الحوثيون يريدون الوزارات أو انتزاع الحكم بالحرب

القتال من أجل التشابه مع حزب الله
القتال من أجل التشابه مع حزب الله

أكدت مصادر يمنية مطلعة أن الحوثيين متمسكون بضرورة منحهم حقائب وزارية سيادية، رافضين أي مشاركة في الحكومة المزمع تشكيلها ما لم يحصلوا على حقائب وزارية بعينها ومنها وزارة الداخلية التي سيطروا عليها في الأيام الماضية.

يأتي ذلك بينما يشتد الصراع الطائفي في اليمن مع إعلان مقاتلي “أنصار الله” عن رغبتهم في التوسع إلى مناطق أخرى في اليمن تسيطر عليها القبائل اليمنية بالتحالف مع القتالين المتشددين لتنظيم القاعدة.

وبالنسبة لهذه المصادر التي رفضت الكشف عن هوياتها، فإن مفاوضات تحديد معايير وتقسيم الوزارات لا تزال تمثل تحديا كبيرا يواجه العملية السياسية في اليمن.

وقالت إن جماعة الحوثي تتمسك بضرورة الحصول على ست وزارات بينها وزارات سيادية على الاقل هذا اذا لم تمنح إدارة الحكومة بكاملها، مؤكدة أنه ما لم يتحقق ذلك فإنها ستستمر في استخدام السلاح لتهديد جميع القوى السياسية المخالفة لموقفها، وتحقيق أهدافها النهائية في اليمن.

ويقول مراقبون إن التنظيم الشيعي اعلن بشكل واضح في اكثر من مرة عن نيته في لعب نفس الدور الذي يلعبه حزب الله وزعيمه حسن نصرالله في لبنان، وبالتالي الحصول على مكاسب سياسية في أي حكومة يمنية قادمة تؤهله لهذا الدور مع الاحتفاظ ايضا بقوته العسكرية.

وسيطر مقاتلو “أنصار الله” الذراع المسلح لجماعة الحوثي على صنعاء في الـ21 من سبتمبر/أيلول، بعد احتجاجات مناهضة للحكومة استمرت أسابيع تركزت على زيادات في أسعار الوقود، ودون مقاومة تذكر من حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي الضعيفة.

وسرعان ما وقعت الجماعة المدعومة بقوة من ايران، اتفاقا لتقاسم السلطة مع الأحزاب السياسية الأخرى وهو اتفاق أقره الرئيس عبدربه منصور هادي.

ولكن ذلك لم يمنع الحوثيين عن مواصلة الزحف على أجزاء أخرى من البلاد.

ووسع الحوثيون نفوذهم في مناطق أخرى من البلاد. وانتشر مقاتلو “انصار الله” في مدينة الحديدة الواقعة على البحر الأحمر.

وقالت مصادر قبلية السبت إن متشددي تنظيم القاعدة قتلوا عشرات من المقاتلين الحوثيين الشيعة اليمنيين في مدينة رداع بوسط اليمن أثناء صد تقدمهم صوب معقل القاعدة.

وتقدم المقاتلون الحوثيون الشيعة صوب وسط وغرب اليمن منذ سيطروا على صنعاء ليدخلوا في صراع مع القبائل السنية ومقاتلي القاعدة.

واشتعل الصراع في عدد من المحافظات الأمر الذي أثار قلق السعودية المجاورة لليمن.

وفي رداع بمحافظة البيضاء في وسط اليمن استعرت المعارك يوم الثلاثاء وقتل 30 حوثيا و18 متشددا سنيا.

وقالت مصادر قبلية إن مقاتلي القاعدة حاصروا الحوثيين على جبل في رداع فجر السبت وقتلوا عشرات منهم وأسروا 12 مما اضطر الحوثيين للتراجع إلى محافظة ذمار رغم أن الاشتباكات استمرت في مناطق أخرى من المدينة.

وتابعت المصادر أن المتشددين السنة استولوا على ستة مركبات مدرعة على الأقل وبعض الأسلحة من المقاتلين الشيعة لدى انسحابهم.

ولم يعقب قادة الحوثيين على الواقعة، لكن قياديا حوثيا قال إن التقارير بشأن ما استولى عليه متشددو القاعدة من مقاتيلهم مبالغ فيها.

واجتذبت رداع أحد معاقل القاعدة والتي يسكنها 60 ألف شخص، الكثير من المقاتلين من القبائل المحلية ممن يعارضون الوجود الجديد للحوثيين في المنطقة التي يغلب على سكانها السنة.

ويدعو عدد من السياسيين اليمنيين المجتمع الدولي إلى التدخل بسرعة في ظل التهديد والوعيد الذي قد يؤدي إلى تقويض العملية السياسية، وإفشال المبادرة الخليجية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني على أرض الواقع.

وحذّرت المصادر السياسية اليمنية من انهيار الدولة اليمنية في ظل استمرار الهجوم الحوثي على معسكرات الجيش ومساعيه المستمرة للسيطرة على المدن اليمنية الأخرى.

وأشارت إلى أن مستشارين للرئيس عبدربه منصور هادي مشاركين في المفاوضات تلقوا تهديدات مستمرة من قيادات حوثية بالتصفية إن لم يخضعوا لمطالبهم.

وأزالت جماعة الحوثيين الأسبوع الماضي اعتصاما احتجاجيا يسد الطريق الرئيسي إلى مطار صنعاء، لكنها أبقت مقاتليها في شوارع العاصمة التي سيطرت عليها في الآونة الأخيرة.

وتنتمي جماعة الحوثيين إلى المناطق الشمالية وتقول إنها تحمي مصالح الأقلية الشيعية التي تشكل نحو خمس سكان اليمن البالغ تعدادهم 25 مليونا.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً