قبل ذلك يجب أن نؤكد أننا لسنا ضد أي شخص أو جماعة ما دامت تعبر أو تدعو لفكرة ما في إطار الشرعية وشكل سلمي وفي ظروف تسمح بنقاشها وطرحها، أياً كانت تلك الفكرة.
نحن ضد الانتقال من مناقشة الفكرة إلى مناقشة الشخص. ونحن ضد التخوين والتكفير والسب والشتم على الأطلاق . ولسنا هنا بصدد منح صكوك الوطنية او التخوين ، ولكن لكي نبين من الذي يخون من بالمعنى الفعلي لكلمة الخيانة بين دعاة الفيدرالية وخصومهم.
أحياناً يكون للكلمة أو الجملة أوالمصطح أكثر من معنى كجملة (ليبيا أولاً) أو (ليبيا فوق الجميع) فهي لا تعني المعنى الظاهر بأن أهمية ليبيا تأتي قبل أهمية مواطنيها ؛ فالليبيين هم من يكونون ليبيا، بل تعني أنه يجب ألا تقدم مصلحة فرد أو عائلة أو قبيلة أو مدينة أو جهة على مصلحة ليبيا بأسرها، بحيث نحقق التوازن بين مصالح كل هؤلاء بحيث لا تضر تلك المصلحة بالمصلحة الكلية لليبيا بجميع مكوناتها وهذا هو مضمون وجوهر فن السياسة الداخلية.
من ذلك أيضاً الخيانة، فالخيانة يقصد بها معاني عديدة، إلا أن المعنى المقصود به في الجانب السياسي، وهي المشهورة به، وهو العمالة للغير، أياً كان هذا الغير.
والأن سنرى من يخون من في نطاق الفيدرالية بين دعاتها وخصومها.
البعض يخون دعاة الفيدرالية للأسباب التالية:
1- الغدر: الغدر هو أحد معاني الخيانة. فكما يقول بعض دعاة الفيدرالية أنهم لم يجاهروا بها وقت الثورة لكي لا يقسموا الصف. وهذا ما يطلق عليه عرفاً الغدر، أي تظهر ما لا تبطن حتى يتحقق ما ترمي إليه ،وعندئذ تظهر ذلك الباطن.
2- التنكرلدماء الشهداء: أحد معاني الخيانة عند من يطلقها ضد دعاة الفيدرالية أنهم بذلك يخونون دماء الشهداء. فالغالبية الساحقة من الشهداء لم يقدموا أغلى ما يملكون من أجل الفيدرالية ، سواء أتفقنا أو أختلفنا مع الفيدرالية. والحمد لله مقاطع الصوت والصوةر متوفرة منذ بداية الثورة وحتى تحرير طرابلس.
3- عدم الصراحة: أو ما يطلق عليه (لف ودروان) فدعاة الفيدرالية في معظمهم لا يذكرون السبب الحقيقي للفيدرالية، وهو النفط، فيذهبون يسرى ويمنى دون ذكر السبب الرئيسي والجوهري.
4- أن الكثير من متصدري ودعاة الفيدرالية كانوا من ثقافة النظام السابق، فأكثريتهم ممن لديهم خبرة واسعة بالتصعيد أو كانوا من القيادات الإجتماعية بعص أصحاب تشاركيات وشركات فاسدة والتي لا تخفى عن أحد في برقة خصوصاً. وهم لا أمل لديهم في العدوة للمشهد السياسي إلا بإثارة الأستقطبات الجهوية أو القبلية، التي تضمن لهم الرجوع للمشهد السياسي، بحيث لا يسألهم أحد عن ماضيهم، فيتحولوا أبطالاً ضد الأعداء الخارجيين في إحياء لعبارة الغاب الجاهلية الشركية المصادمة للإسلام والعقل والمنطق ((أناوخوي على ولد عمي وأنا وولد عمي على الغريب)).
5- أنها كانت إنقلاباً على الثورة وعودة بنا للخلف. فلا شك أننا لم نعادِ القذافي لأنه كان إشتراكياً. بل لإنه غيب الناس ونصب نفسه ومن معه ناطقين وأوصياء على الشعب الليبي.
وهو عين ما فعله الفديراليون، من البيان الأول من مصنع الصابون إلى إغتصاب مؤسسات وإنشاء سلط غير شرعية، إلى التحدث بإسم أهل برقة كلهم وكأنهم بهائم يمتلكونها، علاوةً على التهديد بالسلاح والتلويح بفرض آرائهم بالقوة. إلى إنشاء قناة أشبه يقناة القنفود تظهر فيها صورة القائد (الزبير) ويذكر فيها إسمه وإسم برقة أكثر من ذكر الله تعالى.
ومن يقول أو يدعى بأنها سلمية ما عليه إلا أن يذهب إلى الوادي الحمر ليرى بأم عينه مدى السلمية الفاقعة وليعيد تصريحات دعاتها.
6- أن الكثير من دعاة الفدرالية ينقلبون على الثورة وأهدافها ويعودون بنا إلى أحد أسباب ومسببات الثورة، وهو إستغلال القبيلة سياسياً. ولمن ينكر ذلك عليه الذهاب إلى الوادي الحمر ليشاهد الرسومات والعبارات القبلية المقيتة، والتي تنم عن قصر نظر سياسي، حتى أصبح العديد يتندر على الفيدراليىة بمسمى القبلية.
ولا شك أن إستغلال القبيلة سياسياً سيفجر برقة ابتداءاً، ويعرف أهل برقة كيف أستغلت القبيلة سياسياً في برقة أيام التصعيد لحد وصلت للقتل والأقتتال المسلح بين القبائل.
7- أن الفيدرالية كما تطرح الآن بما يشوبها من كل ما ذكرنا آنفاً ستكون السبب الرئيسي في ضرب أهم مميزات برقة وهو الأمن والأستقرار والتجانس الإجتماعي. وهذا بدى جلياً، فأهل الشرق لم ينقسموا في هذه الثورة إنقساماً حاداً إلا مع هذه الدعوة. والإنقسام الحاد والأستقطاب مع وجود سلاح وضعف الدولة ووجود أزلام للقذافي على أهبة للأستعداد لبث (أباري البسوس) لهو المعادلة الكيمائية لأنفجار كبير قد نتكهن متى ستنلع شرارته ولو بسبب ناقة أو كلب أو أرض ولكننا لن نستطيع التكهن بزمن إنتهائها.
والآن نأتي لدعاة الفيدرالية لنرى سمتهم وديدنهم مع خصومهم وهل هو فعلاً المعنى الحقيقي للخيانة.
الكثير من دعاة الفيدرالية هم من يخونون الآخرين بالمعنى المقصود لكلمة خيانة. حيث يتهمونهم بأنهم عملاء وأذناب (للغرابة)!!! ولن نناقش صحة تقسيم الليبيين هنا. ولكن أليس هذا هو المعنى الحقيقي السياسي للخيانة، العمالة للأخر. لا بل يصفونهم بأنهم عبيد واستمرأوا الذل والهوان.
بعد هذا نود أن نقدم نصيحة لدعاة الفيدرالية السلمي منهم أو المسلح المفكر والمنظر منهم أو من شارك في البيان الأول هي كالتالي:
إن تهويلكم بأن أهل الشرق معكم وبأنكم أكثرية ومحاولة استخدام أسلوب الدعايةز الانتخابية للأحزاب السياسية لن يغير من الواقع شيئاً.
لقد كان في تقاطر الناس في الشرق على البطاقات الانتخابية رداً سياسياً واضحاً لكم ولكنكم أبيتم فهم الرسالة.
إن الدعوة للفيدرالية تحتاج لتوافق وحوار مجتمعي ولوجود دولة قوية ولو نسبياً ليجري النقاش في كنفها. بل أننا نجزم أن ما تفعلونه في هذا الواقع الليبي الهش يقترب إلى الدعوة للصدام والفرقة في برقة قبل غيرها.
ونحن نعتقد أنكم وأدتم فكرتكم ودعوتكم في مهدها سواء بأسلوبكم أو عن طريق نوعية وتاريخ متصدري الدعوى، وعن طريق عدم صراحتكم والتنكب عن أهداف الثورة وغيرها وغيرها كثير.
نصيحتي لكم، دعوتكم ميتة ولن يجدي معها التهويل للآخرين ولن تنتج شيئاً سياسياً، اللهم ألا فتنة أو تصادم في الشرق وليس في أي مكان آخر.
نحن نرى أن قولكم بعبارات وجمل كمشايخ القبائل والفيدرالية والألقاب كالباشا وغيرها ورفعكم لعلامات تقترب من الصلبان والشرك بالله لدليل أنكم منفصلون عن الواقع وعن الناس، ودليل على عدم إنخراط الكثير منكم بالثورة من بدئها، فما تقولونه وتفعلونه أشياء كفر بها الشعب الليبي منذ أمد طويل وهي من أحد الأسباب الرئيسية لاندلاع هذه الثورة.
التاريخ لا يعود للوراء. وأخر كلامنا لكم أن اتقوا الله، اتقوا الله، اتقوا الله، وتذكروا الله سبحانه وتعالى ورسوله، وهذا شهر رمضان الكريم على الأبواب لعل قلوبكم وعقولكمم تخشع لله وتعود لرشدها، اتقوا الله وتذكروه عند قيامكم بأي عمل أو التلفظ بأي كلام. ولو كان بعضكم يظن أن ما يفعله أو يقوله الحق والصواب على الأطلاق، فرب كلمة حق تشعل ناراً لعشرات السين تتحملون وزرها ووزر من نفخ فيها.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً