أحيا المجلس الرئاسي، اليوم الأربعاء، في العاصمة طرابلس، الذكرى الـ 65 لمعركة إيسين التاريخية، بحضور رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ونائبي المجلس موسى الكوني وعبدالله اللافي، بمشاركة وزير المجاهدين وذوي الحقوق الجزائري العيد ربيقة، والسفير الجزائري لدى ليبيا سليمان شنين، وعدد من السفراء المعتمدين لدى ليبيا.
وبدأ الاحتفال بافتتاح معرض خاص بالمخطوطات والصور والكتب، كمشاركة من المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية، وبعدها توجه الضيوف للقاعة لبدء مراسم إحياء الذكري الــ65 لمعركة إيسين التاريخية، تخليداً للتاريخ النضالي المشترك بين الشعبين الليبي والجزائري الشقيقين.
وألقى النائب بالمجلس موسى الكوني كلمة المجلس الرئاسي، حيث أكد فيها على عمق العلاقة القوية التي تجمع الدولتين الجارتين الشقيقتين.
بدوره أثنى وزير المجاهدين وذوي الحقوق الجزائري العيد ربيقة، في كلمته بالمناسبة على العلاقة الأخوية بين الليبيين والجزائريين، مثمناً الدور الليبي الذي كان داعماً للثورة الجزائرية.
ووصل ربيقة مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة طرابلس صباح الأربعاء، حيث كان في استقباله وزير الداخلية المكلف والحكم المحلي بحكومة الوحدة الوطنية بدر الدين التومي، إلى جانب مسؤولين ساميين بالدولة وسفير الجزائر بليبيا سليمان شنين.
وغرس وزير المجاهدين الجزائري رفقة التومي شجرة سميت “إيسين” في ميدان الجزائر تخليدا للذكرى الخامسة والستين لمعركة إيسين.
وأعلنت وزارة المجاهدين الجزائرية في بيان تنظيم اليوم الأربعاء ندوة تاريخية تحمل عنوان “معركة إيسين”، رمز التضامن بين الشعبين الجزائري والليبي بالمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954.
ووقعت معركة إيسين يوم 4 أكتوبر 1957 بقرية إيسين في جنوب بلدة غات الليبية، بدأت مقدمات هذه المعركة بعد كمين نصبه المجاهدون الجزائريون لقافلة تموين فرنسية بمدينة جانت الجزائرية وانسحبوا إلى الأراضي الليبية، فقام جيش الاحتلال الفرنسي بملاحقتهم داخل التراب الليبي وقام في 3 أكتوبر1957 بقصف قرية إيسين الحدودية بين الجزائر وليبيا بالطائرات ردا على العملية التي قام بها المجاهدون الجزائريون انطلاقاً من الأراضي الليبية، على إثر ذلك تدخل الجيش الليبي ضد الجيش الفرنسي ووقعت معركة إيسين.
وعن هذه المعركة قال المؤرخ الجزائري محمد العربي الزبيري إن معركة قرية إيسين في جنوب غرب ليبيا على الحدود مع الجزائر “فتحت باب الكفاح ضد المستعمر الفرنسي في جنوب شرق الجزائر” وساهمت في فك الحصار على الشمال بعد اشتداد القتال به.
من جانبه أشاد الأستاذ في علم التاريخ بجامعة تيبازة محمد مودوع، بحسب ما نُشِر في جريدة الشعب الجزائرية بتاريخ 02 أكتوبر 2019م، بالدور الإيجابي الذي لعبه الشعب الليبي وليبيا في احتضان الثورة المجيدة.
وأوضح في منتدى الذاكرة بيومية المجاهد بمناسبة إحياء للذكرى 62 لمعركة إيسين، أن موقف ليبيا الداعم للثورة الجزائرية جاء استنادا إلى رفض الملك محمد إدريس السنوسي التوقيع على اتفاقية إجازة شرعية الاستعمار الفرنسي للجزائر الأمر الذي جعل منه ومن الشعب الليبي عدوا لفرنسا وداعما للمقاومات الجزائرية خاصة في معركة إيسين.
وبيّن أستاذ التاريخ أن شجاعة وموقف الليبيين الداعم للثورة الجزائرية، كان له دور بارز في نشاط وتحفيز الثورة وخاصة في الجنوب وأصبح الجنوب الليبي ممرا أمنا للمؤن والسلاح ضد الاستعمار.
اترك تعليقاً