ربما اعتقد البعض أنها “مزحة”، لكن الحقيقة أن الصين بدأت بالفعل في استخدام “المسحة الشرجية” لاختبار أولئك الذين تعتبرهم معرضين لخطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد.
وأوضحت صحيفة “واشنطن بوست” أن الجدل ظهر إلى السطح بعد أن تحدثت وسائل إعلام حكومية في الصين عن برتوكول جديد لمكافحة وعلاج فيروس كورونا يتضمن أخذ مسحة من الشرج.
وقال أطباء صينيون إن هذه المسحة تعطي نتائج أكثر دقة للتأكد من تعافي المرض من وباء كورونا المستجد، مشيرين إلى أن بعض التجارب أثبتت أن مسحة الأنف قد تكون سلبية، وعند أخذ مسحة من الشرج تظهر النتائج أن المريض لا يزال يحمل الفيروس.
ولكن حتى الأطباء الذين يدعمون الاختبارات الجديدة قالوا إنها طريقة مزعجة، وبالتالي ينبغي استخدامها بشكل محدود وموضحين أنها قد تكون جيدة التطبيق في مراكز العزل الصحي للتأكد من خلو الأشخاص هناك من فيروس كورونا.
ويأتي إقرار الاختبار الجديد متزامنا مع اقتراب عطلة رأس الصينية التي توصف إعلاميا بأنها أكبر هجرة سنوية للبشر في العالم، حيث يقدر عدد الرحلات داخل البلاد في موسم العطلة بأكثر من 3 مليارات رحلة.
وتسعى الصين إلى تطعيم 50 مليون شخص قبل بدء العطلة، لكن هذا يمثل أقل من 4% من سكانها، وهو معدل منخفض جدًا لمنع انتشار العدوى بشكل جماعي.
ومع استمرار ظهور الإصابات قبل العطلة ، وافقت الحكومة على توسيع استخدام اختبار المسحة الشرجية بعد أن كانت قد سمحت بإجراء تجارب على مجموعات صغيرة في العام الماضي.
وأما بالنسبة لكيفية إجراء الاختبار ، فقد نشر المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها تعليمات في مارس الماضي، أوضح فيها أنه يجب أخذ عينة من البراز من المرضى، وإذا لم يكن ذلك ممكنًا، فعندئذ يتم إدخال سلك بلاستيكي مزود بقطنة في فتحة الشرج لمسافة 3 إلى 5 سنتيمترات داخل المستقيم.
وكانت صحيفة “غلوبال تايمز” الحكومية قد أشارت إلى أن الاختبار مثير للجدل حيث يقول بعض الخبراء أن مسحات الأنف أكثر فعالية لأن فيروس كورونا هو عدوى تنفسية.
وفي سياق متصل،أفاد التلفزيون الصيني الرسمي أن المسؤولين أجروا “مسحات شرجية” لمواطنين ممن ظهرت لديهم حالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا الجديد في بكين الأسبوع الماضي.
ووفقا للتلفزيون الصيني أيضا، فقد خضع مصابون موجودون في مرافق الحجر الصحي المخصصة للاختبارات نفسها، بحسب ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.
قال الطبيب في مستشفى “يوان” في بكين، لي تونغزنغ، لقناة “سي سي تي في” إن طريقة المسحة الشرجية يمكن أن تزيد من معدل اكتشاف الأشخاص المصابين” لأن آثار الفيروس تبقى لفترة أطول في فتحة الشرج مقارنة بالجهاز التنفسي.
غير أن القناة التلفزيونية الصينية أشارت، الأحد الماض، إلى أن المسحات الشرجية لن تستخدم على نطاق واسع مثل الطرق الأخرى، لأن التقنية “غير ملائمة”.
ومع ارتفاع الحالات في جميع أنحاء العالم إلى أكثر من 100 مليون إصابة وأكثر من مليوني وفاة، فرضت الصين متطلبات أكثر صرامة على الوافدين الدوليين في محاولة لإبقاء انتقال العدوى المحلي قريبا من الصفر.
وشددت الدولة أيضا القيود الداخلية، حيث أعلنت بكين أنه سيتم منع الأشخاص من المناطق ذات الخطورة المتوسطة أو العالية من دخول العاصمة اعتبارا من يوم الخميس لتقليل مخاطر انتقال العدوى خلال فترة العام القمري الجديد.
ويجب أن يقدم الوافدون إلى الدولة نتائج اختبار سلبية متعددة والحجر الصحي لمدة 14 يوما على الأقل في فندق معين، مع فرض العديد من المدن والمناطق متطلبات إضافية للمراقبة المنزلية.
اترك تعليقاً