قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، إن “الجهود الدبلوماسية بخصوص التطورات في منطقة شرق المتوسط لم تتعرقل، والطريق مفتوح أمامها”.
جاء ذلك في تصريحات نقلتها وكالة “الأناضول، خلال مقابلة أجراها المسؤول التركي مساء الثلاثاء،مع قناة تلفزيونية محلية، وتطرق خلالها للحديث عن عدد من القضايا التي تهم تركيا.
وقال قالن بخصوص العلاقات مع القاهرة، إنه في حال أظهرت مصر إرادة التحرك بأجندة إيجابية في القضايا الإقليمية فإن تركيا مستعدة للتجاوب مع ذلك.
جاء ذلك في معرض رده على سؤال “فيما إذا كانت تركيا بصدد التقارب مع لاعبيين إقليميين مثل مصر شرق المتوسط بالرغم من التوترات السابقة؟”.
وأضاف قالن موضحًا أن مصر دولة من الدول الهامة في المنطقة والعالم العربي.
وتابع: “بالطبع لايمكننا تجاهل كيفية وصول السيسي إلى السلطة، والانقلاب الذي حصل هناك، والأناس الذين تعرضوا للقتل، وما حدث في ميدان رابعة، والاعتقالات السياسية لاحقا، ووفاة مرسي”.
وأردف: ” بالرغم من ذلك، إذا أظهرت مصر إرادة التحرك بأجندة إيجابية في القضايا الإقليمية، فإن تركيا مستعدة للتجاوب مع ذلك”.
ومضى قائلا :”في حال تشكلت أرضية للتحرك معا في مواضيع ليبيا وفلسطين وشرق المتوسط وغيرها من القضايا، فإن تركيا لايمكنها إلا أن تنظر بإيجابية إلى ذلك وتقدم اسهاما إيجابيا”.
وفي شأن آخر وُجَّه لمتحدث الرئاسة التركية سؤال حول ما إذا كانت تركيا ستفقد قوتها في ليبيا أم لا بعد استقالة رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج، فرد قائلاً: “السياسة العشائرية لها تأثير كبير في ليبيا، وتدخل الجهات الفاعلية في تطورات الأحداث يمكنه أن يغير مسارها”.
وشدّد قالن على أن تركيا ستواصل الحفاظ على مكاسبها في ليبيا.
وأضاف:”لأننا عملنا مع الحكومة الشرعية الليبية. وقد تمت هذه الاتفاقيات بشكل رسمي وشفاف، وقد أقرتها الحكومة هناك من قبل، وتم تسجيلها في الأمم المتحدة”.
واستطرد قائلا: “لذلك عند وجود حكومة جديدة، أو هيكل جديد، وعندما تنخرط جهات فاعلة جديدة، فإن تركيا ستحافظ على تلك المكاسب”.
وأكد قالن كذلك أن الاستقرار الإقليمي لا يمكن الاستغناء عن من أجل المصالح الوطنية لبلاده، مضيفًا “لذلك فإن تركيا مهتمة بليبيا، ولا يمكنها عدم الاكتراث لما يحدث هناك، أو يحدث في العراق، وسوريا، ولبنان، وفلسطين، وجنوب القوقاز، وأذربيجان، والبلقان”.
وتابع: “وهذا الأمر ليس عثمانية جديدة، فنحن نعلم أن عهد الإمبراطوريات ولى، لكننا نعيش في نظام عالمي أسسته الدول التي تتبنى سياسات استعمارية، قائم على أحلام استعمارية للبعض، حتى وإن كان لا يسمى بالإمبراطورية”.
وأضاف قالن: “نحن ندرك هذا جيدًا، وبالتالي إذا استطعت أن أحقق أمن أراضيّ، وأمن المواطنين القائمين فيها، فهذا يمكنه أن يخلق أجواء استقرار وسلام إقليمية؛ لذلك تهتم تركيا مباشرة بما يحدث في سوريا والعراق”.
وأردف متحدث الرئاسة التركية يقول: “وبالتالي قد يقول أحدهم لتركيا: ما شأنك في لبنان، والعراق، وليبيا، وماذا تفعلين هناك؟ وأن هذا لا يتفق مع التحالف الغربي، ومعاييره الرئيسية، ولماذا تركيا العضوة بحلف شمال الأطلسي(ناتو) في تلك المناطق؟”.
واستطرد: “لكن عندما تتدخل فرنسا في لبنان، لا توجد أي مشكلة، وكذلك بالنسبة للوايات المتحدة التي تتدخل في أية مشكلة بأي مكان من العالم، وكذلك بريطانيا التي تتدخل في كثير من المناطق، والبلدان، والأزمات حول العالم”.
وأضاف: “فبالنسبة لهؤلاء، الأمر عبارة عن نتائج طبيعية لرؤية سياسية خارجية، أما عند تدخل تركيا البنّاء، يقولون: ها هي العثمانية الجديدة”.
اترك تعليقاً