كشفت صحيفة بريطانية، عن شراء رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق سابقاً فائز السراج، جوازات السفر الذهبية التي تبيعها دولة فانواتو الواقعة في جنوب المحيط الهادئ، له ولعائلته، عندما كان لايزال بالمنصب.
جاء ذلك وفقاً لتحقيق استقصائي نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية، أوضحت من خلاله أن دولة فانواتو تبيع جواز سفرها إلى رجال أعمال ومسؤولين سياسيين ومطلوبين من مختلف أنحاء العالم، مشيرة إلى أن نحو 2000 شخص اشتروا “جوازات السفر الذهبية”.
وتقول الصحيفة إن من بين الذين حصلوا على الجنسية رئيس وزراء ليبي سابق ورجل أعمال سوري وضع اسمه على لائحة عقوبات أميركية، وسياسي كوري شمالي مشتبه به، ورجل أعمال إيطالي متهم بابتزاز الفاتيكان، وعضو سابق في عصابة دراجات نارية أسترالية سيئة السمعة، وأخوة جنوب أفريقيين متهمين بقضايا تتعلق بالعملات الرقمية بقيمة 3.6 مليار دولار.
وأفاد التحقيق بأن السراج اشترى جوازات السفر الخاصة بدولة فانواتو لنفسه ولعائلته في يناير عام 2020، بينما كان لايزال بالمنصب، وتم تقديم الطلب باسم زوجته.
وأشارت الصحيفة إلى أن عملية الشراء جاءت مع علمه بقرب الرحيل من الحكومة خاصة في ظل جلسات ملتقى الحوار السياسي الليبي التي كانت ترعاها الأمم المتحدة وسبقها عدوان حفتر على العاصمة طرابلس.
ويسمح نظام جوازات السفر الذهبية للأجانب شراء الجنسية مقابل 130 ألف دولار أمريكي، في عملية تستغرق عادة أكثر من شهر بقليل، ويحدث ذلك دون أن تطأ أقدامهم البلاد على الإطلاق.
ويتم تسويق برنامج جوازات السفر الذهبية من قِبل بعض الوكالات باعتباره الأسرع والأرخص والأكثر سهولة في العالم، ويمنح الجواز وصولا غير مقيد وبدون تأشيرة إلى 130 دولة بما في ذلك المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.
ودولة فانواتو هي جزيرة تقع في المحيط الهادي بجوار أستراليا، وتعتبر من أكثر الدول التي توفر جوازات سفر مقابل الاستثمار، ويلجأ إليها العديد من أصحاب الأموال والسياسيين، والفارّين من العدالة كما تعتبر أيضا ملاذا ضريبيا، ولا تفرض ضريبة دخل أو ضريبة على الشركات أو الثروة.
وحقق برنامج جوازات السفر لحكومة فانواتو أكثر من 116 مليون دولار العام الماضي، وأصدرت فانواتو ما يقرب من 2200 جواز سفر في عام 2020، أكثر من نصفها حوالي 1200 لمواطنين صينيين.
ورداً على استفسارات حول قائمة أسماء الحاصلين على الجنسية، والتي اطلعت عليها صحيفة “الغارديان”، قال فلويد ميرا، مدير وحدة الاستخبارات المالية في فانواتو: “قرأت القائمة، ومعظم الأسماء ترتبط بهم مزاعم وتحقيقات معلقة، وإذا كانت هناك إدانات جوهرية ضد أي من هذه الأسماء، فقد يتم سحب جنسيتهم”.
وأضاف: “من الآن فصاعدا، ستجري وحدة الاستخبارات المالية عمليات تدقيق على الأسماء الواردة في القائمة. إذا كان لدى أي من هؤلاء الأشخاص إدانات جنائية، فستقوم الوحدة على الفور بإبلاغ مكتب المواطنة بالمعلومات المحدثة”.
اترك تعليقاً