جددت منظمة الصحة العالمية، والمؤسسات المعنية بمكافحة التبغ والتدخين، الدعوة إلى الحكومات لتصنيف الأفلام والمسلسلات المعروضة خلال شهر رمضان المُبارك، التي تتضمن مشاهد تعاطى التبغ، وذلك لمنع الأطفال والمراهقين من الشروع في تدخين السجائر وتعاطى سائر أشكال التبغ.
وتقوم العديد من القنوات الفضائية بالتنافس في عرض المسلسلات والبرامج الرمضانية في شهر رمضان المبارك، وفي معظم هذه الأعمال يعرض العديد من مشاهد التدخين سواء الدخان، أو الأرجيلة، أو السجائر الإلكترونية، ودعت منظمة الصحة العالمية إلى حظر الدعاية والترويج للتبغ ومنتجاته في الأعمال الدرامية، وإيلاء أعلى درجات الحذر والاهتمام في هذا الصدد.
وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان، إنها لاحظت الزيادة الرهيبة في الترويج للتدخين من خلال الدراما الرمضانية التي تعرض مشاهد ممثلين وممثلات يستهلكون أنواعاً مختلفة من التبغ.
وأشارت إلى أن هناك إسراف في عرض مشاهد للمدخنين دون أي مُبرر، إضافة إلى عدم وجود تحذير على الشاشات من أضرار التدخين في شهر رمضان الذي ترتفع فيه نسبة مشاهدة الأعمال الدرامية، لافتة إلى أن هذه المشاهد ساهمت للأسف في زيادة نسبة المدخنين وشجعت فئات معينة على التخلص من هذه العادة الإدمانية.
وأضافت أيضاً أن العلاقة الثابتة بين زيادة التدخين في الدراما، وزيادة استهلاك الدخان خاصة بين الشباب، وقد أصبح ذلك حقيقة واقعة.
ونوهت منظمة الصحة إلى أن منطقة الشرق الأوسط تعاني بالفعل من ارتفاع معدلات استهلاك التبغ بين الشباب من الجنسين.
وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، فقد بلغت مستويات الاستهلاك للتبغ النسب التالية:
- بين الرجال 52٪ في تونس، و38٪ في باكستان
- بين النساء 11٪ في اليمن، و 6٪ في الأردن
- 40٪ في لبنان وقطر
- 20٪ في معظم دول المنطقة
وأكدت المنظمة أن الذين يستخدمون التبغ في سن المراهقة ويستمرون لعقدين أو أكثر من الزمن، سيموتون مبكرًا عن الذين لم يبدؤوا في استخدامه، بمقدار يتراوح بين 20 و25 سنة، وهو ما يستدعي إطلاق تحذيرات في مسلسلات الدراما والأفلام السينمائية.
وأوضحت المنظمة أنه تماشيًا مع المادة 13 من اتفاقية المنظمة الإطارية بشأن مكافحة التبغ، فإنها توصي بفرض تصنيف تبعًا للسن على الأفلام التي تحتوي على مشاهد تبغ للحدّ من تعرّض الشباب لمشاهد التبغ في الأفلام، مع الإقرار في مقدمة العمل الفني بأن المُنتج لم يتلق أي شيء ذي قيمة من أي شخص، مقابل استخدام منتجات التبغ أو عرضها، فضلًا عن وضع حد لعرض علامات التبغ التجارية في الأفلام، وعرض إعلانات قوية مناهضة قبل الأفلام المتضمنة مشاهد للتدخين.
ووفقًا لدراسة حكومية لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان في مصر، فإن الدراما لها تأثير كبير في تشكيل وعى واتجاهات الأطفال والنشء تجاه قضية التدخين والمخدرات، واحتلت الدراما المرتبة الأولى كمصدر معلومات عن التدخين والمخدرات بين الطلاب، وكشف المرصد الإعلامي لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، أن تحليل التناول الدرامي لمشكلة التدخين وتعاطى المواد المخدرة لعدد 24 عملًا دراميًّا العام الماضي، وجد أن أبرز أنواع التدخين التي ظهرت في الدراما هي السجائر بنسبة 60% والشيشة 38% وسيجار 18% والتدخين الإلكتروني بنسبة 1% والبايب 1% حيث يتضمن المشهد الواحد أكثر من منتج.
وبحسب مصادر مسؤولة، فإنه من المتوقع أن تشهد دراما رمضان هذا العام، زيادة في نسبة مشاهد التدخين نظرا لتنافس عدد كبير من الأعمال الدرامية مقارنة بالعام الماضي، حيث وصلت إلى 32 عملا دراميا حتى الآن، مما جعله يعد الأقوى منذ سنوات كثيرة، نظرًا لمشاركة أسماء كبيرة داخل المنافسة، ولهذا بدأ المرصد الإعلامي لصندوق مكافحة الإدمان الاستعداد لمتابعة تلك الأعمال وإعداد تقرير بشأنها وتسليمه إلى لجنة الدراما بالمجلس الأعلى للإعلام، لاتخاذ الإجراءات اللازمة والعقوبات حيال الأعمال المخالفة، بحسب ما نقل موقع “المصري اليوم”.
اترك تعليقاً