إدارة الغذاء والدواء الأميركية، كشفت أمس الأربعاء، عن الأعراض الجانبية للقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد الذي عملت شركة “جونسون آند جونسون” على تطويره، وذلك بعد أن أكد خبراؤها فعاليته وترقب حصوله على ترخيص استخدام في وقت قريب.
ووفقا لإدارة الغذاء والدواء، فإن الصداع والتعب وآلام العضلات كانت بين الأعراض الأكثر شيوعا بعد تلقي اللقاح المكون من جرعة واحدة فقط.
وكان أكثر الأعراض شيوعا، وأقلها شدة، هو الألم الذي شعر به من تلقوا اللقاح خلال التجارب السريرية في موضع الحقن.
وقالت إدارة الغذاء والدواء إن بعض الحالات أبلغت عن ظهور احمرار في الجلد بعد تلقي اللقاح، أو التورم في بعض الحالات.
وأفاد 38.9% من متلقي اللقاح بشعورهم بالصداع، بينما قال نحو 38% إنهم شعروا بالإعياء بعد تلقيه.
كما أفاد 33.2% بشعورهم بألم بالعضلات، وقال نحو 14% إنهم أصيبوا بالغثيان، بينما لم تصل نسبة من شعروا بالحمى إلى 10%.
وظهرت معظم المضاعفات لدى أشخاص تراوحت أعمارهم ما بين 18 و59 عاما.
وقالت الإدارة إن غالبية من تلقوا اللقاح تعافوا من الأعراض الجانبية خلال فترة لم تتعدى اليومين من تلقي جرعاتهم.
وشهدت التجارب حدوث 14 حالة تجلطات دموية، مقابل 10 حالات لدى المجموعة التي تلقت لقاحا وهميا.
وشعر بعض المشاركين بالتجارب بوجود أصوات طنين وضوضاء في أذن واحدة على الأقل.
وأشار التقرير إلى عدد “متوازن” من حالات شلل الوجه النصفي لدى متلقي اللقاح، مستدلة إلى إصابة أحد المشاركين بالدراسة، بعمر 54 عاما، باحمرار وانتفاخ في الوجه دون التأثير على ملامحه، لكن “المحقق لم يكشف وجود علاقة” مع أخذ اللقاح، ونفى التقرير أن هذه الحالة تواكب وصف الإدارة لشلل الوجه.
كما ذكرت الدراسة إصابتين بشلل الوجه، لكن “تقييم الإدارة رجح بأنه لا علاقة للإصابات بالدراسة التي أجريت على اللقاح”، لكن “لا يمكن استبعاد وجود رابط عادي”، مشيرة إلى ضرورة تسجيل البيانات في حال ورود أي حالات مماثلة.
وأكد التقرير عدم تلقي أي بلاغات عن حالات من الحساسية المفرطة، والتي تهدد الحياة وتحصل في حالات نادرة بعد تلقي بعض اللقاحات.
وشهد البعض من متلقي لقاحات “فايزر” و”موديرنا” أعراضا شملت الحساسية المفرطة، وقال الباحثون إنها كانت في ذات النطاق الذي يشهده من يتلقى لقاح الإنفلونزا.
وأكدت الإدارة أن نتائج التجارب السريرية للقاح جونسون أند جونسون “تواكب التوصيات التي وضعتها إدارة الغذاء والدواء الفيدرالية لإرشادات الاستخدام الطارئ للقاحات المضادة لكورونا المستجد”.
لكن الإدارة الفيدرالية ذكرت في الوقت ذاته، بأنها في حاجة للمزيد من البيانات للتأكد “من وجود رابط عادي بين هذه الحالات واللقاح”..
ويشير الأطباء إلى أن الأعراض الجانبية لأخذ اللقاحات أمر شائع، وفقا لما نقلته شبكة “سي أن بي سي” الأميركية، وأنها مؤشر على أن اللقاحات تساعد في بناء الحماية البروتينية لمنع الإصابة بالمرض.
وقال الطبيب روس كيدل، بروفيسور علم المناعة في جامعة “أنشوتز” في ولاية كولورادو، لقناة “9NEWS” التابعة للشبكة ذاتها، إن الجرعة الواحدة من “جونسون أند جونسون” قد تشجع الناس على أخذ اللقاحات المضادة لكورونا.
وأشار كيدل إلى أن الناس قد يمتنعون من أخذ الجرعة الثانية من اللقاحات التي تتطلب جرعتين، “لأنهم قد يشعرون بالتعب من الأعراض الجانبية للجرعة الأولى.. الحصول على على تأثير كبير من جرعة واحدة.. هذه منفعة كبيرة عند النظر إليها من ناحيتي توزيع اللقاح والصحة العامة”.
وكانت “جونسون آند جونسون” قد تقدمت، في الرابع من فبراير، بطلب للحصول على التراخيص اللازمة لطرح لقاحها في الأسواق.
ويُتوقع أن ينضم لقاح جونسون آند جونسون إلى لقاحي فايزر وموديرنا اللذين تمت المصادقة عليهما في وقت سابق في الولايات المتحدة.
وبالإضافة إلى أنه مكون من جرعة واحدة فقط، يتميز لقاح جونسون آند جونسون بإمكانية حفظه في المبردات العادية لمدة ثلاثة أشهر، مقارنة بـ سالب 94 درجة فهرناهيت للقاح فايزر الذي يظل صالحا لخمسة أيام فقط في المبردات العادية، فيما يتحتم شحن موديرنا في درجة حرارة التجمد ويظل صالحا لشهر واحد في المبردات العادية.
اترك تعليقاً