الاستسلام للماضي البغيض، فالنهر قد تتشعب مجاريه وتتبعثر مياهه ولكنه لن يعدم مساره ولو بعد حين، (فأما الزَّبد فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) صدق الله العظيم.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
مقالة سلاطة. كذب في كذب.
اهو خش السوق زي غيره,يقول بان القوات المسلحة في الشرق تعجز اللغة العربية عن وصفها,لانه ليس عربي بل امازيغي يكره العرب ولكنه مضطر الى الكتابة بها,يقول لماذا جيش حفتر لم يحرر سرت خلال الفترة الماضية اقول حفتر ومن معه يقاتلون الخوارج الذين اتى بهم اسيادهم الى المدينة لفرض سيطرتهم,وبالتالي لايمكن لحفتر ومن معه ان يذهب الة سرت وبنغازي محتلة وعندما تتحرر بنغازي ستكون الوجهة سرت وبقية الماطق,اما عن الجيش فانه يمثل كل ليبيا والدليل على ذلك تنادي العسكر في المناطق الغربية والجنوبية واعلانهم انهم يتبعون القيادة العامة للجيش الليبي,خليفة حفتر يريد ان ينهض بالجيش واما عن تشاد فقد كانت حربا ضرورية لا بد منها,ويكفي انه محبوب من زملائه العسكر وفئات الشعب الاخرى,ان الامازيغ يشكلون ميليشيات في طرابلسويسعون الى اقامة حكم ذاتي وان تدستر لغتهم,منح لهم عدد 2 كرسي من مجموع كراسي هيئة صياغة الدستور الـ60 اي انهم لا يمثلون سوى 5 % على اقصى تقدير,عليكم ان تطلبوا من كوبلر زيادة عدد مقاعدكم في البرلمان,ربما تحكمون ليبيا.
مقال مليئ بالأكاذيب، أي أزلام يا فلتة، من يوجد في سرت هم دواعش تكفيريين واغلبهم من العناصر الأجنبية قدموا بمعرفة الحكومات السابقة وعن طريق منافذ برية وجوية. كانوا في البداية يعملون تحت غطاء أنصار الشريعة وكانت كتيبة شهداء الزاوية بقيادة المرحوم بوحليقة شوكة في حلقهم، ولم يتغولوا ويبايعوا البغدادي إلا بعد القضاء على هذه الكتيبة. أما سرقة الأموال فهي معروفة ولا علاقة لشيوخ قبائل سرت ويمكنك أن تعرف الحقيقة عن طريق بوسدرة وهو من هو. وبعدين يا فالح كيف دواعش سرت أزلام ويحركهم قذاف الدم ويقومون في نفس الوقت بقتل الضباط زضباط صف من قبائل محسوبة على النظام السابق، بلاش هراء يا طكتور. وبعدين إذا كانوا أزلام فعلا فلماذا تركوهم طوارك يعيثون فسادا في هذه المدينة الليبية العريقة؟ ألم يجتاحوا بني وليد بحجة وجود الزلام بها؟ ألم يشعلوا الحرب في ورشفانة بحجة الأزلام والعلام الخضراء؟ ملكم كيف تحكمون. عزاؤنا الوحيد يا طكتور ولا أدري طكتور فيش هو أن الشعب الليبي اكتشف اللعبة وعرف أن شماعة الأزلام ما عاش تمشي.
للأسف الشديد مقال متدني جدا ساقط لا يباع حتى في سوق النخاسة لكاتب كاذب ليس لديه أمانة أدبية يزور التاريخ ويلفق الأكاذيب ومن خلال بحثي عن جذور الكاتب للأسف من يعرف أصل هذا الكاتب سيجد العذر. لن أخوض في أصل الكاتب ولكن أقول له معركة القرضابية هي المعركة التي وحدت ليبيا والتي تحاول انت وامثالك المساهمة في انقسامها الان .. ومجاهدي معركة القرضابية معروفين وبالاسم من وثائق قديمة موجودة في متاحف إيطاليا لم تطلها أيادي التزوير .. وأخيرا وليس باخرا لقد خنت الأمانة الأدبية لذلك لا تستحق ان تكون كاتبا بل كاذبا ومزورا